أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3821
شـــــارك المادة
أدى انهيار سد «الضمير» في ريف دمشق الغربي بمنطقة القلمون ليل السبت الماضي إلى كارثة في منطقة عدرا العمالية، التي تعول عليها الحكومة لدفع العجلة الاقتصادية المتعطلة جراء الحرب.
وقال مهندس في الإنشاءات تحفظ على نشر اسمه لـ«الشرق الأوسط»: «كارثة حقيقية حدثت في ضاحية عدرا العمالية وفي المدينة الصناعية، جراء انهيار سد (الضمير) نتيجة تدفق مسيلات على السد ووجود خلل فني فيه. وأدى تجمع المياه إلى تشكل سيل شديد القوة من مياه الطمي والحجارة بلغ ارتفاعه 3 أمتار، كان من الممكن أن يكون أعلى، لولا فتح معابر للمسيلات». وأشار المهندس إلى أن «السعة التخزينية لسد (الضمير) تبلغ مليونين و150 ألف متر مكعب. وتبعد مدينة الضمير عن المدينة الصناعية نحو 14 كلم، إلا إن قوة المياه المتدفقة خلعت أبواب المعامل من وزن طنين وأكثر، وعائلات العمال والنواطير تسلقوا إلى مواقع مرتفعة، وهناك مفقودون ما زال البحث جاريا عنهم، كما شوهدت جثث يجرفها السيل». ويصف المهندس قوة السيل بقوله: «كانت رائحة مياه السيل عطورا وصابونا، وزيوتا ومواد أولية، وشوهدت مواد أولية مثل بالات نايلون بوزن طن وأكثر تتدحرج وتتفتت بقوة المياه. المنظر كان مهولا، وحجم الخسائر بمئات الملايين، مصيبة كبيرة حطت على رأس الصناعيين في عدرا.
وحوصرت عائلات العمال المقيمة في المنطقة الصناعية لعدة ساعات قبل أن تصل فرق الإنقاذ وتباشر عملها في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأعلنت وكالة «سانا» مقتل طفلتين وشاب جراء السيول في بلدتي دير مقرن وكفير الزيت في وادي بردى، وتضرر عشرات المنازل.
وكانت مدينة دمشق وريفها قد تعرضت العام الماضي لسيول جارفة أدت إلى خسائر كبيرة، وعادت لتتكرر هذا العام على نحو أشد مع أول هطول للأمطار الغزيرة في الموسم الشتوي، حيث طافت معظم الشوارع وسط العاصمة دمشق بسبب انسداد بعد الفتحات المطرية، وجرفت المياه المتدفقة في شارع العفيف امرأة لمسافة مائتي متر قبل أن يتم إنقاذها من قبل أحد أصحاب المحال في سوق الجسر الأبيض، أما في منطقة نفق الفيحاء، فشوهد رجل يخرج من سيارته الغارقة ليقطع المياه سباحة، فيما تدفقت المياه إلى الطابق الأرضي والقبو في مشفى المواساة.
في السياق ذاته، قال المكتب الإعلامي في غرفة صناعة دمشق وريفها، إن ما حدث الشتاء الماضي وهذا العام، يعود إلى أن «المدن الصناعية غير مجهزة وغير مدروسة هندسياً لمواجهة مثل هذه الظواهر الطبيعية، من حيث تأمين قنوات تصريف مياه السيول والأمطار». وأضاف في بيان نشرته وسائل إعلام محلية: «فاجأ معظم الصناعيين أن بعض أعضاء مجلس المدينة لا يعلمون بما يجري في المدينة الصناعية بعدرا»، لافتا إلى «ضعف تجهيز فرق الإنقاذ لمواجهة سيل كبير وهائل أدى إلى قطع الطرق ووسائل التواصل مع المصانع التي ضربها السيل». وطالب المكتب الإعلامي محافظة ريف دمشق باتخاذ «الإجراءات الكافية لحل هذا الموضوع والتعويض على الصناعيين المتضررين من جراء هذه السيول.
المصادر: الشرق الأوسط
الشرق الأوسط
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة