المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 2368
شـــــارك المادة
تتزامن جهود القوات الروسية في تفكيك الميلشيات الموالية للنظام في سوريا، مع تردد الحديث في الأروقة الرسمية بموسكو عن الدور السلبي للميلشيات الإيرانية في إذكاء سياسات “التشييع”، وإثارة الاحتقان الطائفي، ونشر الفوضى في البلاد. وأشارت مصادر إعلامية روسية إلى أنه: “لا مصلحة للحكومة السورية في تبني حزب الله على الأراضي السورية وسيطرته على المناطق الحدودية، بما في ذلك التجارة السورية اللبنانية”، مؤكدة أنه: “لا مصلحة لموسكو كذلك في بقاء حزب الله بسوريا”، وأنه “بعد أن لعبت (روسيا) دوراً رئيسيا في القضاء على الإرهابيين، لها كل الحق في الإصرار على مراعاة مصالحها”. ورأت تلك المصادر تنامي مهددات المصالح الروسية جراء انتشار: “الأمميين الشيعة الذين يقاتلون إلى جانب دمشق، والذين يفوق تعدادهم مجموع الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب المعارضة، إلا أن هناك سؤالاً بات يُطرح الآن حول مصير جميع التشكيلات الشيعية بعد التوقف التدريجي للأعمال الحربية؛ إذا كان حزب الله اللبناني والعراقيون سيرجعون إلى بلدهم، فمن الذي سيسحب التشكيلات الأفغانية والباكستانية؟”. وفيما يؤكد تنامي الخلاف بين موسكو وطهران حول مستقبل القوات الرديفة في سوريا؛ تعمل القيادة العسكرية الروسية على تفكيك الميلشيات المحلية التي تدين بالولاء لإيران، حيث تم إنهاء عقود آلاف المُتعاقدين مع فروع المخابرات الجوية والميلشيات التابعة لها ضمن الحدود الإدارية لدمشق وريفها، وذلك في أعقاب حل ميلشيا “الدفاع الوطني” في كل من برزة وقدسيا، وحل ميلشيا “درع القلمون”، وشن حملات اعتقالات طالت قيادات من ميلشيا “الدفاع الوطني” في مدينتي موحسن والبوليل، بالإضافة إلى اعتقال الشرطة الروسية قائد ميليشيا “الدفاع الوطني” فراس العراقية في دير الزور ومصادرة كميات من الدولارات والمخدرات، وتوجيه الاتهام له بالسرقة والتعفيش وتلقّي الرشاوى. وشهد شهر سبتمبر الجاري؛ وقوع خلافات حادة بين عناصر من هذه الميلشيات مع القوات الروسية المتواجدة في سهل الغاب بريف حماة الغربي، وتطورها لوقوع حوادث إطلاق نار متبادل، وسقوط ثلاثة قتلى من الجنود الروس إثر اشتباكهم مع ميليشيات الدفاع الوطني وشبيحة المدعو “باسم محمد” بالقرب من قرية عين سليمو في سهل الغاب، ما دفع القوات الروسية لإرسال قوة من الشرطة العسكرية الروسية والشيشانية لطرد الميليشيات من سهل الغاب. ووفقاً لمصادر محلية؛ فإن الخلاف نشأ على خلفية محاولة القوات الروسية إخلاء الخط الأوسط في سهل الغاب من ميلشيات الدفاع الوطني، ورفضهم تسليم السلاح الثقيل والمتوسط للشرطة الشيشانية التي قدمت للمنطقة، ما أدى إلى إطلاق نار متبادل، وإرسال رتل مؤلف من حوالي 30 آلية عسكرية تابعة للقوات الروسية التي تم استهدافها من قبل شبيحة سهل الغاب في منطقتي النهر البارد ومرداش. ويبدو أن إيران غير راضية عن الترتيبات الروسية-التركية التي تقضي بإبعاد القوات الموالية لها، وإنشاء مخافر مشتركة (روسية-تركية) في منطقة القطاع الأوسط من سهل الغاب، وجعل المنطقة تحت وصاية الطرفين مع نزع السلاح فيها، ولذلك فقد عمدت الميلشيات الموالية لها إلى عرقلة إجراءات تسليم المنطقة للشرطة الشيشانية وإخلائها من ميليشيات الدفاع الوطني والشبيحة. جدير بالذكر أن مواجهات قد وقعت في مرحلة سابقة بين الطرفين عندما حاولت القوات الروسية السيطرة على معبر “قلعة المضيق” من قوات الفرقة الرابعة، حيث رفضت الفرقة حينها تسليم المعبر الذي لا يزال مغلقاً
محمد أمين
العصر
عمار البكور
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة