..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اعلام وتراجم

العالم المربي الفقيه الشيخ محمد أديب كلكل

مجد مكي

٢٨ يناير ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 9712

العالم المربي الفقيه الشيخ محمد أديب كلكل
d985d8add985d8af-d8a3d8afd98ad8a8-d983d984d983d984.jpg

شـــــارك المادة

اسمه ونسبه: 
هو فضيلة الشيخ الفقيه الورع محمد أديب بن علي بن محمد ديب كلكل، ولد في الثاني عشر من شهر أيلول عام 1934، في مدينة حماة، في حي الشرقية، في منطقة الحاضر. 

نشأته: 

توفي والده وعمر الشيخ أربع سنوات فقط، فكفلته أمه ترعاه وتحنو عليه، جاهدة أن تعوّضه حنان أبيه وعطفه، وما إن بلغ الرابعة من عمره حتى دفعت به إلى الشيخة (زهرة) زوجة الشيخ (عبد الرؤوف العبيسي من أجل تعلّم القرآن الكريم كما هي العادة في ذلك الزمان، وبقي عند الشيخة زهرة حتى ختم القرآن كاملاً حفظاً، ثم نقلته إلى المدرسة المحمدية الشرعية فتدرّج فيها حتى انتهى من المرحلة الابتدائية وحصل على شهادتها المسماة «سورتفيكا»، ثم التحق بالقسم الإعدادي في المدرسة نفسها، وكانت مدة الدراسة في هذا القسم أربع سنوات، فلم يستطع الاستمرار فيها لضيق العيش، وقلة المورد، فتوقف عن الدراسة ونفسه توّاقة للعلم. وكان الشيخ يشعر بميول عجيبة وغريبة نحو دراسة العلوم الشرعية، فعرض الأمر على الشيخ محمود الشقفة - رحمه الله - وشكا إليه حاله، طالباً منه أن يرعاه، وأن يتولاه تربية وتدريساً، فوعده الشيخ بذلك، بشرط أن يعمل عنده في المحمدية الشرعية، في القسم الابتدائي معلماً فيها لقاء أجر زهيد، فرضي به ليسد رمقه، ويدفع به فقره. بقي يدرّس في المدرسة المحمدية في القسم الابتدائي ثم الإعدادي مدة اثنتي عشرة سنة، وكان الشيخ في سني تدريسه في المحمدية أستاذا مربيا ومعلما ناجحا وحريصا مما جعل أولياء الأمور يقبلون على المدرسة لأجله، وكان ذلك أيضا سببا لوشاية الحساد عليه حتى فصل من التدريس فيها فاقترح عليه الأولياء افتتاح مدرسة خاصة في الصيف لأولادهم فاستأجر لذلك دارا لذلك.

منهجه في الحياة:

لقد كان الشيخ عفيف النفس عزيزا، صبورا شاكرا لله تعالى، فكان يعتمد على نفسه في المعيشة متوكلاً على الله تعالى فتدرج في عديد من الأعمال ذات الصلة بالتجارة، وابتعد عن الوظائف الحكومية. قال الشيخ رحمه الله: لو أردت بيع نفسي بعرض من الدنيا لبعتها منذ زمن بعيد، ولما رضيت بالقلة وشظف العيش وضيقه، لقد عرضت عليَّ وظائف كثيرة، ولكنها مشروطة ومقيدة فرفضتها ودستها حفاظاً على العزة والكرامة، ووفاء بما عاهدت الله عليه).  لقد عرض على الشيخ أعمال ووظائف حكومية وبإغراءات لكنه رفضها جميعا وآخرها منصب الإفتاء لمحافظة حماة لما عرف عنه من الرسوخ في العلم والتقوى في الفتوى، ومحبة الناس له وثقتها فيه، لكنه رفضها أيضا.  ومن أهم ما يذكر للشيخ صبره على الابتلاءات والعواصف التي هاجت على المدينة وبقاؤه فيها.  وفي مذكرة له حفظه الله يصف منهجه في الحياة فيقول: (ومن منهجي في هذه الحياة الحذر والوقاية من كل ما يريب، سواء على الصعيد الفكري أو الشخصي، لأنه قد كثرت حروف الجر في هذا الزمن، واتخذت لنفسها صوراً وأشكالاً وألواناً زاهية براقة مغرية، فليحذر كل منا أن يكون هو الاسم المجرور. لقد قلّت المعارف، وكثرت النكرات، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).

صفاته: 

عالي الهمة، قوي الشكيمة، موفور العزيمة، حاد الطبع إذا رأى منكراً أو مناقشاً جاهلاً متعسفاً، لكنه متواضع مع إخوانه وطلابه، ليّن الجانب، يتجاوز عن السيئات، ويقيل العثرات، ويقابل بالإحسان الإساءات، آثر الخلوة وحب العزلة وقلة المخالطة، حتى عُرف بين الناس بذلك، عرفه أهل حيّه منذ صغره صدوقاً عفيفاً تقياً نقياً، وأدركه الناس الآن عالماً عاملاً زاهداً ورعاً، فهو مستودع أسرارهم، وحلاّل مشاكلهم، مفتي البلدة بلا منازع،فهو من حسنات مدينة أبي الفداء، ومن فلتات علمائها الأجلاء، هيّأه الله لتلك المرحلة التي عزّ فيها العلماء، وندر فيها الشيوخ .  كان في علاقته بطلابه متواضعاً جداً، يرفض أن نقبّل يده، لكنه يشجّع على تقبيل أيدي العلماء العاملين، وكان يكنّي معظم تلامذته صغاراً وكباراً بكنية أو اسم أحد الصحابة بما يتلاءم وشخصية الأخ وهوايته، ويناديهم بالكنية من باب التكريم، وكان يبتسم ويبش عند استقبال أي واحد من طلابه، وقد ساعد كثيراً من طلابه الذين ضاقت بهم - أحياناً - السبل، ولم يكن يرضى لأي واحد من طلابه أو معارفه أن يمدّ يده إلى أحد.  وتميّز بالخط الجميل البديع فكان يُدخل السرور على نفوس طلابه بكتابة أسمائهم بخط جميل على دفاترهم.  ومن أخلاقه – رحمه الله - التواضع غير المتكلف، فلم يكن يرى نفسه أكبر شأناً من أحد، ولا يرضى لنفسه أن يضعها في مصاف العلماء مع أنه أهل لذلك، بل يغضب إن أحد أثنى عليه بالعلم، مع أنه امتاز فيه، ويسمع لطلاب العلم ويبادلهم الحديث في الشؤون العلمية وأحوال الأمة مهما كان سنهم.

تكوينه العلمي: 

لم يكتف بالدراسة في المدرسة المحمدية الشرعية، بل ثابر على حضور مجالس العلم المنتشرة آنذاك في مدينة حماة من أمثال الشيخ محمود الشقفة، والشيخ عرابي عدي، والشيخ أحمد سليم المراد رحمهم الله تعالى وغيرهم من شيوخ البلدة الذين كانوا يعمرون مساجدها بالدروس الشرعية واللغوية المتنوعة، فحصّل الشيخ من ذلك كله ثروة علمية غنية - وهو بعدُ صغيرا - ما لبث أن ظهرت آثارها حين كان يقف بعد أداء بعض الصلوات ليعظ الناس أو ينبه على غلط شرعي. إضافة لنهمه بالقراءة حتى كان يستدين المال لشراء كتاب ليقرأه . لقد سار الشيخ على هذا المنهج في القراءة والتحصيل وحضور المجالس العلمية حتى اكتملت عنده أدوات البحث العلمي، وأسبابه وتوضحت أمامه سبل المعرفة، فما إن بلغ عشرين عاماً حتى عقد دروساً، وصار له طلاب، وبدأت ينابيع علمه تفيض وتسقي، وانتشر أمره بين طلاب العلم وعلماء البلدة، وهو في طلبه العلوم الشرعية واللغوية لم يغفل عن تزكية النفس وتهذيبها، والعناية بالجانب الروحي.

شيوخــــه: 

تعددت مناهل المعرفة عند الشيخ وتنوعت مصادر علومه، ومن أبرز العلماء الذين نهل منهم العلوم وجلس في دروسهم العلمية:  1 ـ الشيخ توفيق الصباغ الشيرازي رحمه الله، قرأ عليه منهاج الإمام النووي رحمه الله تعالى. 2 ـ الشيخ عرابي بن خالد عدي المتوفى سنة 1955م : حضر الشيخ أديب عنده دروساً فقهية . 3 ـ الشيخ زاكي الدندشي رحمه الله ، فقيه الحنفية في مدينة حماة: حضر له دروساً خاصة صباح كل يوم في جامع السلطان، قرأ عليه فيها الهدية العلائية، وحاشية ابن عابدين. 4 ـ الشيخ محمود الأحمد الشقفة رحمه الله : تردد الشيخ إلى حلقاته العلمية في جامع الأفندي في الحاضر. 5 ـ الشيخ أحمد سليم المراد : حضر الشيخ دروسه في جامع البحصة بعد عصر كل يوم اثنين. 6ـ الشيخ محمد منير لطفي - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - ذكره الشيخ بقوله: «ومن شيوخي الشيخ منير لطفي رحمه الله تعالى، وكان شيخاً وأستاذاً وأخاً، وكانت علاقتي به علاقة مودة وإخاء، وقد عاهدني على أن الذي يسبق الآخر إلى دار الآخرة يشفع فيه» وقد قدم الشيخ منير رحمه الله مقدمة طيبة نافعة لكتاب "صون الإيمان من عثرات اللسان"، بيّن فيها أنه شجع الشيخ محمد أديب على إنجاز هذا الكتاب المفيد، وكان بين الشيخين زيارات كثيرة يتبادلان فيها أحوال الأمة، وأخبار المجتمع والأحاديث الأخوية. ولكن كان أكثر الشيوخ أثرا في شخصيته وتكوينه: -أولا: الشيخ محمود بن عبد الرحمن الشقفة - رحمه الله تعالى - يقول الشيخ أديب في مذكراته: (حضرت دروس فضيلة الشيخ محمود عبد الرحمن الشقفة رحمه الله وسامحه في جامع الأربعين (وقد عفت آثاره اليوم حيث دخل في توسعة الشارع العام شارع سعيد العاص) يومياً بعد صلاة المغرب، وكان يخصص لكل يوم مادة من مواد التدريس يوماً للفقه، ويوماً للتفسير، ويوماً للحديث، ثم اقتصر على درسين في الأسبوع فقط، مع خطبة الجمعة فيه، وحضرت دروسه في صباح رمضان في الجامع الشرقي، وأحياناً بعد العصر في جامع الأربعين، وحضرته في حاشية الجمل على الجلالين، وشرح الحكم العطائية لابن عباد، وقرأت عليه رياض الصالحين مرتين بحضور جمع من الناس بعد العشاء في الجامع الشرقي، وقرأت عليه قسماً من كفاية الأخيار في الفقه الشافعي، وقطر الندى في اللغة العربية بشرح وتعليق محيي الدين عبد الحميد رحمه الله تعالى). ثانيهم: الشيخ محمد الحامد ا- رحمه الله - يقول الشيخ أديب حفظه الله: (ومن شيوخي: الشيخ محمد الحامد رحمه الله تعالى عالم حماة الأوحد، ومرشدها المسدد، حضرت له دروساً في جامع السلطان، وخطب الجمعة فيه مدة طويلة، وكذلك في جامع المدفن، وجامع المسعود حتى توفاه الله تعالى عام 1969م في شهر أيار).  قال:(وقد تأثرت به تأثراً عظيماً من حيث الأسلوب مع التحقيق والمنهج السديد في الوقوف على دقائق المسائل وغوامضها، فقد استفدت من أسلوبه العلمي الذي يعتمد على التمحيص والتحقيق والتدقيق).  ومن رعاية الشيخ الحامد له – رحمهما الله تعالى- أنه كان يشجعه على الكتابة والتأليف ويساعده لى الطباعة والنشر، بل كان الشيخ الحامد رحمه الله يرسل بمؤلفات الشيخ أديب إلى أقرانه من العلماء في العالم الإسلامي وفي سوريا. بل وكان الشيخ العلامة الحامد رحمه الله يحث طلابه على حضور دروس الشيخ أديب وملازمتها وحضور مجالسه في الذكر.  لقد كان لهذين الشيخين أثر كبير في التكوين الروحي والعلمي للشيخ أديب رحمه الله ، حتى ليكاد ذكرهما دائما على لسانه في الثناء عليهما.   وثمة شيوخ كانت للشيخ صلات قوية بهم ومراسلات علمية وكان يذكرهم الشيخ أديب ويصفهم بـ (شيوخي) وهم: 1 ـ الشيخ رشيد الراشد التاذفي الحلبي رحمه الله تعالى: قال الشيخ عنه: «تلقيت الطريقة النقشبندية عن الشيخ رشيد الراشد التاذفي الحلبي، عن الشيخ عيسى البيانوني رحمه الله تعالى، عن الشيخ أبي النصر خلف الحمصي رحمه الله تعالى. 2 ـ الشيخ عبد الغني حمّادة رحمه الله تعالى: ذكره الشيخ بقوله: «ومن شيوخي الشيخ عبد الغني حمادة وكانت بيني وبينه علاقة قوية، وقد زارني مرات في بيتي، وتبادلنا أطراف الحديث وبعض النواحي العلمية". 3 ـ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله: وقد كان بينه وبين الشيخ محمد أديب مراسلات، لعل أهمها تلك الرسالة التي تتصل بكتاب تنبيه الفكر.  4 ـ الشيخ عيسى الخطيب رحمه الله: من قرية إعزاز القريبة من مدينة حلب، وقد أرسل له الشيخ محمد أديب نسخة من كتابه تنبيه الفكر، فرد عليه برسالة ماتعة يمدح فيها المؤلـِّف والمؤلـَف. 5 ـ الشيخ أحمد صالح الشامي رحمه الله مفتي دوما، وكان الشيخ محمد أديب قد أرسل له سؤالاً حول الأوراق النقدية أهي عروض أم نقود؟ فأجابه برسالة مضمونها تأييده لفتوى الشيخ محمد أديب حفظه الله. 6 ـ الشيخ أسعد العبجي مفتي الشافعية بحلب كاتبه الشيخ حول الأوراق النقدية فأكد له بما أفتى به الشيخ محمد أديب حفظه الله 7 ـ الشيخ عارف جويجاتي إمام جامع الروضة في دمشق كاتبه الشيخ حول الأوراق النقدية فأكد له أيضاً فتواه. 8 ـ الشيخ صالح العقاد شيخ الشافعية في دمشق. 9-الشيخ العلامة المجاهد حسن حبنكة الميداني، وغيرهم رحمهم الله تعالى

ملكته العلمية: 

قال رحمه الله تعالى في مذكراته: (وقد قرأت أكثر كتب الفقه الشافعي المعروفة مثل: الأم للشافعي والوسيط والوجيز للغزالي، والمجموع للنووي، وشروح المنهاج مثل مغني المحتاج للخطيب الشربيني، والسراج الوهاج للغمراوي، وحاشية قليوبي وعميرة على شرح المنهاج للمحلي، وحاشية الباجوري والإقناع وحاشيته للبجيرمي عليه، والروضة للإمام النووي رحمه الله تعالى وغير ذلك. وقرأت في الفقه الحنفي: الهدية العلائية وكتبت عليها تعليقات مفيدة، وحاشية ابن عابدين، والمبسوط للسرخسي ويقع في خمسة عشر مجلداً، ومراقي الفلاح، وحاشية الطحطاوي وغير ذلك من كتب السادة الحنفية.  وقرأت من كتب الحنابلة :الإقناع في أربعة مجلدات، والمغني لابن قدامة المقدسي ويقع في اثني عشر مجلداً، والعدة بشرح العمدة، وشرح دليل الطالب المسمى نيل المآرب، والفقه الحنبلي الميسر في أربعة مجلدات للزحيلي.  وقرأت من كتب المالكية :المدونة الكبرى للإمام مالك وتقع في ستة مجلدات، والشرح الكبير، وحاشية الدسوقي عليه في أربعة مجلدات، والقوانين الفقهية لابن جُزي، وبداية المجتهد لابن رشد، والموافقات والاعتصام للشاطبي، والفقه المالكي الميسر للزحيلي. وقرأت في الحديث الشريف كتباً عديدة منها: صحيح البخاري وبعض أجزاء من شرح القسطلاني عليه، وشرح صحيح مسلم للإمام النووي، وسنن الترمذي، وموطأ مالك، وسنن النسائي، وسنن ابن ماجه، والترغيب والترهيب للمنذري، ورياض الصالحين للنووي، وطرح التثريب بشرح التقريب، وفيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي، وسبل السلام، وكتب أخرى تتعلق في أحاديث الأحكام وعلوم الحديث الشريف مثل مقدمة ابن الصلاح، ومنهج النقد في علوم الحديث، وقواعد التحديث للقاسمي. وقرأت في التفسير: الفخر الرازي، والخازن، والقرطبي، والبيضاوي، والنسفي، وابن كثير، وظلال القرآن لسيد قطب، وآيات الأحكام للسايس، وأحكام القرآن للشافعي، وأحكام القرآن للجصاص الحنفي، وأحكام القرآن لابن العربي المالكي، وآيات الأحكام للصابوني، ومن علوم القرآن البرهان للزركشي، والإتقان للسيوطي، ومناهل العرفان للزرقاني. وقرأت من كتب العقائد: جوهرة التوحيد وحاشيته للباجوري، والسنوسية وحاشيته للباجوري أيضاً عليها، والاقتصاد في الاعتقاد وإلجام العوام وكلاهما للغزالي، وتوضيح العقائد للجزيري، وكبرى اليقينيات الكونية للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، والعقائد الإسلامية أسسها ومبادئها للدكتور عبد الرحمن حبنكة، وغير ذلك مما كتب قديماً وحديثاً في هذا الشأن. وقرأت كتباً في الأصول منها: المستصفى للغزالي، والإحكام للآمدي، والموافقات للشاطبي، وأصول الفقه للخضري، والتبصرة لأبي إسحاق الشيرازي. وقرأت كتباً في السيرة النبوية والتاريخ وتراجم الرجال، وكتباً في اللغة، وكثيراً من المجلات العلمية، وما زلت أقرأ كل ما يستجد مما ينمِّي الملكة العلمية ويدعم الثقافة الفكرية. وقد استطعت والحمد لله أن أكوّن في نفسي ملكة علمية، وذخيرة حيّة لا بأس بها حيث أنارت لي السبيل، وكشفت لي عن غوامض الأمور، وأقامتني على المحجة البيضاء الواضحة من عقيدة صحيحة تتمثل في عقيدة أهل السنة والجماعة من سلف وخلف، وعبادة حية مبنية على أسس متينة من المعرفة بمناهجها وقضاياها، وسلوك طيب حسن إن شاء الله منبثق من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسيرة السلف رضوان الله عليهم..)

مؤلفاته: 

تنقسم إلى قسمين: القسم الأول: مؤلفات تناول فيها موضوعات مخصوصة في فنون متنوعة وهي: 1 ـ تنبيه الفكر إلى حقيقة الذكر. 2 ـ الفقه المبسط في ثلاثة أجزاء. ملف:الفقه المبسط قسم المعاملات.jpg   3 ـ الأضحية والعقيقة وأحكام التذكية. 4 ـ إتحاف السائل بما ورد من المسائل في ثلاثة أجزاء. 5 ـ حكم الإسلام في النظر والعورة. 6 ـ الحج والعمرة. 7 ـ صون الإيمان من عثرات اللسان. 8 ـ قرة عين رسول الله صلى الله عليه وسلم. 9 ـ منتخب النفائس لأبناء المدارس. 10 ـ تطبيب المرأة وثمن علاجها. 11 ـ اعدلوا بين أولادكم. 12 ـ الأنيس في الوحدة ، ضمنه اختياراته من قراءاته المتنوعة، يقع الكتاب في مجلدين. القسم الثاني: مؤلفات ورسائل حققها الشيخ ونشرها بعد خدمتها بدراستها وهي: 1 ـ السهام الصائبة لأصحاب الدعاوى الكاذبة في الرد على مدَّعي الاجتهاد، للشيخ يوسف النبهاني. 2 ـ حسن الشرعة في مشروعية صلاة الظهر إذا تعددت الجمعة، للشيخ يوسف النبهاني. 3 ـ بداية السول في تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم، للعز بن عبد السلام. 4 ـ لفتة الكبد إلى نصيحة الولد، لابن الجوزي. 5 ـ رسالة أيها الولد والقواعد العشر للغزالي (ضمن كتاب واحد). 6 ـ الأدب في الدين والرسالة الوعظية ورسالة الطير (ضمن كتاب واحد).

تلاميذه: 

لقد كان للشيخ دور تعليمي كبير سواء في المدرسة المحمدية الشرعية أو في مساجد حماة ثم أخيرا في مكتبه الذي التزمه إلى الآن يفتي ويعلم الناس ويدارس طلاب العلم في همسائله، إضافة لكتبه التي نشرها وإفاداته العلمية، ولذلك فطلابه كثر والحمد لله، ولكن سبق أن ذكرنا بأن الشيخ كانت له دار خاصة استأجرها ليعلم فيها طلابه وفق منهج علمي رسمه هو اختار لهم كتبا ودرجهم في التعليم فيها، وقد ثابر عنده على هذه الدروس مجموعة من الأفاضل، تنوعت اهتماماتهم فيما بعد ،واستمروا على صلة بالشيخ، ومن طلابه وتلامذته المختصين به طلاب علم تدرجوا في التعليم الشرعي ورعاهم الشيخ وما يزال يتابعهم حتى مراحلهم المتقدمة في الدراسات العلمية كالماجستير والدكتوراه ومن أهم تلامذته حفظه الله: 1 ـ الأستاذ غالب المصري: (ماجستير في اللغة الإنكليزية من جامعة البنجاب) أستاذ اللغة الإنجليزية في مدارس حماة. 2 - الأستاذ الدكتور الفاضل رياض حسن الخوام ، أستاذ جامعي معروف في جامعة أم القرى وله الكثير من المؤلفات ،وهو ممن تتلمذ على الشيخ قديما في الدار الخاصة، وله حظوة ومحبة لدى الشيخ.وأفرد كتابا في ترجمة شيخه رحمه الله تعالى.  3 ـ الدكتور الشيخ مرهف بن عبد الجبار سقا: نشأ في طاعة الله، وترعرع محباً للعلم وأهله، عرفه أهل البلدة مدرساً لمادة التربية الإسلامية، وخطيباً في جامع الشيخ محمد الحامد رحمه الله، ثم الأحدب، ومدرساً لعلوم القرآن والحديث في التكية الهدائية، ثم في المملكة العربية السعودية، له العديد من المؤلفات في التفسير والإعجاز العلمي في القرآن والفقه وغيرها ، وله حظوة عند الشيخ . 4  - الأستاذ عماد مفيد زغرات: من الطلاب الذين لازموا الشيخ، فأفادوا منه سلوكا وعملاً وعلماً. 5 ـ الحاج ممدوح طهماز : من تجار منطقة الحاضر المشهورين، وواحد من أكثر المحبين للشيخ، المخلصين له، له وقفات مع شيخه في كثير من أزماته، وصل إلى الغاية في الإخلاص والوفاء. 6 ـ الأستاذ عوض القناني: أستاذ في اللغة الإنجليزية، من طلاب الشيخ القدماء، اشتغل بالتدريس في مدارس حماة، ثم سافر إلى الكويت ولا يزال يعمل هناك وفقه الله. 7 ـ الشيخ عبد الله كرزون: من الإخوة الأفاضل الذين اتصلوا بالشيخ مبكراً فاستفاد الكثير من علوم الشيخ. 8 ـ الأستاذ عبد القادر ريس: تاجر مشهور، فقيه ،كان يدرس الفقه في بعض الأحايين حين غياب الشيخ. 9 ـ الأستاذ محمود علي خليفة: ولازم الشيخ، تخرج مدرساً لمادة الرياضيات من جامعة حلب، يعمل الآن في ميدان التدريس. 10- الأستاذ عبد الرحمن العشي: من محبي الشيخ والملازمين له، مدرس في مدارس حماة الابتدائية، وقد أحبه الشيخ كثيراً.  

وفاته: 

توفي – رحمه الله تعالى -في مدينة حماة بعد فجر يوم الخميس ١٨من ربيع الآخر ١٤٣٧الموافق 28 / 2016. كلمات في رثائه:  كتب تلميذه الدكتور مرهف السقا في رثائه على صفحته :  أنعي للأمة الإسلامية وفاة شيخنا العلامة المربي الفقيه الورع بقية السلف الصالح الشيخ محمد أديب كلكل رحمه الله.   كم كنت أخاف هذا اليوم الذي أفتقدكم فيه ولم تكتحل عيني برؤيتكم من خمس سنوات...  كم كنت أخاف هذا اليوم الذي أكتب فيه هذه الكلمات... أي رجل فقدت يا بلاد الشام...  إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وما نقول إلا ما يرضي ربنا... إنا لله وإنا إليه راجعون...  اللهم أشهد أنه كان يحبك ويحب نبيك ويغار على دينك وحرماتك فاجزه عن أمة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم خير الجزاء. اللهم ارفع درجته في عليين وتقبله في الشهداء والصالحين واحشرنا معه تحت لواء سيد المرسلين يا أرحم الراحمين.   وكتب الأخ الدكتور خلدون مخلوطة : رحمك الله شيخنا الجليل ، الجبل الأشم ، الأديب الحسيب ، العلامة الفقيه الشخ محمد أديب كلكل . أسأل الله أن يرفع مقامك في زمرة النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين ، والعلماء العاملين . وأن يجزيك عن أمة الإسلام خير الجزاء  . تخرجت بشيخنا الجليل العارف الرباني الشيخ محمود الشقفة، وأثنى عليك الثناء العطر عالم حماة العلامة المجاهد الشيخ محمد الحامد رحمهما الله. تتلمذنا على كتبك فكان لها الأثر الرائع في نشأتنا . وعوض الله هذه الأمة خيراً. لقد تجددت علاقتي بهذا العالم الجليل عن طريق الفيس، وكم سرني أنه يتابع ويقرأ ما يدور في ساحة الفكر الإسلامي لآخر لحظة من حياته.

 

 

 

 

 

 

رابطة العلماء السوريين 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع