خالد روشه
تصدير المادة
المشاهدات : 4767
شـــــارك المادة
ما أروع أن تكون جالبا للسعادة، سببا لها ، بائعا لمعانيها ، في مقابل حب الناس ودعواتهم ، والبحث عن الثواب والأجر ..
وما أحسن ان تكون ترياقا للهموم، مخففا للأحزان، متسببا في إراحة البال ، ساعيا إلى جبر الخواطر .
لاشك أن أعلى الناس في الدنيا قدرا، هم الناصحون لغيرهم بالعلم النافع ، والمفرجون كرب الناس بالبذل والعطاء ، والميسرون على المعسرين بالتضحية والفداء والباذلون جهدهم لإسعاد غيرهم ..
فكل الناس يحتاجون معونة صادقة، وعطاء نقيا مخلصا ، وإيثارا إيجابيا محببا ، كيف لا والإسلام يدعو إلى ذلك ويحبب فيه " الله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة " أخرجه مسلم.
فالناس بحاجة إلى يد حانية, تربت على أكتافهم في أوقات المصائب, وتقوم انكسارهم في أوقات الآلام, وتبلل ريقهم بماء رقراق عند جفاف الحلوق ..
وما أروع أن يلتقي ملهوف أو كسير أو يتيم بهؤلاء الكرام بائعي السرور في أيام العيد
وتذكر معي ذالك الصحابي الذي أسرع بكل قوته ليبشر الثلاثة الذين خلفوا بعفو الله عنهم وصدره يمتلىء حبا وفرحا وسعادة وسرورا حتى إنه لم ينتظر حتى يصل إليهم بل بدا يناديهم من بعيد من على جبل سلع بأعلى صوته يا كعب ابن مالك ابشر , يقول كعب : فخررت ساجدا وعرفت أنه قد جاء فرج فآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله عز وجل علينا .
إن ذلك الصحابي المنادي لهو من بائعي السرور والسعادة للناس , المسارعين في إسعاد غيرهم ولو على حساب إرهاق أنفسهم
يقول صلى الله عليه وسلم : (إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن, وأن يفرِّج عنه غمًا, أو يقضي عنه دينًا, أو يطعمه من جوع) أخرجه البيهقي - الصحيحة
وفي رواية للطبراني " إن أحب الاعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض : إدخال السرور على المسلم، كسوت عورته، أو أشبعت جوعته، أو قضيت حاجته "وللطبراني أيضا عن عائشة رضي الله عنها" من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله ثوابا دون الجنة"
وياله من ثمن كبير هائل يتقاضاه بائعوا السرور لقاء سلعتهم الغالية التي يبيعونها للناس في يوم عيد, إن ثمنهم الذي يتقاضونه من جنس سلعتهم التي يبيعون, إنه إسعادهم في يوم الكرب العظيم.... : عن أنس رضي الله عنه قال "مَن لَقيَ أخاهُ المُسلِمَ بِما يُحِبّ لِيَسُرَّهُ بِذلك ، سَرّهُ اللّهُ عزّ وجَلّ يومَ القِيامةِ"
إن هناك عيدا بطعم الألم قد يمر على كل مكلوم , والآلام يداويها السرور , فمن يبيع؟ وبأي ثمن؟
إن مجتمعات كثيرة من حولنا - تلك التي تعيش في آلام متشابكة على المصالح الخاصة - لفي أمس الحاجة إلى فهم ذلك المعنى العظيم, الذي ينادينا أن سارعوا إلى إسعاد الناس في يوم عيدهم وتفريج الكرب عنهم وتخفيف آلامهم وإطعام جائعهم وقضاء الدين عن مدينهم, وإهداء السرور لحزينهم..
ويوم تتعلم مجتمعاتنا معنى إدخال السرور على المسلم ويطبقون مقتضاه سيضربون المثال الحي لمجتمع افتقدناه عبر سنين طويله..
عمار النوري
عامر الهوشان
المصادر: المسلم
المسلم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة