خورشيد دلي
تصدير المادة
المشاهدات : 2498
شـــــارك المادة
تحفل الصحف والمواقع الموالية للنظام السوري بأخبار وتقارير عن حوارات مع الكرد، وصلت إلى حد الحديث عن اتفاق نشر بنوده، مضمونها تسليم الكرد كامل المنشآت النفطية للحكومة السورية، وإعادة مؤسساتها وأجهزتها إلى مناطق الإدارة الذاتية الواقعة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي، في مقابل شكل من الاعتراف بالأخيرة، في إطار نظام الإدارة المحلية. لكن اللافت أن جميع الأخبار والتقارير التي نشرت في هذا السياق قوبلت بنفي من مسؤولي الإدارة الذاتية. فما الذي يجري؟ ولماذا تُساق الأمور على هذا النحو؟ وما هي دوافع حوار ممكن بين الجانبين على وقع التطورات الجارية على الساحة السورية إقليميا ودوليا؟
ثمّة قناعة بأن التطورات الميدانية والعسكرية المتسارعة على الساحة السورية جعلت من خيارات الكرد محدودة، ووضعتهم أمام خيار وحيد، هو الحوار مع النظام والعودة إلى حضنه، فاحتلال تركيا عفرين قضى على المشروع الكردي الذي كان يتجه إلى ربط الكانتونات الكردية، لتشكيل إقليم فيدرالي في شمال سورية، كما أن التفاهم الأميركي - التركي بشأن منبج زاد المخاوف الكردية بإمكانية تخلي الإدارة الأميركية عنهم، وتركهم أمام رحمة تطورات دراماتيكية غير محسوبة، خصوصا في ظل التطورات الميدانية لصالح الجيش السوري، بعد استعادته السيطرة على معظم مناطق الجنوب والبادية والحدود مع العراق، وسط تأكيد النظام على أنه سيعيد السيطرة على كامل الأراضي السورية، وتلويح أميركي دائم بالانسحاب العسكري من شرقي سورية.
في الحديث عن الحوار بين النظام والكرد، ينبغي النظر إلى أنه، منذ بداية الأزمة السورية، لم يتوقف الحديث عن تنسيق وتعاون غير معلن بين الجانبين، فكل طرف حرص على عدم الصدام مع الآخر، كل لأسبابه ودوافعه، الكرد في تجنّب مناطقهم التدمير، والتوسيع التدريجي للمناطق الواقعة تحت سيطرتهم، والنظام في الحلول دون إمكانية تحالف بين تركيا والكرد، بل واستخدام الكرد في مواجهة المشروع التركي في الشمال السوري، إلى أن أفرزت التطورات الميدانية واقعا جديدا، على شكل افتراق في الأهداف والأولويات، فالنظام بات يرى في التحالف الأميركي مع الكرد مدخلا للتقسيم، والكرد في إمكانية البناء على هذا التحالف لنيل الحقوق القومية، وهو ما غير من الموقف التركي من الأزمة السورية، وباتت محاربة المشروع الكردي تركيا أولويةً تركيةً قفزت على هدف إسقاط النظام على وقع التقارب التركي الروسي الإيراني، وهي تطورات عمقت من المخاوف الكردية، خصوصا بعد التهرّب الأميركي من التدخل لصالح الكرد في عفرين، في مواجهة العملية التركية التي انتهت باحتلالها، والإحساس بإمكانية التخلي الأميركي عنهم، كما حصل في الجنوب السوري. وعليه وضعت هذه التطورات الكرد أمام خيارين، العودة إلى حضن النظام أو المواجهة العسكرية، بالتزامن مع مواجهة التدخل العسكري التركي حتى النهاية، وهو ما يراه الكرد ليس في استطاعتهم، فالتطورات الميدانية والتحالفات الدولية تبدوان أقرب إلى انقلاب حقيقي ضد التطلعات الكردية، وهو انقلاب قد يسرع من الحوار بين النظام والكرد. ولكن كيف؟ وعلى أي أساس؟ وفي الأساس، كيف يمكن البدء بهذا الحوار في ظل القواعد العسكرية الأميركية في شمال سورية وشرقها؟ والأهم، هل هناك فعلا رغبة وإرادة جديتان لدى الطرفين بحوار يفضي إلى الحفاظ على وحدة سورية، ويقر بالهوية القومية للكرد؟ ثمة من يرى أن الخيارات المحدودة للكرد ورغبة النظام بالتفرغ لمعركة إدلب بعد الجنوب، والاستفادة من الكرد في مواجهة تركيا، كلها معطياتٌ ستجعل من هذا الحوار استحقاقا لا بد منه في المرحلة المقبلة.
ياسر سعد الدين
ﻋﻠﻲ ﺣﺴﻴﻦ ﺑﺎﻛﻴﺮ
أحمد الريسوني
سعد محيو
المصادر: العربي الجديد
العربي الجديد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة