المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 2337
شـــــارك المادة
لا يزال الاتفاق المبدئي المعلن بين الولايات المتحدة وتركيا حول منبج (4 يونيو 2018)، يحتوي على ثغرات واسعة تجعل مستقبل المدينة غير واضح المعالم، فالاتفاق الذي يتحدث فقط عن خروج للقوى الكردية، لا ينص على خروج المجلس العسكري التابع “لقوات سوريا الديمقراطية”. كما إن العبارات الفضفاضة في الاتفاق مثل “مراقبة أمريكية-تركية مشتركة في دوريات عسكرية” تعني أن الجانب الأمريكي لم يوافق على دخول القوات التركية لمنبج، ولن يكون للفصائل الموالية لتركيا، مثل “درع الفرات” أي دور فاعل في المدى المنظور. وتشير المصادر إلى ترافق إعلان القوى الكردية عن سحب عشرات المستشارين الأكراد مع إعلان آخر للمجلس العسكري في منبج، بأنه لن يخرج من المدينة، حيث تؤكد المصادر أن الانسحاب سيقتصر على وحدات حماية الشعب الكردية فقط. ورفض مسؤولون أمريكيون الاعتراف بالجدول الزمني الذي أعلنته تركيا، مؤكدين أن كل مرحلة من المراحل الثلاث مرهونة بسابقتها ولا يمكن الانتقال إلى الأخرى حتى إنجاز كل مرحلة بشكل كامل. ولإثارة المزيد من الغموض على ذلك الاتفاق؛ أشاد المسؤولون الأمريكيون بالأمن والاستقرار الذي تنعم به المدينة منذ سيطرة “مجلس منبج العسكري” التابع لقوات “قسد”، وحذروا من حساسية المنطقة، بسبب وجود قوات النظام والقوات الروسية في المنطقة القريبة جنوب منبج، وذلك بالتزامن مع زيارة قام بها وفد عسكري أمريكي بهدف طمأنة القادة المحليين بأنه: “لا تغيير سوف يحصل في المدينة سوى خروج المستشارين العسكريين لوحدات حماية الشعب”. جدير بالذكر أن الاتفاق لم يتطرق لمصير مقاتلي فصائل “درع الفرات” من أبناء منبج، وإمكانية دمجهم في الإدارة العسكرية التي سيتم تشكيلها مع نهاية المرحلة الثالثة، بعد 60 يوماً من توقيع الاتفاق بين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو في 4 يونيو الجاري، فضلاً عن مصير “الإدارة المدنية” عقب مغادرة معظم القيادات السياسية وأعضاء المجلس المحلي إلى تركيا عقب سيطرة تنظيم “داعش” على المدينة. وقد عزز رفض واشنطن نشر قوات أمريكية في شوارع منبج، واستمرار اعتماد على المقاتلين المحليين، والاكتفاء بالإشارة إلى “دوريات مشتركة” مع تركيا، الشكوك حول اختلاف تفسير الاتفاق. ويبدو أن إعلان واشنطن التوصل إلى اتفاق غير واضح المعالم مع تركيا إلى استقطاب تركيا في مشروع عزل طهران، لكنه لا يحل أزمة انعدام الثقة المتنامية بين واشنطن وأنقرة، حيث ترغب الإدارة الأمريكية في ربط التعاون مع تركيا بإيقاف صفقة شراء منظومة صواريخ “إس-400” من روسيا، وكذلك مستقبل صفقة طائرات “إف-35″. في هذه الأثناء تعمل تركيا على إنشاء جدار لحماية حدودها مع سوريا بطول 475 كلم، حيث أنجزت شركة ” TOKI” حتى الآن نحو 350 كلم من هذا المشروع، ويشمل محافظات “شانلي أورفا”، وغازي عنتاب”، و”كيليس” و”هاتاي” و”ماردين” و”سيرناك”، كما تم تعزيز حماية الحدود من خلال إنشاء سلسلة من الأبراج، وتسيير الدوريات، وزرع عدد كبير من الألغام الأرضية، وإنشاء شبكة رصد شاملة من قبل كاميرات المراقبة والطائرات المسيرة آلياً، وإنشاء مقار قيادة عسكرية لضبط عمليات حرس الحدود.
سارة الحوراني
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة