المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 3025
شـــــارك المادة
أكد تقرير أمني مقرب من واشنطن أن العملية العسكرية الأخيرة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تقف عند مجرد توجيه ضربة محدودة للنظام فحسب؛ بل تتعدى ذلك لتشكيل تحالف أمريكي-أوروبي-عربي يهدف إلى مواجهة إيران بأقصى ما يمكن قوة.
ووفقاً للتقرير فإن تعيين "الصقور الجدد"؛ مايك بومبيو وزيراً للخارجية، وجون بولتون مستشاراً للأمن القومي، وجينا هاسبل رئيسة لوكالة الاستخبارات المركزية، يهدف إلى تنفيذ خطة شاملة تتضمن توجيه ضربات مباشرة لمعاقل إيران العسكرية في سوريا، وتفكيك التحالف الإيراني-الروسي-التركي؛ حيث يتم العمل على كسب تركيا لصالح التحالف الجديد، والتوصل إلى علاقة تعاون جديدة مع موسكو التي أكدت في 10 أبريل أنها لن تواجه العملية العسكرية الأمريكية في سوريا وتحدثت عن تسلم قائمة بالأهداف التي سيتم قصفها، وأثنت على التزام واشنطن بتعهدادتها عقب الضربة.
ووفقاً لتقرير نشره موقع "ديبكا" الاستخباراتي، فإن ترامب حرص على مواكبة الدول الأوروبية السبعة والعشرين والتي قامت بطرد 140 دبلوماسياً روسياً، عبر طرد 60 دبلوماسياً روسياً من طرفه، وذلك في أكبر عملية إبعاد للمبعوثين والعملاء الروس منذ نهاية الحرب الباردة، حيث يرغب ترامب في الحصول على دعم لموقف إدارته ضد إيران مع اقتراب حلول شهر مايو والذي يحين فيه النظر في الاتفاق النووي، وعندها يمكن مجابهة المحور الروسي-الإيراني.
ويبدو أن المناورة الأمريكية قد نجحت بالفعل، إذ انتزع ترامب زامام المبادرة الأوروبية، بحيث أصبح لزاماً على الرئيس الفرنسي الذي (يهاتفه بشكل معتاد) وعلى المستشارة الألمانيا إنجيلا ميركل (التي يحتفظ معها بعلاقات فاترة) أن يحصلا على تنازلات أساسية من طهران للموافقة على تمديد على الاتفاقية في 12 مايو.
ويرى ترامب ضرورة تعزيز حلف الناتو كجبهة غربية ديناميكية، وذلك من خلال ضم بولندا والتشيك وهنغاريا وبلغاريا ودول البلطيق، وإلحاق دول الخليج العربي وبعض الدول الشرق أوسطية مثل مصر و"إسرائيل" إلى التحالف بغية تنشيطه.
ووفقاً للتقريرنفسه؛ فقد أوكل ترامب إلى وزير خارجيته الجديد مايك بومبيو مهمة التفاوض مع الأوروبيين، وتوضيح أن المسألة النووية الإيرانية التي يركزون عليها ستبقى منفصلة عن قضية التعاون الإيراني-الكوري الشمالي في المجالات النووية والصاروخية، حيث ينوي ترامب قطع العلاقات السرية التي تربط بيونغ يانغ بطهران.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد اتفقت مع ترامب حول وضع آليات لتفكيك شبكات الجواسيس الروس العاملين في الغرب، وتم البدء في ذلك من خلال الطرد الجماعي للعملاء المستترين تحت مسميات دبلوماسية، وأكد ترامب آنذاك على ضرورة تنسيق الولايات المتحدة الأمريكية مع وكلات الاستخبارات الغربية: (MI6) البريطانية و(BDN) الألمانية و(DGSI) الفرنسية ؛ وذلك بناء على نصيحة بومبيو، الذي كان لايزال حينها مديراً لوكالة (CIA) والذي رأى ضرورة: "الضرب بيد من حديد ما دامت الظروف مواتية وجمع هؤلاء الحلفاء للقيام بتقليم أظافر روسيا الاستخبارية في أمريكا الشمالية وأوروبا".
في هذه الأثناء تضغط واشنطن على أوروبا لإصلاح "عيوب" المعاهدة النووية المبرمة مع إيران عام 2015، مؤكدة أنها ستنسحب منها إن لم يتحقق ذلك بحلول 12 مايو المقبل، وستعمل على تنفيذ المزيد من الضربات العسكرية ضد مواقع إيران في سوريا بالتنسيق مع بريطانيا وفرنسا.
كما تعمل الإدارة الأمريكية على إنشاء قوة برية وجوية من دول المنطقة -وعلى رأسها "إسرائيل" والسعودية والإمارات وقطر- بحيث يتزامن قرار سحب القوات الأمريكية مع تشكيل هذه القوات لملء الفراغ، وإحلال لاعبين آخرين مكانها.
ورأى التقرير أن أول فصول الخطة الأمريكية قد تم تنفيذه في 9 أبريل، عندما أطلقت طائرات إسرائيلية صواريخ على الجزء الغربي من مطار (T4) مستهدفةً مقر قيادة العمليات الجوية للحرس الثوري الإيراني في سوريا مما أدى لمقتل سبع عناصر إيرانيين أحدهم ضابط برتبة عقيد، حيث مثل الضوء الأخضر الأمريكي باستهداف المعقل الإيراني إشعاراً لبوتين بأن إدارة ترامب لن تقصر عملياتها على أهداف للنظام فحسب.
ووفقاً لموقع (Defense One) فإن توجه الإدارة الأمريكية للمزيدمن الانخراط في سوريا قد بدا واضحاً في حجم المخصصات الدفاعية، حيث تم إقرار 15.3 مليار دولار للشرق الأوسط لعام 2019، ويتوقع أن يذهب الجزء الأكبر منها للملف السوري، بالإضافة إلى مليار أخرى لم يتم الكشف عنها في وسائل الإعلام للأغراض نفسها.
ويُتوقع أن تشن القوات الحليفة (أمريكا-بريطانيا-فرنسا) في شهر مايو المقبل المزيد من الضربات ضد أهداف إيرانية في العمق السوري، وذلك بعد استكمال حشد قواتها البرية والبحرية والجوية والتي ستحتاج إلى بضعة أسابيع للوصول إلى مستوى الجهوزية.
وتشير المصادر إلى أن الخطة التي أعدها فريق "الصقور" لإضعاف إيران ابتداء من سوريا تتضمن ما يلي:
- تقطيع أوصال النفوذ الإيراني من خلال طرد الميلشيات التابعة لإيران في المحافظات الجنوبية، وحصرها في المحافظات الوسطى.
- إنشاء حائطي صد على الحدود السورية-العراقية وعلى نهر الفرات
- إعادة نشر القوات الأمريكية وتعزيز قدراتها العسكرية في عشر مواقع تقع في المناطق التابعة لقوات سوريا الديمقراطية تمتد من عين دادا غرباً إلى رميلان شرقاً
- استهداف القواعد الإيرانية في المحافظات الوسطى، حيث يستمر الطيران "الإسرائيلي" في قصف مطارات الضمير والتي فور، بعد تدمير سائر الدفاعات الجوية للنظام جنوب البلاد.
- استبدال الوحدات العسكرية الأمريكية بقوات عربية للمساعدة في تأمين شمال البلاد، و"بناء قوة عربية من عشائر شرق الفرات" تملأ الفراغ في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا والأردن، وذلك بالتعاون مع السعودية والأردن وبعض الشركات الأمنية، وتوفير الغطاء الجوي لها من قبل القوات "الإسرائيلية" وبعض الدول العربية الحليفة.
- الاستعانة ببعض دول مجلس التعاون للإسهام في مشاريع إعادة إعمار شمال سوريا، حيث تعهدت هذه الدول بتقديم أربع مليارات دولار في هذا المجال.
أيمن محمد
كلنا شركاء
الجزيرة نت
سامح اليوسف
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة