..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

"القوة العربية البديلة" بسوريا قد تشعل الحرب العربية الإيرانية

وكالة الأناضول

٣ مايو ٢٠١٨ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2087

شـــــارك المادة

يرى خبراء أن الهدف من "القوة العربية البديلة" التي تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية تشكيلها في شمالي سوريا، هو حماية أمن إسرائيل وتقليص دور طهران في المنطقة، محذرين من إثارتها "حرب عربية إيرانية".

وقال الأستاذ المساعد طلحة كوسا، رئيس قسم علم السياسة والعلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون التركية (خاصة)، إن واشنطن تخطط على المدى البعيد للخروج من المنطقة، إلا أنها ترغب في تشكيل قوة تنوب عنها لملأ لسد الفراغ الذي ستخلفه القوات الأمريكية بعد انسحابها من شرق وشمال شرقي سوريا.

وأضاف كوسا في حديثه لمراسل الأناضول، أن الفراغ المتشكّل نتيجة انهيار الحكومات المركزية في كل من العراق، وسوريا واليمن، ملأته إيران وتنظيمي "داعش" والقاعدة الإرهابيين، وبشكل جزئي "ب ي د" الإرهابي المدعوم من قبل واشنطن، مشيرا إلى وجود قلق أمريكي من ملأ هذا الفراغ من قبل روسيا وإيران.

وتطرق إلى أن "القوة العربية البديلة" في سوريا، تحتوي العديد من المشكلات الكبيرة، خاصة في ظل عدم وجود فكرة قوة عربية شاملة كما كان في ستينيات القرن الماضي، ومن غير الممكن الآن إحياء القومية العربية بالقدر الذي كان عليه في تلك المراحل، على حد قوله.

وتابع قائلا: "في ستينيات القرن الماضي كانت هناك وحدة عربية تجاه معاداة إسرائيل، والآن هناك وحدة نوعا ما تجاه معاداة إيران، رغم أن واقعية وحقيقة هذا العداء لا زالت موضع نقاش كما تبقى جميع هذه الأفكار عبارة عن سيناريوهات".

وحول الدور التركي أمام هذه التطورات، رأى كوسا أنه يتوجب على أنقرة التنسيق مع جميع الدول التي تنوي المشاركة في القوة العربية البديلة، كي تتمكن من تبني دور بناء، مبررا ذلك بعدم وجود قدرات عسكرية كبيرة وكافية لتلك الدول لتحقيق هذه السيناريوهات، فضلا عن كونها "مشتتة".

ويستشهد الأكاديمي التركي على أطروحته هذه بمطالبة الدوحة الانخراط في القوة العربية البديلة، رغم أن لها علاقات تعاون جيدة مع موسكو وطهران، ورغم عدم امتلاكها القوة العسكرية اللازمة والكافية لذلك.

وأشار إلى افتقاد تنظيم "ب ي د" القدرة على ملأ هذا الفراغ نظرا لطبيعة علاقاتها مع الأطراف الأخرى، ولأسباب متعلقة بالتركيبة السكانية للمنطقة، منوها إلى اتضاح عدم وجود خطة أمريكية كبيرة للتعامل مع التنظيم على المدى البعيد.

وبحسب كوسا، فإن أنقرة كانت خارج اللعبة إلى أن نفذت عملية "غصن الزيتون" مؤخرا وأثبتت أنها عنصر هام في المنطقة، معتقدا بأن العملية العسكرية التركية على عفرين غيرت قواعد اللعبة هناك.

واستبعد أن تكون مبادرة القوة العربية البديلة في سوريا، قد شُكّلت لموازنة الدور التركي في المنطقة، معتقدا أن هدفها الرئيسي هي إيران، وفي حال نجاحها بتقليص دور طهران، قد تكون أنقرة مستهدفة حينها، وفقا لقوله.

واختتم الخبير التركي بالإشارة إلى أن الانسحاب الأمريكي من المنطقة، سيكون في نهاية الأمر لصالح روسيا لا محالة، مهما حاولت واشنطن موازنة موسكو في الشرق الأوسط.

بدوره اعتبر الدكتور مصطفى جنيد أوزشاهين، عضو الهيئة التدريسية بكلية العلوم السياسية في جامعة نجم الدين أربكان التركية، أن حديث ترامب عن تشكيل قوة عربية بديلة في سوريا، مجرد كلام لا صلة له بأرض الواقع، مبينا أن الإدارة الأمريكية تشهد حالة من الفوضى لم يسبق لها مثيل.

وأضاف أوزشاهين في حديثه لمراسل الأناضول، أن "ترامب يعتزم تشكيل هذه القوة من الإمارات، والسعودية، وقطر ومصر، فيما لا زالت الرياض وأبو ظبي والقاهرة تستمر في محاصرة الدوحة، ومن غير الممكن تحرك هذه الدول معا. فضلا عن عدم الرغبة الكبيرة لمصر في رحيل الأسد."

كما استبعد تحرك القوة العربية البديلة ضد تركيا، نظرا لعدم امتلاكهم القدرة والقوة الكافية على مواجهة تركيا عسكريا، ولتباين مواقفهم وآرائهم في العديد من القضايا، فضلا عن عضوية أنقرة لدى حلف "ناتو".

واعتبر الأكاديمي التركي أنه في حال تشكيل قوة كهذه على أرض الواقع، ستُضاف حرب أخرى من حروب الوكالة التي تشهدها المنطقة حاليا.

ويرى أوزشاهين أن واشنطن تعمل على تقليص دور إيران في المنطقة لحماية أمن إسرائيل، وذلك تحت مبرر مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وتابع قائلا: "تنظيم ب ي د/ي ب ك يعمل كوكيل للولايات المتحدة، وتتواجد قوات الحشد الشعبي في المنطقة باسم إيران فيما تدعم روسيا النظام السوري. وبالتالي فإنه عند التفكير في هذه الفرضيات مجتمعة، يتضح لنا أنه في حال تشكيل قوة عربية من هذا القبيل، قد تثير الحرب العربية الإيرانية."

ووفقا لتقارير صحفية متطابقة، تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية تشكيل "القوة العربية البديلة" لكي تعمل إلى جانب ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" الحليفة لواشنطن، لضمان عدم عودة تنظيم "داعش" الإرهابي بعد هزيمته عسكريا، ومنع القوات الحليفة لإيران من ملء الفراغ الذي ستخلفه القوات الأمريكية بعد انسحابها من شرق وشمال شرقي سوريا.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع