الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3140
شـــــارك المادة
تستمر القوات السورية في حملاتها الأمنية الواسعة في مختلف أنحاء البلاد، فمن حمص التي تتعرض مناطقها لأعنف هجوم مع فرار المئات إلى الحدود اللبنانية، انتقالا إلى درعا التي شهدت قتالا عنيفا ليل الأحد الاثنين بين القوات النظامية والجيش الحر، والذي أعلن عن شن هجمات على حواجز الجيش في المدينة.. فيما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط 13 قتيلا بنيران القوات السورية حتى مساء أمس.
في هذا الوقت، أعلن ناشطون أن الجيش السوري الحر كثف هجماته على أهداف موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في جنوب سوريا وشمالها وشرقها في الأيام القليلة الماضية لتخفيف الضغط عن مدينة حمص المحاصرة. وأعلن «السوري الحر» أنه هاجم ليل الأحد الاثنين مقرا للمخابرات في مدينة حرستا بريف دمشق، فيما اندلعت اشتباكات مع الجيش السوري في عدة مناطق من البلاد.. وبث ناشطون صورا على الإنترنت قالوا إنها تظهر جانبا من الهجوم الذي جرى في عملية مشتركة لعناصر الجيش الحر بكل من دمشق وريفها.
وقال ناشطون ليل أول من أمس الأحد إن الجيش الحر هاجم مقر المخابرات الجوية في حرستا والواقع عند مدخل مدينة دمشق، وإن الهجوم تم بعملية مشتركة ومن أربعة محاور، حيث تم قصف المقر بعشر قذائف من أسلحة متوسطة.
وقال أحد الناشطين من درعا إن الجيش السوري الحر هاجم عدة نقاط تفتيش وتحصينات في الشوارع في وقت واحد، وإن الدبابات ترد بإطلاق قذائف مضادة للطائرات على الأحياء السكنية، كما يقوم قناصة الجيش بإطلاق النار على أي شيء يتحرك.
وأضاف الناشطون أن عددا من عناصر الأمن قتلوا في العملية، كما بثوا فيديو يظهر المقر الأمني أثناء الليل ويسمع فيه صوت إطلاق القذائف.. وبدورها أكدت تنسيقية حرستا «استهداف مبنى المخابرات الجوية بحرستا بـ7 قذائف هاون و3 قذائف آربي جي»، وذلك رغم الجدار الإسمنتي الذي تمت تعليته حول المقر مؤخرا، وقالت التنسيقية إن الهجوم جاء ردا على «احتلال المدينة منذ أربعين يوما وقطع الاتصالات عنها والحملات الأمنية الشرسة بحرستا والريف».
يشار إلى أن ناشطين يتهمون جهاز المخابرات الجوية بتولي عمليات قمع الاحتجاجات في ريف دمشق، ويضم مقره في حرستا معتقلين بارزين وناشطين وسجناء سياسيين.. كما يشك معارضون في أن «العمليات العسكرية تدار في هذا المقر بمساعدة خبراء إيرانيين وروس».
ووصلت إلى حرستا صباح أمس تعزيزات عسكرية، لتضاف إلى القوات المنتشرة ضمن المدينة منذ ما يزيد عن الشهر. وقد شهدت الحواجز الموجودة ضمن المدينة وتلك المحيطة بها تشديدا كبيرا في تفتيش السيارات والمارة منذ ساعات الصباح الباكر، مع تنفيذ العديد من عمليات الدهم والاعتقال التي طالت عددا من شباب المدينة، ترافق كل ذلك مع إطلاق نار متفرق بين الحين والآخر من جهات متعددة من المدينة.
وفي هذا السياق، أكد ناشطون أن قتالا عنيفا اندلع ليل الأحد الاثنين بين قوات مدرعة من الجيش والجيش الحر في درعا، وأضافوا أن قوات الأمن اقتحمت منطقة يبرود في ريف دمشق بأرتال من الدبابات، وأن انفجارات دوّت في أنحاء متفرقة منها.
وأشار الناشطون إلى تعرُض مناطق عدة في إدلب ودرعا وحي القابون في دمشق لحملات دهم واعتقال. وتحدثوا عن اشتباكات بين الجيش السوري والجيش الحر في محيط جوبر بدمشق وحي الجورة بدير الزور.
وبالأمس، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل سوريين في درعا (جنوب سوريا)، فيما تجدد القصف العنيف على مدينة الرستن في ريف حمص (وسط)، وأوضح المرصد «أنَّ آليات للقوات النظامية السورية التي تحاصر المدينة جددت قصفها عليها»، مؤكدا أن «القوات النظامية السورية تواصل منذ صباح الأمس حملة مداهمات واعتقالات في حي جوبر المجاور لحي بابا عمرو في حمص الذي سيطرت عليه قبل أيام».
وفي ريف دمشق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت مدينة يبرود صباح يوم أمس». وأشارت لجان التنسيق المحلية في بيان إلى أن «عملية الاقتحام ترافقت مع قصف على المدينة التي تبعد نحو أربعين كيلومترا عن العاصمة، وإلى انقطاع تام للاتصالات».
وأوضح الناطق باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي لوكالة الصحافة الفرنسية أن «قوة عسكرية كبيرة اقتحمت مدينة يبرود من كل الجهات»، مشيرا إلى وجود «الكثير من المجندين في المدينة الذين تخلفوا عن الالتحاق بالخدمة، وعسكريين في الجيش لجأوا إليها بعد الانشقاق لأنها كانت تعد آمنة نسبيا». وفي مضايا القريبة من الزبداني أعلن عن مقتل ثمانية أشخاص، ستة منهم من عائلة عفلق.. وقال ناشطون إنه تمت تصفيتهم على أيدي قوات الأمن بعد اعتقالهم أثناء الحملة الأخيرة التي شنتها قوات الأمن في المدينة مؤخرا.
وبالتزامن، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن التزام أهالي دوما (ريف دمشق) بالإضراب العام الذي شمل جميع المحال التجارية في المدينة مترافقا مع إغلاق بعض الطرقات من قبل المتظاهرين وسط استنفار امني في جميع الحواجز المحيطة بالمدينة.. وقال ناشطون إن الإضراب العام استمر لليوم الثاني احتجاجا على احتجاز جثامين تسعة أشخاص قتلوا برصاص الأمن أثناء تفريق مظاهرات خرجت يوم الجمعة الماضية.
وفي مدينة الهامة تم تشييع امرأة قتلت في منزلها برصاص قوات الأمن أثناء اقتحام لمدينة الهامة مساء الأحد وإطلاق النار بشكل عشوائي. وفي حي وادي المشاريع بتدمر قامت قوات الأمن والشبيحة بمداهمة المنازل مع حملة اعتقالات واسعة، مع ضرب وإهانة المعتقلين أمام الأهالي.
ومن حمص، أوضح الناشط أبو يزن الحمصي أن «المداهمات استهدفت بالأمس حي السلطانية»، لافتا إلى أن «عائلات من بابا عمرو تقيم حاليا في هذين الحيين». وإذ أشار إلى أن «كل شاب فوق 14 عاما مرشح للاعتقال»، قال الحمصي: «إن أحدا من الذين اعتقلوا خلال الأيام الماضية لم يخرج بعد»، لافتا إلى أن «قوات النظام التي دخلت بابا عمرو تعمل على فتح الطرق وتنظيفها، بعد أن تسبب انهيار أبنية ومنازل نتيجة القصف على مدى شهر تقريبا إلى محو معالم الشوارع».
وفي الإطار عينه، ذكر ناشطون أن الأمن السوري يشن حملة اعتقالات واسعة في حي بابا عمرو بحمص، وأضافوا أنهم يقومون بحرائق مفتعلة في هذا الحي للتغطية على «الجرائم» التي تقوم بها هذه القوات في الحي.
من جانب آخر ما يزال ريف محافظة حماه ملتهبا، حيث تمت محاصرة بلدة حلفايا من جميع الجهات بعد تعرضها للقصف العنيف لأربعة أيام متواصلة، من قبل الجيش النظامي. ويوم أمس قال ناشطون إن قوات الأمن والشبيحة اقتحمت البلدة وقسمتها إلى قطاعات مع تفتيشها بدقة في حملة مداهمات واعتقالات شرسة، ترافقت مع عمليات نهب وحرق للمنازل.. حيث تم حرق ما لا يقل عن أربعة منازل حتى نهار يوم أمس.
كما انسحبت قوات الجيش إلى منطقة الجلمة ومن ثم إلى قرية تل ملح حيث نصبت الحواجز على الطرقات في ريف حماه، وقبل انسحاب الجيش أمطر سماء مدينة كرناز بقذائف مدفعية مخلفا أضرارا مادية، بينما عاشت بلدة قسطون ليلة أول أمس تحت إطلاق نار كثيف من الرشاشات بشكل عشوائي، مما أدى إلى إصابة العديد من منازل المدنيين وسقوط عدد من الجرحى. وفي مدينة الرستن استمر القصف بشكل متقطع، وقتل شخص هناك مع طفلة جراء القصف المدفعي.
الهيئة العامة للثورة السورية
عاجل
الجزيرة نت
أنس الكردي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة