الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3406
شـــــارك المادة
العاصفة الثلجية التي تهب على سوريا بالتآزر مع عاصفة القمع الشديدة التي يشنها النظام لم تمنعا المتظاهرين السوريين من الخروج أمس لإعلان تأييدهم لـ«تسليح الجيش الحر»، وفي المناطق السورية كافة، وبأعداد غير مسبوقة قدرت بالآلاف، مما شل الحركة في دمشق وحلب. وقال ناشطون إن قوات الأمن أعدمت 14 شابا في بابا عمرو، وقصفت مظاهرة في مدينة الرستن، مما أودى بحياة 16 شخصا على الأقل، وتسبب في جرح العشرات.
وأوضحت لجان التنسيق المحلية في سوريا، في ساعة متأخرة من بعد ظهر الجمعة، أن عدد القتلى يوم أمس تخطى الـ51، بينهم طفل وسيدتان، منهم أربعة عشر أعدموا ميدانيا في بابا عمرو، وستة عشر من الرستن، وأحد عشر من إدلب منهم قتيلان في سراقب، وأربعة من حلب، وسبعة في دير الزور، وقتيلان في حماه واللاذقية.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تحميلها على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» عبر موقع «فيس بوك» كيفية قصف المتظاهرين الذين خرجوا في الرستن رافعين لافتات «نستمد القوة من الله للنصر والتحرير»، مما أدى لمقتل 16 مدنيا، مع إصابة أكثر من عشرين شخصا آخرين بجراح بالغة، في وقت تعتبر فيه السلطات السورية المشافي الميدانية وإسعاف المصابين تهمة تودي بصاحبها إلى المعتقلات، منذ بداية الأحداث حين باتت المشافي العامة فخا لاصطياد الجرحى من الناشطين المدنيين. وقال ناشطون في مدينة الرستن يوم أمس إن قذيفة سقطت على المتظاهرين فور خروجهم من الجامع عقب صلاة الجمعة، والموقع المستهدف «مركز للتظاهر كل يوم جمعة منذ سيطر الجيش الحر على بعض أحياء الرستن».
وعلق هادي العبد الله، عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، على مجزرة الرستن قائلا «نحن ننتقل من مجزرة إلى مجزرة، ومن مذبحة إلى إعدامات جماعية، وعلى العالم أن يتحمل مسؤولياته الإنسانية..».
وقال ناشطون إن قوات الأمن أعدمت 14 شابا ميدانيا خلف المؤسسة الاستهلاكية في بابا عمرو، وتم إلقاء جثثهم خلف معهد المعلوماتية، لافتين إلى أن المؤسسة الاستهلاكية للمواد الغذائية قد تحولت إلى معتقل كبير يضم كل شخص يتجاوز عمره 14 سنة.
بالتزامن مع ذلك، شارك آلاف الأشخاص في مظاهرات في مناطق سورية عدة في «جمعة تسليح الجيش السوري الحر»، أطلقت قوات الأمن السوري النار عليها، بحسب ما أفادت مصادر ميدانية. وقال المتحدث باسم «اتحاد تنسيقيات حلب» محمد الحلبي إن «آلاف المتظاهرين خرجوا يوم أمس في 12 نقطة في المدينة يهتفون لمدينة حمص والمدن المحاصرة في ريف حلب، وينادون بإسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر».
وذكر الحلبي أن «أعداد المشاركين في كل مظاهرة تتراوح بين المئات في حي حلب الجديدة، والآلاف في أحياء أخرى مثل صلاح الدين والفردوس والمرجة». وأضاف «الأمن يتعامل مع المظاهرات بالرصاص الحي، لا سيما في حيي صلاح الدين وسيف الدولة، حيث سقط جرحى وحصلت اعتقالات». ولفت إلى أنه في ريف حلب خرجت مظاهرات حاشدة في عدد من المناطق، فيما «تعرضت مدينة الأتارب لقصف ومنع سكانها من إقامة صلاة الجمعة». وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج مظاهرات في مدينة حلب وريفها، مشيرا إلى أن شخصين أصيبا بجروح خطرة إثر «انفجار عبوة ناسفة بحاوية للقمامة في حي الفردوس في المدينة». وذكر المرصد أن «ثمانية مواطنين أصيبوا بجروح إثر إطلاق النار من القوات السورية لتفريق مظاهرة في حي السكري ومساكن هنانو» في مدينة حلب، مشيرا إلى أن القوات السورية أطلقت الرصاص لتفريق مظاهرة حاشدة في مدينة منبج حيث اعتقلت أكثر من 35 متظاهرا.
وفي دمشق، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي إن «آلاف المتظاهرين خرجوا يوم أمس في أحياء العاصمة، لا سيما في المزة والحجر الأسود والعسالي والقدم والقابون وكفرسوسة بالقرب من مبنى رئاسة الوزراء، يهتفون لبابا عمرو وينادون بإسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر». وأضاف الشامي أن «الانتشار الأمني الكثيف حال دون خروج مظاهرات بعد صلاة الجمعة» في عدد من المناطق الأخرى. وذكر الشامي أن «مظاهرة حاشدة خرجت في حي التضامن غداة حملة اعتقالات في الحي أثارت استياء بين الأهالي».
كما ذكر المرصد أن خمسة متظاهرين أصيبوا بجروح «إثر إطلاق قوات الأمن السورية الرصاص لتفريق مظاهرة خرجت من مسجد السلام في حي برزة»، ولفت إلى أنه في حي الميدان في العاصمة «أطلقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع لتفريق مظاهرة خرجت من مسجد الثريا»، مشيرا إلى تنفيذ حملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين. كما شهدت مناطق «التل ويبرود وسقبا وعربين في ريف دمشق مظاهرات رغم الانتشار الأمني وتساقط الثلوج».
وبحسب المرصد السوري، خرجت مظاهرات في أحياء عدة من مدينة دوما، كما في بلدات وقرى كرناز وطيبة الإمام وكفرزيتا وقسطون واللطامنة وقلعة المضيق وحيالين وكفرنبودة وبربديج في الريف، طالبت بإسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار المرصد إلى خروج مظاهرات أخرى في بعض أحياء مدينة دير الزور وقرى وبلدات الريف. وقالت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» إن مظاهرة حاشدة خرجت في مخيم اليرموك من شارع فلسطين هتفت للمدن المنكوبة «ووحدة الدم الفلسطيني السوري، ونددت بجرائم الاغتيال بحق ضباط جيش التحرير الفلسطيني».
أما في حمص، فقد خرج المئات في حي الخالدية، داعين لتسليح الجيش الحر ومحاكمة الأسد. وفي الرقة، أفادت «لجان التنسيق المحلية» بخروج مظاهرة حاشدة في مدينة الطبقة عند جامع الحمزة تصدت لها قوات الأمن. وبالتزامن، خرج العشرات في إدلب - تفتناز كما في حي العنترية في القامشلي. وفي ريف دمشق وبالتحديد في الزبداني، خرجت بعد صلاة الجمعة مظاهرة من جامع بردى تنادي بإسقاط النظام وتدعو لتسليح الجيش الحر. من جهة أخرى، وبشأن التطورات الأمنية، تحدث ناشطون عن مقتل 7 أشخاص خلال تشييع قتلى سقطوا أول من أمس في الحرة في دير الزور بينهم نساء. وأفاد ناشطون آخرون بأن قوات نظامية معززة بدبابات اقتحمت قريتي البدامة وعين البيضا على الحدود التركية السورية واعتقلت عشرات الأشخاص.
وفي إدلب، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن إطلاقا كثيفا للنار وقع صباح أمس الجمعة في بلدة إحسم، وإن انفجارات ضخمة دوت في البلدة. كما تحدث ناشطون عن قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف بلدة النغارة بجبل الزاوية وأدى إلى تدمير عدد من المنازل. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن طوقت حي جوبر في دمشق بشكل كامل وداهمت عددا من منازل الناشطين وخربتها.
كما تعرض حي القابون لإطلاق نار من أسلحة متوسطة وثقيلة. أما في حي الميسر فشنت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات وسط إطلاق نار كثيف.
وأكدت اللجان اعتقال الجيش النظامي السوري 150 شخصا في قدسيا، واقتحام مدينة الضمير في ريف دمشق، وقصف بلدات حلفايا وطيبة الإمام واللطامنة بريف حماه. وتتعرض مدينة الضمير لعملية اقتحام من قبل عناصر الجيش والأمن منذ صباح الجمعة من جميع المحاور. كما تم إغلاق كل المداخل والمخارج من وإلى المدينة بدعم من خمس دبابات والعديد من المدرعات، وتم نشر أعداد كبيرة من القناصة على أسطح المنازل والمباني الحكومية، بحسب ناشطين. وفي إدلب أفادت مصادر ميدانية في مدينة سرمين بأنه بعد مرور أيام على قصف المدينة بدأت تتكشف آثار الدمار والخراب، حيث عثر الأهالي على جثث قتلى في المزارع وأحياء المدينة.
أسرة التحرير
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة