أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 7966
شـــــارك المادة
عالم سوري من أبرز علماء الفقه في العصر الحديث، أطل على العالم الإسلامي في وقت كان يئن تحت نير الاستعمار الإنجليزي والفرنسي الذي أدى إلى تراجع البلاد وانهيارها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفكرياً. وقام العلامة في التوجيه والإصلاح وظهر أثر الفكر الغربي في الفكر والثقافة الإسلامية، فظهر الفكر الاستشراقي والتبشيري.
في هذه الأوضاع ظهر الشيخ مصطفى الزرقا مصلحاً ذا أثر عظيم في إصلاح المجتمع ونهضته. هو مصطفى أحمد الزَّرقاء، وُلِد في مدينة حلب الشهباء عام 1322 هـ الموافق 1904م في بيت علم وصلاح.
نشأ في أسرة علميَّة دِينيَّة، اشتغلت بالفقه الحنفيِّ وبرَّزت فيه، وتتلمذ على يد علماء عصره. قال عن مولده:
ولدت في العام (1907م). واضطررت لتغيير ذلك التاريخ فيما بعد عندما أردت الالتحاق بالمرحلة الثانوية من الدراسة الخاصة، إذ كانوا لا يقبلون طالباً يتقدم لامتحان البكالورية العامة من ذوي الدراسة الشخصية إلا إذا استوفى الثالثة والعشرين، فأصبح مولدي رسمياً هو (1904م). الحرب العالمية الأولى: بعد سنتين من دخوله مدرسة الفرير انفجرت الحرب العالمية الأولى، ومنذئذ أخذ القائمون على المدرسة من (الإخوة الفرنسيين) جنوداً إلى فرنسا، وخلفوا عليها بعض الحلبيين من النصارى، فاستمرت على ذلك فترة غير طويلة، ثم أغلقت مع سائر المدارس الأجنبية والوطنية جميعاً، وتحولت المدارس الكبرى ثكنات عسكرية.. وكان قد انتقل بعد إغلاق الفرير إلى المدرسة الرشيدية، التي سميت بالثانوية فيما بعد، ولكنها لم تستمر سوى أشهر قليلة حتى أغلقت أيضاً، واستحالت ثكنة عسكرية.. وهكذا انتهى الأمر بالدراسة إلى التوقف التام. حفظ القرآن منذ صغره في الكتاتيب، تتلمذ على يد المحدث بدر الدين الحسني والمؤرخ محمد راغب الطباخ والعلامة محمد الحنيفي. نال شهادة البكالوريا الأولى في شعبة العلوم والآداب والرياضيات والفلسفةوحصل على الدرجة الأولى على طلاب سورية. كما نال شهادتي الحقوق والآداب في المرحلة الجامعية، ثم الدبلوم في الشريعة. توجه إلى دمشق عام 1929 م ونال البكالوريا الثانية في شعبة الرياضيات والفلسفة ثم التحق بالجامعة السورية. في عام 1933م تخرج من كليتي الحقوق والآداب معاً وأحرز الدرجة الأولى ثم حاز عام 1947 شهادة الدبلوم في الشريعة الإسلامية من كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً). أعمال شغلها:
شيوخه وأساتذته:
تلاميذه: استمر الشيخ الزرقا في التدريس في جميع المحافل العلمية، لمدة تنوف عن الأربعين سنة، وقد نبغ من تلاميذه كثيرون. من أشهرهم:
مؤلفاته: اهتم الشيخ الزرقا بإصدار سلستين علميتين فقهييتين قانونيتين: الأولى: السلسلة الفقهية: وعنوانها العام:" الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد"، وقد بلغت أجزاؤها أربعة مجلدات: الجزء الأول والثاني: " المدخل الفقهي العام" والجزء الثالث:" المدخل إلى نظرية الالتزام العامة في الفقه الإسلامي"، والجزء الرابع:" العقود المسماة في الفقه الإسلامي : عقد البيع". الثانية: السلسلة القانونية: وتتألف من ثلاث مجلدات في:" شرح القانون المدني السوري". وقد حوت هذه السلسلة مقارنات كثيرة بالفقه، وأبرزت بوضوح ما يتميز به الفقه الإسلامي من إحاطة ودقة وشمول. وله أيضاً:
منهجه العلمي: ويقوم منهجه على أسس هي: 1- الاستقلال في الفهم والبعد عن العصبية المذهبية. 2- التخفيف والتيسير والبعد عن الحرج بضوابطه الفقهية. 3- تطبيق مبدأ سد الذرائع. 4- الأخذ بفقه الضرورة. 5- التعليل للحكم الفقهي. 6- ذكر الحكم الديني بجانب الحكم القضائي. 7- الاستدلال بالقواعد الفقهية والأصولية. 8- إحالة المستفتي إلى كتاب يستوفي الموضوع. 9- سؤال إخوانه من أهل العلم. 10- إيجاد البدائل الشرعية للأوضاع المحرمة. 11- تقييد الفتوى بقيود وضوابط. وفاته: توفِّي –رحمه الله- بعد أسبوعين من وفاة صديقه الشيخ عليٍّ الطنطاويِّ يوم السبت 19 ربيع الأول 1420 هـ الموافق 3 يوليو 1999 م بعد أذان صلاة العصر وهو جالس ينقح الفتاوى ويبوبها.
-------------- 1- موقع جائزة الملك فيصل العالمية 2- هيئة الشام الإسلامية 3- ويكيبيديا الموسوعة الحرة 4- رابطة أدباء الشام
أحمد هاشم أبوسل
إبراهيم الحسون
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة