ترك برس
تصدير المادة
المشاهدات : 3131
شـــــارك المادة
تحت عنوان "تركيا ما تزال صامتة حتى الآن عن التحركات الروسية في سوريا"، نشر موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" المتخصص في خدمات التنبؤ الجيوسياسي، مقالا للمحللة الأمريكية أليسون فيديركا، تطرقت فيه إلى أسباب صمت تركيا عن التحركات الروسية الأخيرة لدعم الميليشيات الكردية في سوريا، حيث أعلن الجيش الروسي في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول أنه يقدم الدعم الجوي لوحدات حماية الشعب التي تقاتل تنظيم داعش، في خطوة غريبة نظرا لمعارضة تركيا لأي دعم لتلك الجماعات.
تقول فيديركا: "ينبغي أن نكون متأكدين تماما من أن تركيا لا توافق على دعم روسيا لوحدات حماية الشعب، فقد كانت الحكومة التركية صاخبة للغاية في معارضتها لتحالف الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب كجزء من تحالفها المناهض لتنظيم الدولة، وأدى ذلك إلى توتر العلاقات الأمريكية التركية."
وتضيف: "ولهذا السبب فإن عدم عدم وجود رد تركي على الإعلان الروسي يعد أمرا بالغ الغرابة. وهناك تفسيران ممكنان لذلك:
الأول أن تركيا لديها مسائل أكثر أهمية تتصدى لها، فقد وقعت الغارات الجوية الروسية الداعمة للميليشيات الكردية شرق نهر الفرات على مشارف دير الزور التي تبعد نحو 170 ميلا عن الحدود التركية. ولكن منطقة عفرين الواقعة على الحدود التركية وتسيطر عليها وحدات حماية الشعب، أقرب إلى اهتمام تركيا."
وتابعت أن تركيا تحتاج إلى توسيع عملياتها العسكرية إلى عفرين للحد من السيطرة الكردية على المناطق الواقعة على طول حدودها. وقد بدأ الجيش التركي في حشد قواته العسكرية هناك قبل ثلاثة أشهر. وعلى الرغم من أنه لم يبدأ أي هجوم كبير حتى الآن، فمن المرجح أن القادة الأتراك يرغبون في التركيز على هجوم عفرين بدلا من صياغة رد على الضربات الجوية الروسية.
التفسير الثاني المحتمل وفقا للمحللة الأمريكية، هو أن مواجهة روسيا الآن ستأتي بتكلفة أكبر مما ترغب تركيا في دفعه. وفي منتصف أيلول/ سبتمبر، وافقت تركيا وإيران وروسيا على إقامة مناطق لتخفيف حدة التصعيد في محافظة إدلب السورية. ويعكس هذا الترتيب مصالح كل من هذه البلدان في إدارة سوريا بعد هزيمة تنظيم الدولة وانتهاء الحرب.
ولكن منذ تشرين الثاني/ نوفمبر، ظهرت روسيا والولايات المتحدة أيضا على مقربة من اتفاق ينطوي على تنفيذ مناطق جديدة لوقف التصعيد في سوريا. وتختلف هذه المناطق عن مناطق التصعيد التي وافقت عليها روسيا وإيران وتركيا. ولا يمكن لتركيا أن تخاطر بإغضاب روسيا ودفع موسكو إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يستبعدها. وعلاوة على ذلك، وبالنظر إلى أن تركيا على خلاف حاليا مع الولايات المتحدة بشأن القضية الكردية، فإنها لا تستطيع تحمل أن تضع نفسها في مواجهة مع روسيا في نفس الوقت.
وتلفت فيدريكا إلى أن تركيا وروسيا لديهما مصالح أساسية متنافسة في البحر الأسود والقوقاز وسوريا.ويريد البلدان السيطرة على ممر البوسفور الرابط بين البحر الأسود والبحر المتوسط أو تريدان على أقل تقدير الحصول على ضمانات للوصول إليه.
وعلاوة على ذلك يتنافس البلدان على السيطرة على القوقاز التي تعتبر بمثابة حاجز بين روسيا وتركيا. هذه المنافسة تجعل تحالفا طويل الأجل بين البلدين مستحيلا. وهذا بالطبع لا يعني أن تركيا وروسيا لا يمكنهما التوصل إلى تفاهم بشأن القضايا التي تتطابق فيها مصالحهما، ولكن تنافسهما في هذه المناطق الرئيسية يخلق توترا يصعب التغلب عليه.
وفي ضوء ذلك السياق من السهل أن نفهم، كما تقول فيدريكا، لماذا وجهت موسكو ضربات جوية رغم علمها أنها سوف تغضب تركيا. وتجيب بأن موسكو تريد أن ينظر إليها بوصفها القوة الوسيط الرئيسي في الصراع السوري، بحيث يمكن أن تحد جزئيا من دور تركيا، ولتحقيق هذه الغاية تخطط للاحتفاظ بقواعد عسكرية في سوريا.
ورأت المحللة الأمريكية أن هدف روسيا الرئيسي في النهاية منع إيران وتركيا - وهما قوتان إقليميتان يمكنهما تحدي المصالح الروسية في القوقاز والبحر الأسود وبحر قزوين ومناطق أخرى - من أن يصبحا أقوى اللاعبين في المنطقة. ومن ثم فإن الحصول على موطئ قدم في الشرق الأوسط يمنح روسيا القدرة على تشكيل مستقبل سوريا، ويقويها في مواجهة منافسيها في المنطقة.
وخلصت فيديركا إلى أن صمت تركيا تجاه الدعم الروسي للميليشيات الكردية لا يعني القبول، وإنما هو جزء من استراتيجية تركيا ولكن مؤقتا، فقبل عامين فقط أسقطت تركيا طائرة حربية روسية بالقرب من الحدود السورية التركية ومنعت السفن الروسية من المرور عبر البوسفور. وسوف تحتاج أنقرة في نهاية المطاف إلى متابعة مصالحها الخاصة، ومن بينها إضعاف الأكراد السوريين واحتواؤهم، ولا يمكنها تحمل الصمت على المدى الطويل.
حسان الحموي
محمد كركوتي
برهان غليون
سعد كيوان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة