..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اضاءات

التمسك بخبث النفس كقرار مصيري

حاتم العوني

٢٢ يوليو ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7355

التمسك بخبث النفس كقرار مصيري
292132_10150704117908953_1656308364_n.jpg

شـــــارك المادة

إذا أردتم أن تعرفوا معنى خبث النفس ، وعدم انتفاع الأنفس الخبيثة من كل شيء ، وتمسكها بالخبث كقرار مصيري أبدي يستحق العقوبة الأبدية ؛ فانظروا إلى أهل النار:

 


وقد عاينوا الأهوال يوم القيامة ، وشاهدوا مشاهد العرصات : من حساب ، وتوبيخ ، وسحب على الوجوه ، ومقامع الحديد ، .
وقد علموا عين اليقين أنهم كانوا على باطل .
وصاحت حسراتهم بالويل والثبور ، وأكل الندم أفئدتهم .
ودخلوا النار ، وأغلقت عليهم أبوابها ، وأحاط بهم سرادقها ، فلا يقضى عليهم فيموتوا ، ولا يُخفف عنهم من عذابها .
ومع ذلك كله ، وغيره مما لا يحضُره وصف ، ولا يفيه قول ، مما كان يجب أن يستخرج الخبث من نفوسهم ، فيحرقه ، كما تستخرج النار الخبث من وسط الحديد ، فتحرقه ، فتصفي الحديد (وهو حديد) من شوائبه .
مع ذلك : ما زال خبث الاستكبار والحقد يملأ قلوبهم !!
ما زالوا يدعون أنهم لا يعرفون الأشرار من الأخيار !!
ما زالوا لا يريدون أن يروا خبث حقائقهم !!
ويختصر ذلك كله قولهم : { وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدّهم من الأشرار * اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار } .
ما زالوا يسألون عن المؤمنين الذين كانوا في الدنيا يسخرون منهم : لماذا لا يكونون معنا في النار ؟!!
لعنكم الله ! ما أعمى استكباركم ! ما أخبث نفوسكم !!
ثم انظروا إلى مقدار ما هم فيه من العناد ، فقد بلغ قطعهم ويقين استكبارهم أنهم لا يوردون احتمال كون المؤمنين على حق !! لا يوردون احتمال نجاتهم لكونهم من الأخيار !! فالمؤمنون عندهم ما زالوا هم الأشرار ، والسؤال الذي يهمهم هو : أين هم من النار ؟! لماذا لا نراهم ؟!! ما هي أسباب عدم رؤيتنا لهم !!
ثم : هل يبلغ الخبث فيهم مدى لا يبلغه مدى : عندما يتضمن سؤالهم هذا معنى الاستدراك على عدالة الله تعالى والشك فيها !!
هذا ما لا يتصوره عقل سوي !! كما لا يتصور العقل مقدار ما سينتظرهم من العذاب المهين !!

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع