أبو فهر الصغير
تصدير المادة
المشاهدات : 4832
شـــــارك المادة
أفراح .. رغم الجراح لم تتوقف الدنيا،ولن تتوقف،وليس ديننا همّاً وحزنًا،إنما الهمُّ بهمّة النفس بطاعة ربها،وإنما فرحها بطاعة الله عز وجل، قال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (58) سورة يونس.
وقد كانت حياة نبيُّ الأمة -صلى الله عليه وسلم-، وقدوتها جهادًا لم يتوقف، ومع ذلك لم يترك البسمة والترويح عن النفس، فعن عائشة -رضي الله عنها-: أنها كانت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفره وهي جارية، قالت: "لم أحمل اللحم ولم أبدن".
قال لأصحابه: "تقدموا" فتقدموا،ثم قال: تعالي أسابقك فسابقته فسبقته على رجلي" فلما كان بعد خرجت معه في سفر فقال لأصحابه: "تقدموا" ثم قال: "تعالي أسابقك ونسيت الذي كان وقد حملت اللحم، وبدنت فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا على هذه الحال؟ فقال: "لتفعلن" فسابقته فسبقني فجعل يضحك وقال: "هذه بتلك السبقة". رواه والنسائي في عشرة النساء 74/2 وهو مطلب للنفس ولا بد، فالفرح واللهو يجبر كسرًا ويمسح دمعًا ويهدي بسمةً، رغم الجراح، ورغم الآلام والصعوبات التي نمرُّ بها، نفرح ونلهو ونلعب لنستأنف العمل بنشاط أكثر وجد واجتهاد وروح جميلة مشرقة. ومن أفراحنا أعراسنا وزواجنا، فلن تتوقف هذه الحياة، وستستمر، ومن لطيف ما يذكر في هذه الثورة: شاب يريد أخذ عروسه عصرًا – فالليل لا يؤمن من القناصين!– وحدد ذلك في يوم، وقدر الله وكانت قذائف الهاون تنهال على مدينة دوما، واشتباكات بين الجيش الحر والجيش الأسدي، فأجّله لليوم التالي، وامتعض الشاب من الجيش الحر!! وأيضًا؛ شاب يريد إحضار ما يسمى عندنا –مدُّ الجهاز– ما يُجهّز للعروسين من ملابس، وأدوات المطبخ، ذهبوا لإحضاره عصرًا، وبعثوا كشافًا في الطريق تحوّطًا من أن يكون في ذلك المكان مداهمات أو ما يعيق المرور، من جنون القناصين، والحواجز الأمنية. والفرح بتوسط واعتدال، فما نحن فيه من جراح لا يلغي الفرح، ولا يكون بطرًا وترفًا! جعل الله أيامنا فرحًا بطاعته، وفرّح الله القلوب بنصرٍ مؤزرٍ يشف صدور المؤمنين.
خالد روشه
أسرة التحرير
أحمد عيسى المعصراوي
عبدالله المغلوث
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة