..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


نجاح الثورة

سوريا تتطهر من رجسها

إبراهيم عبد الرحمن التركي

٢٦ إبريل ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3074

سوريا تتطهر من رجسها
9.jpeg

شـــــارك المادة

يعتبر النظام السوري أسوأ الأنظمة العربية على الإطلاق، فمن حيث القتل فقد قتل على يد الأخوين في الإجرام حافظ ورفعت الأسد 30 ألف رجل وطفل وامرأة في مدينة حماة عام 1982م، كما نفذ المجرمان مجزرة في سجن تدمر عام 1980م. وأضف لجرائم هذا النظام حروب حافظ الأسد في لبنان والمخيمات الفلسطينية.


وقبل ثلاث سنوات حدثت مجزرة سجن صنديانا شاهد بعضها في هذا الفلم فيديو مجزرة سجن صنديانا بسوريا وماهر الأسد يصور القتلى، ومجزرة صنديانا ارتكبها الأخوان الوريثان للإجرام، بشار وماهر؛ {ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً}.
ثم ما نشاهده حالياً من جرائم نظام بشار وأخيه ومجازرهما ضد الثورة الشعبية، والتي من صورها البشعة قطع الأقدام بجرم وطئها لصورة الصنم بشار تبعاً لسياسة سلفه فرعون؛ {لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى}، قطع أقدام شاب داس على صورة بشار، وأصبح القتل في الشوارع بكل سهولة، {وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون}.
كما يقوم النظام بقتل الجنود والضباط الذين يمتنعون عن قتل المتظاهرين ثم يقدمهم على أنهم ضحايا قتلتهم عصابات الثوار المسلحة.
وكان انطلاق هذه الثورة بسبب سجن وتعذيب وقلع أظافر 15 طفلاً من مدينة درعا كتبوا على جدار: يا دكتور جاك الدور، الشعب يريد إسقاط النظام.
أما قمع حرية التعبير في سوريا، فلا نظير له، لاسيما مع طول المدة التي تزيد عن 40 سنة من الظلم الكُبّار. واقرأ إن شئت تفاصيل الوضع الحياتي البائس في تقرير: (صور صريحة.. من سورية الجريحة).
ومن جرائم هذا النظام: عنصريته الطائفية، وتسليمه لأرض الجولان للعدو بلا قتال، وإعلانه لسقوط الجولان قبل انسحاب الجنود السوريون منها بساعات، وحراسته لحدود العدو حراسة لا مثل لها، حتى جاهر اليهود بالدعاء له بالبقاء، أليس هو قائد الممانعة والمقاومة زعموا؟ لكنه تمنع الراغبات.
ولذا؛ فالنظام السوري مهيأ للسقوط بشكل سريع ومفاجئ، كسقوط النظام التونسي ليطهر الله سوريا من رجسها؛ {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}.
وعوامل السقوط عديدة، يأتي على رأسها: ضخامة حالة الاحتقان الشعبي منذ عقود، وضعف خبرة قادة النظام السياسية، مع ضعف بشار وحمق أخيه ماهر وإجرامه وولغه في الدماء، وما بين بشار وماهر من خلافات.
ولا يغرنك خطاب بشار الأول المتعالي، المكتوب على طريقة {فأرسل فرعون في المدائن حاشرين * إن هؤلاء لشرذمة قليلون * وإنهم لنا لغائظون * وإنا لجميع حاذرون}.
ولا خطابه الثاني المتنازل، وترقب خطابه الثالث المستسلم كسابقيه؛ بن علي وحسني.
لقد كسر الشعب السوري أضخم حواجز الخوف النفسي في بلاد العرب، واستمرارهم في الثورة منذ خمسة أسابيع - رغم مقتل المئات - يبشر بعدم التراجع عن الثورة، وعجز النظام عن إيقاف كرة ثلج الثورة المتدحرجة المتعاظمة، والثوار يكسبون كل يوم أنصاراً جدداً فارتفعوا من المئات إلى عشرات الآلاف في المدينة الواحدة، والآن يشارك في المظاهرات20 مدينة، والنظام يفقد كل يوم أعواناً آخرين، وهو يتأرجح ما بين القمع وتقديم التنازلات المتواليات؛ ففي جمعة لا يقتل أحداً، وفي التي تليها يقتل ثمانين شخصاً، ومن تنازلات النظام رفع الطوارئ وإطلاق سجناء وتجنيس أكراد؛ لكن المطالب يرتفع سقفها، فمن مطلب الحرية إلى مطلب إسقاط النظام، وكذا وسائل الثورة تتطور، حتى وصلت لتشكيل لجنة موحدة لكل المدن، وبدء محاولات الاعتصام لتشكيل ميدان للتحرير يكون قاعدة للثورة، وقد استفادوا من تجربة من سبقهم في تونس ومصر.
لقد فشلت محاولات النظام في إجهاض الثورة، والتي كان من آخرها محاولة تحويلها إلى حركة سلفية مسلحة رغم فشل تمثيلية أسلحة جامع عمر.
إن محاولات النظام في نسبة القتل لمجموعات مسلحة، وقيام رموز النظام بتحويل أموالهم للخارج، وتعميم المخابرات على الأمن بعدم زيادة القتلى عن عشرين شخصاً في المظاهرة الواحدة، وقلة عدد القتلى في المظاهرات رغم دموية النظام وإجرامه في حماة والسجون، كل ذلك يدل على مدى رعب النظام وخوفه من مصير سابقيه في تونس ومصر، وما تلاها من المحاسبة والسجن لرئيس ورموز أكبر بلد عربي (مصر)، والتدخل الغربي المساند لشعوب طالما آزر الغرب طواغيتهم ثم تخلى عنهم حين بدا زوالهم، ليركب في مركب المصلحة الجديد، غير عابئ بخدمات عملائه.  وأجزم أن زمرة النظام قد أعدوا طائرات الهروب، كما فعل خامنئي ونجاد خوفاً من الانتفاضة الخضراء في 2008م، ولاحظ توقف مظاهرات التأييد لبشار، وكأنه في خشية من انقلابهم عليه، وإنما النصر صبر ساعة، ومن قبل ما كان المصريون يظنون بإمكانية إزالة نظام مبارك، وإنما كان غاية مرادهم منع التوريث، لكن ما حدث كشف أن قدرتهم تفوق طموحهم بكثير، والسوريون كذلك.
ولذا؛ فليُعدّ السوريون من الآن قوائم المجرمين من رموز النظام، للقصاص منهم، ولردع غيرهم عن نصرتهم، ولدعوتهم للتوبة والالتحاق بالثورة قبل ساعة القصاص.
ولقد كان من النجاح الكبير، محافظة الثوار على سلمية الثورة، لتفويت الفرصة على العدو أن يستغل ذلك في ضربهم عسكرياً.
إن نجاح الثورة سيقصم ظهر المشروع الصفوي، ويقطع المدد عن أزلامه في لبنان، ويهيئ لاستعادة العراق؛ {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
والسؤال: كيف سيكون سيناريو سقوط هذا النظام؟
هل سيكون بصراع بين الأخوين بشار وماهر على طريقة إدارة المعركة مع الثورة؟
أم بانحياز الجيش للشعب؟
أم بتحرك صغار الضباط السُنّة للقيام بانقلاب؟
أم بانقلاب طائفة الرئيس عليه أو أحد رموزها المتمكنين في قيادة الجيش؟
أم بتدخل دولي كما في ليبيا؟
أم بثورة شعبية عارمة شاملة في يوم جمعة تاريخي؟
ذلك في علم الغيب والله أعلم به، ولكن الظن أن الله سيأتيهم من حيث لم يحتسبوا، كما هي سنته في الظالمين عبر التاريخ.
وهل احتسب أحد أن شرارة ثورة سوريا سيوقدها أطفال بكتابة جملة على جدار؟

المصدر: موقع المختصر

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع