مجاهد مأمون ديرانية
تصدير المادة
المشاهدات : 3122
شـــــارك المادة
في خريف عام 2013 نشرتُ المقالة التي فتحت بيني وبين داعش حرباً لم تتوقف إلى اليوم، "داعش: تعالوا إلى كلمة سواء"، وعلى إثرها تلقيت مئات الرسائل والتعليقات. كان أكثرها تشبيحاً مشحوناً بالشتائم والتهديد، ولم يبقَ منها كلها في ذاكرتي إلا رسالة واحدة أثارت اهتمامي كثيراً واعتبرتها أصل الكارثة وسببها الحقيقي، ولو أن الفصائل انتبهت إلى ما قيل فيها مبكراً لكانت الثورة اليومَ في حال غير الحال الذي آلت إليه، ولما نجح المشروع الداعشي الخبيث في اختراق الثورة واحتلال أراضيها المحررة.
كتب لي أحد الدواعش (وكان هذا -كما أسلفت- قبل هجوم داعش الكبير بنحو ثلاثة أشهر) قال: لن تستطيعوا هزيمتنا، فنحن نملك فتوى لقتالكم وأنتم لا تملكون فتوى لقتالنا.
* * *
للأسف كان ذلك صواباً؛ نطق الداعشي بالحق وأكلت داعش الفصائل بالباطل، الفصائل التي سلّم أكثرُها سلاحه ومواقعه وانسحب بلا قتال بسبب الورع البارد، وكان ذلك الورع الكاذب هو نفسه سبب هلاك كثير من الفصائل التي أحجمت عن قتال داعش، ثم لم تلبث داعش أن عادت إليها بالغدر والقتال والاستئصال.
بعد ثلاث سنين عجاف عانت فيها الثورة الكثير وفقدت الكثير تعود داعش لأكل الفصائل وإهلاك الثورة باسمها الآخر، "جبهة النصرة". وهل النصرة إلاّ بنت داعش؟ أمَا اعترف الجولاني نفسه ذات يوم بأنه ابن دولة العراق وأنه سهم في كنانة البغدادي، وأن أميره البغدادي أرسله إلى الشام وأمدّه بالمال والرجال؟
لقد سَفَرت النصرة عن وجهها وأبانت الأنيابَ التي سترتها طويلاً، وهي عازمةٌ على استكمال العمل الذي بدأت به أمُّها داعش قبل ثلاث، فإذا تخاذلت الفصائل اليوم عن ردّ الصائل الباغي فعلى الثورة السلام.
في هذا اليوم وفي أمثاله من الأيام لا نريد من الفصائل شيئاً سوى أن تتذكر آية في كتاب الله نسيَتْها وحديثاً صحيحاً تجاهلته لوقت طويل، وأن تُقرئهما لمقاتليها كل يوم مرتين، مرة في الصباح ومرة في المساء.
كلاهما، الآية والحديث، وردا على سبيل الأمر والوجوب الجازم وليس فيهما فسحة للتردد والاختيار، فأما الآية فقوله تبارك وتعالى: {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله}، وأما الحديث فقوله صلى الله عليه وسلم: "قاتله". مَن هو يا رسول الله؟ إنه كل مُعتدٍ عليك يريد سفك دمك أو استلابَ مقرك أو سلاحك ومالك.
أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رجلاً سأل النبي عليه الصلاة والسلام فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن جاء رجلٌ يريد أخذ مالي؟ قال: لا تُعطِه مالك. قال: أرأيتَ إن قاتلني؟ قال: قاتلْه. قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد. قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار.
افعلوا أو انتظروا يوماً كيوم داعش؛ دافعوا عن أنفسكم وقاتلوا المعتدين، فمَن قُتل منكم مدافعاً فهو شهيد، ومَن قُتل منهم مهاجماً فهو في النار.
فداء السيد
عبد الهادي الخلاقي
حامد الخليفة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة