أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 5057
شـــــارك المادة
أولا تغريدات الرائد أبو معاذ رحال (القيادي في الجيش الحر) التي عنونا لها بالعنوان التالي:
التداعيات التي ستنتج عن الاندماج بين الفصائل
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
(1)
تمرّ الساحة الآن بمخاض صعب وعسير، ألا وهو الاندماج بين الفصائل، وقد أصبح قاب قوسين أو أدنى من ولادته، وقبل أن تقع الفأس في الرأس، ويتم الإعلان عن الاندماج على الشكل المزمع، أردت أن أضع القادة وعلماء الدين في صورة التداعيات التي ستنتج عن ولادة هذا الجسم الجديد. لاشك أن الاعتصام والتوحد أمرٌ إلهي يجب تطبيقه من قبَلنا نحن المسلمين، ونحن السوريون كنّا أكثر شعوب الأرض ترديداً لقوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله}، كما كنّا من أكثر شعوب الأرض مخالفة لها، وبُعداً عن تطبيقها وفهمها فهماً صحيحاً طوال السنوات الخمس الماضية. والآن أذعن القادة للتوحد مجبرين، بعد أن جاءتهم أمواج الناس الهائجة، وكادت تقتلع مقرّاتهم ومستودعاتهم وتغرق راياتهم، خصوصاً بعد خسارة مدينة حلب.
(2)
ونتيجة لهذا الضخّ والضغط، بدأت جهود التوّحد تتسارع، فانقسم القوم إلى قسمين ومعسكرين، وقسموا ما تبقى معهم من القلة القليلة من السوريين -البسطاء الفقراء الذين لا حيلة لهم ولا قوة- بين مؤيد للمعسكر الأول ومناصر للمعسكر الثاني. في النهاية سيلتفّ عموم الناس حول من يؤمّن لهم رغيف الخبز والماء والكهرباء والتعليم والأمن والأمان، ومن مؤشرات ذلك: أ) ما حصل في حلب الشرقية، إذ كان فيها نحو 300 ألف نسمة، فخرج منهم نحونا نحو 10%، وبقيت الغالبية العظمى في المناطق التي يرون أنّها تؤمن لهم قدراً أكبر من المقوّمات المذكورة (مع استثناء من لم يستطع الخروج ممّن يريده، لكنّه وجد نفسه تحت السيطرة الأسدية فجأة ودون كبير مقاومة من بني قومه). ب) مظاهرات الأهالي في معرة النعمان ضد من قطع عليهم سبل رزقهم. ج) هجوم بعض الأهالي في حلب الشرقية على مستودعات الفصائل.
فعامة الشعب ممّن عانى الفقر والجوع والتشريد، إنما يهمّه أن يأكل لقمة يومه ويؤمّن قوت عياله، وإن كان كذلك حريصاً على أن يتعلّم ما لا يسعه جهله من دين الله.
(3)
المعسكر الأول: يعدّ هذا المعسكر نفسه الأقوى والأكبر، ويتألف من: أحرار الشام، وجبهة فتح الشام، والزنكي، وأجناد الشام، والتركستان، وفصائل أخرى. وهذا المعسكر سوف يوصف بالمعسكر الإسلامي المتطرف حتماً، لأنه يحوي فصائل مدرجة على قوائم الإرهاب الدولي، ويحوي كذلك مقاتلين أجانب، مما يعني باختصار أن المعسكر مصبوغ باللون الأسود.
(4)
مآلات إعلان المعسكر الأول: حين تكون مصبوغاً بالأسود، فهذا يعني منع أي دولة بالعالم أن تتعامل معك أو أن تدخلك أراضيها. بالتالي، ستجد الدول الداعمة نفسها في وضع حرج، ولن تستطيع أن تقدم لك المال والسلاح والذخيرة والطحين والسلل الغذائية والسيللوز وغير ذلك، لا سراً ولا علناً. قد يقول قائل: إن ما تقدمه الدول في الأصل ليس إلا شيئاً يسيراً، وهذه دعوى يمكن مناقشتها لاحقاً.
(5)
تابع مآلات إعلان المعسكر الأول: كما ستصبح الدولة الجارة تركيا مضطرة لإغلاق معبر باب الهوى الذي يسيطر عليه "الإرهابيون" في العرف الدولي، كما سبق أن أغلقت معبري تل أبيض وجرابلس حين كانا تحت سيطرة داعش و الـPKK. وعليه، ستضطر المنظمات الإنسانية للدخول من معبر باب السلامة وجرابلس، وستكون مجبرة لإرضاء واسترضاء الاحتلال الأسدي أو الـPKK من أجل إيصال مساعداتها إلى إدلب وحماة وحلب، وهذا ما يصبو إليه الأعداء بمختلف أصنافهم.
(6)
المعسكر الثاني: يتألف المعسكر الثاني من: جيش المجاهدين، صقور الشام، جيش الإسلام، الجبهة الشامية، فيلق الشام، جيش النصر، تجمع فاستقم، وغيرهم. هل سيُسمح بالمساعدات العسكرية لهذا المعسكر؟ ربما، وربما لا، خصوصاً في ظل وجود فصائل غير مرغوبة دولياً مثل صقور الشام وجيش الإسلام، لكن يمكن أن يتحرّك الأتراك ويضغطوا ليتم دعم هذا المعسكر.
لكن من أين سيعبر الدعم؟ من أطمة مثلاً؟ طبعاً لا. سيكون الدعم عرضةً للسرقة كليّاً أو جزئياً (تحت أسماء أكثر لطفاً من كلمة السرقة) أيّاً كان المعبر الذي يستخدمه: - وفي حال قرر المعسكر الثاني (الموصوف -بحسب بعض التيّارات- بالعمالة والعلمانية والردة والصحوات) الدفاع عن نفسه، فسوف تنشأ معارك أكثر عنفاً مما حصل داخل الغوطة الشرقية وداخل حلب. - أما في حال قرر أن يعطي جزءاً لعمّال الضريبة الجمركية على المعابر، فسيعسر الاتفاق على المقدار الواجب دفعه. فضلاً عن أن صاحب الدعم قد يعترض لوصول دعمه إلى من يحرجه دولياً بدعوى دعم الإرهاب، ليكون الحل قطع الدعم نهائياً عن كل الفصائل، وهذا ما يطالب به بشار وروحاني وبوتين.
(7)
عندما تُقطع كل أشكال الدعم عن كلا المعسكرين، فلن نلبث عدة معارك حتى تنفد الذخيرة. والعدو الغاشم لن يهدأ ولن يعقد هدنة -كما كنا نخطط أن نجري هدنة لترتيب صفوفنا والتقاط أنفسنا- فالمجتمع الدولي لايعقد هدناً ولا يوقف إطلاق النار مع من يسمّيهم إرهابين. لنجلس -بعد ذلك- وقد قطعنا سلاحنا عن أنفسنا، لنتفرج على بعضنا في الجبال والكهوف!!
كم يقال عن قادة فصائل الموك درعا والقنيطرة إنهم خونة لأنهم أوقفوا هجماتهم على العدو. عُدّوهم عملاء وصحوات ومرتدّين، لكن ماذا عنكم يا أسود التوحيد وأبطال الإسلام في أحرار الشام وفتح الشام في الجنوب السوري، لماذا أوقفتم كذلك هجماتكم على العدو؟!! الجواب معروف لدينا جميعا، ليس لديكم القدرة ولا الدعم، وقسم من مقاتليكم جاء إلى الشمال، والشمال مقبل على ذات الحال إذا أوقفتم الدعم بأيدكم وباستفزازكم للدول الشقيقة التي وقفت معكم منذ البداية، لتكون عواطفكم قد أهلكتكم وأطفأت جذوة الثورة معكم.
(8)
- كونوا واقعين. فإن السماء لا تمطر ذخيرة ولا سلاحاً، والله أمرنا أن نتفكر وألا نقتل أنفسنا. - لن تستطيعوا الاستمرار طويلاً دون صواريخ التاو والكورنيت والهاون و الـ23 والغراد والسيللوز والسماد وغيرها، فعدوّكم يقاتل بأعتى السلاح ويستقدم شذّاذ الآفاق جوّاً وأرضاً. - لن تستطيعوا الصمود دون هذا الدعم حتى لو صادرتم أسلحة وذخيرة فصائل الجيش الحر الضعيفة التي لا تصمد أمام قوتكم العظيمة الجبارة لبضعة دقائق. - إجباركم للمعسكر الثاني أن يدخل تحت راياتكم لن يفيدكم شيئاً، وإنما سيقتلكم ويقتلهم. - فكروا مليا طويلا المعركة طويلة ومستمرة. - لو افترضنا أن كلّ ما تملك الفصائل صار ملكاً لكم، واستخدمتموه واستهلكتموه ونفد، ثم ماذا؟ هل لديكم مصانع سلاح وذخيرة؟ - لا تنظروا إلى داعش ومسرحياتها في تدمر وشاعر ومستودعات عياش، فنحن نعرف ما يحصل بين داعش والنظام بشكل موثق، وقسم كبير من القادة سمع وشاهد الأدلة عندنا عليهم. - الاحتلال الأسدي لا يتعامل معكم كما يتعامل مع داعش، سيحرق كل مستودعات الذخيرة قبل أن يفر هارباً في حال فعل، بينما المسكين لا يجد وقتاً للإحراق أمام داعش.
(9)
عائدات معبر باب الهوى ستذهب أدراج الرياح، ولن يبقى موقع آمن لقادة أحرار الشام وكل القادة الآخرين بعد الاندماج مع جبهة فتح الشام والتركستان، لن يكون المعبر في مأمن من طائرات الاستطلاع المسلحة من كل دول العالم. أمّا قادة التشكيل الجديد، فهم هدف مشروع للتحالف وغيره.
(10)
ماذا يمكن أن يحدث إذا تم الإعلان عن هذا الاندماج الانتحاري؟ هناك ألوية كثيرة مع قادتها من أحرار الشام وغير أحرار الشام ستنشق وتذهب للمعسكر الآخر، وهذا سيؤثر على حركة أحرار الشام وستصبح ضعيفة، وستتقاتل على معبر باب الهوى، وقد يمتدّ القتال ليشمل الساحة كاملة!! قد يقول قائل من الأحرار: وإذا لم نندمج مع فتح الشام ستحصل انشقاقات كذلك! والإجابة: نعم، هذا صحيح.
(11)
إذن ماهو الحل؟ لهذه الأزمة الكبيرة التي تعصف بالساحة الشامية عدة حلول، والقاسم المشترك بينها أن تكون جبهة فتح الشام خارج أي أندماج، لأن أي جسم تكون فيه جبهة فتح سوف يدمغ بالإرهاب، وبعد مدةّ سيحصل انشقاق وينتهي التشكيل العتيد.
وإذا كان الشيخ أبو محمد الفاتح الجولاني ومجلس شورى فتح الشام حريصين فعلاً على الساحة الشامية و على قوة الفصائل، فيجب أن يقولوا للفصائل بملء أفواههم: ابتعدوا عنّا بُعد المشرق عن المغرب. وذلك من أجل ضمان استمرار دعم الفصائل، مما يعني امتلاكها للسلاح والذخائر ورواتب الجنود، الأمر الذي سيعود على الجولاني وجبهته بالفائدة كذلك.
(12)
أعرض عليكم بعض الحلول: الحل الأول: أن يتم الاندماج لكل فصائل المعسكر الأول والثاني مع بعضهم عدا فتح الشام، بقيادة أحرار الشام للمشروع، بالتالي يضمن هذا الجسم الجديد دعم 3 دول على الأقل. ولا مانع أن يكون هناك ميثاق شرف بينكم وبين فتح الشام ألا تتخلوا عنها، إن جعتم جاعوا وإن شبعتم شبعوا. الحل الثاني: أن يبقى المعسكران مع تعديلات يسيرة، بحيث يتألّف المعسكر الأول من أحرار الشام، الزنكي، أجناد الشام، لواء الحق. وتكون فتح الشام عبارة عن حليف يمكن الدخول معها في غرف عمليات على غرار جيش الفتح، وليكن التنسيق الميداني على أعلى المستويات، لكن دون ذكر كلمة الاندماج، فإنها القاضية. كونوا حلفاء في السراء والضراء متكافلين متضامنين، وأنتم واحد وعلى قلب رجل واحد لكن من تحت الطاولة. وعلى الإعلام نقول إنكما فريقان وليس بينكما أي اندماج. المهم أن تتركوا طريقاً ومنفذاً وسبيلاً لكي يستطيع الداعم أن يجلس معكم، واتركوا شعرة معاوية بينكم وبين الداعمين. بغير هذا الشكل يا إخواني أنتم تقطعون على أنفسكم كل شيء وتحاصرون أنفسكم بأيديكم.
(13)
- إن الاندماج بالشكل الذي تريدونه يرضي الإعلامي الهاوي والمرصد المتحمس، كما يرضي بعض كتاب تويتر والمعرفات الوهمية، لكنه لا يرضي العقلاء وأصحاب النظر والبصيرة من أمثال الأخوة المشاركين في هذه الغرفة. - ولايغرنّك قوتك، ولا يذهب بك عقلك بعيداً فيوهمك أنّك رقمٌ عالميٌ، وأنك ستكون أمراً واقعاً، وأن الدول ستتعامل مع الأقوى، أو أنكم ستذهبون إلى سياسة التغلب فتصبح الساحة واحدة بالقوة. - إنّ الدول تتعامل بالسياسة والدبلوماسية، والمصالحات بين الدول سهلة جداً جداً، وكل الدول تترك خط رجعة، فلا تحاولوا يا إخواني أن تلووا ذراع أشقائكم من الدول، فيتخلوا عنكم ويصالحوا عدوّكم وعدوهم السابق (حتى الدول قد ترجع إلى "حضن الوطن" وليس الأفراد فقط). - إذا سُدّت في وجه حلفائكم كل المنافذ، فأين يذهبون وقد خاب ظنهم بكم؟! حتى عدوّكم اتركوا له منفذاً، فكيف بالصديق؟
(14)
قبل الختام أؤكد على ما يلي: - لا تتعاملوا بالعواطف وإنما تعاملوا بالعقول. - ضعوا خطة للسنوات، ولا تكن خطّتكم لبضعة أيام. - إذا حصل اندماج وفرحت الناس لمدة شهر، سيحتاج الجنود -بعد مدّة- إلى معاشات، وستحتاج البندقية لذخيرة، هذا فضلاً عن السلاح المتوسط والثقيل، فهل أنتم لهذا جاهزون؟ - أنتم مضطرون للتعامل مع الخارج. داعش وهي داعش إذا قطعت عليكم مادة المازوت، فتشلّ حركتكم. أما في حال كان لديكم حلفاء، فالأمر محلول ولو نسبياً
(15)
أخيراً.. أوجه نداء للقادة والمشايخ والعلماء، أن يدرسوا الأمر دراسة مستفيضة، ويختاروا مصلحة الساحة وليس مصلحة الجماعة والفصيل والفرد. إنّ القائد الذي لا يستطيع أن يبتّ في مثل هذا القرار المصيري، فليستقل من منصبه ولا يتحمل الوزر. أمّا الحمل الأكبر، فيقع على الإخوة الكرام التالية أسماؤهم: الشيخ أبو محمد الجولاني. الشيخ توفيق شهاب الدين. الشيخ أبو الحارث المصري. الشيخ أبو عمار العمر. الشيخ أبو محمد الصادق الشيخ أبو جابر هاشم الشيخ. الشيخ أبو خزيمة. الشيخ خالد أبو أنس. الشيخ أبو صالح طحان. الشيخ أبو الفتح الفرغلي. الشيخ أبو حمزة الحموي. الشيخ عبد الله المحيسني. الشيخ أبو ماريا القحطاني. الشيخ أبو صالح الحموي. الشيخ عبدالرزاق المهدي. الشيخ أيمن هاروش. الشيخ حسام الأطرش. الشيخ حسام الشافعي. واعتذر ممّن نسيت اسمه، وأعتذر عن ترتيب الأسماء فالجميع إخوة أولهم وآخرهم.
ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه: أبو معاذ الحموي
----------------------------
رد أبو الفتح الفرغلي بتغريدات عنوانها: "إنه الشعب السوري يا أبا معاذ!"
انتشرت رسالة على وسائل التواصل منسوبة لشخص يدعى أبا معاذ، ثم تم تسريبها بعد ذلك لوسائل الإعلام العالمية على أساس أنها تهديد من بعض الدول للفصائل و للشعب السوري، أنه في حالة تم الاندماج مع فتح الشام فسيتم قطع الدعم عن الفصائل و إغلاق باب الهوى وقطع الإغاثة عن الشعب السوري.
ربما عاشرتُ الشعب السوري قرابة السنوات الثلاثة فقط، لكنها كافية جدا لأن أصرخ في وجه أبي معاذ -السوري– قائلا:
"أنت جاهل جهلا مركبا بالشعب السوري، وربما طول فترة إقامتك في تركيا أنستك من هو الشعب السوري، بل ربما لأنك لم تعايشه في محنته وهو تحت قصف الطائرات وهو يعاني الجوع و المرض سنوات وهو في نقاط الرباط وساحات الوغى، غيابك عن كل هذه المشاهد أنستك من هو الشعب السوري"
إنه الشعب السوري يا أبا معاذ
الشعب السوري الذي بدأ ثورته المسلحة أعزلا و بدون مساعدة من أحد، وأعلنها مدوية "هي لله هي لله" "الموت ولا المذلة"
روى أرضه بدمائه ليحصل على حريته ويحكّم بدينه و شريعة ربه، وما رويت أرضه بدم شهيد من أبنائه إلا أنبتت عشرة مجاهدين منه يدفعون عن دينه وعرضه.
إنه الشعب السوري الذي ذاق الويلات قصفا وجوعا و إرهابا وظلاما، وتكالب جميع من في الأرض عليه، ثم لا تجد عنده إلا الصبر و المثابرة و الشجاعة و الإقدام.
انظر لِمَا حوصر من مناطق سنوات عدة تحت الجوع وقصف البراميل الرهيبة والصواريخ الفراغية ويرفض أهلها إعطاء الدنية ولو بكلمة .
لا يغرنّك ما حدث من انحياز في حلب، فحلب ظلت لسنوات ثلاثة أخطر مدينة على وجه الأرض (وذلك بشهادات دولية موثقة) وعشرات القتلى يسقطون فيها يوميا، والقصف دائم لا ينقطع،والدمار الرهيب طال كل شيء فيها، والذي لا إلاه غيره نظرت في وجوه الناس فيها –قبل حصارها الأخير مباشرة- وتسائلت متعجبا كيف تطيقون كل هذا؟!! هذا فوق طاقة أي بشر.
والذي لا إلاه غيره – وبشهادة رجال حلب وشعبها- لولا الخيانة و العمالة من البعض داخل حلب ما سقطت حلب.
أما أن يأتي أحد الآن وبعد كل ما بذل من دماء و دمار، يَمُن على هذا الشعب العظيم الأبي، ويطلب منه الاستسلام لمشاريع مشبوهة تضر دينه قبل أي شيء آخر، ثم يتجرأ و يهدده بأن الدعم سينقطع إذا لم يفعل، ويطلب منه العدول عن توحد يراه مصلحة لدينه وحفظا لثورته، فهيهات هيهات، فتهديداتك لن تزيده إلا إصرار وثباتا، فالشعب السوري (على كثرة ما رأيت من شعوب الأرض وكثرة ما قرأت) أكثر الشعوب صبرا وثباتا وعزة نفس و إباء،
وتكفيه شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم "لَا يَزَالُ من أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ ما يَضُرُّهُمْ من كَذَّبَهُمْ ولا من خَالَفَهُمْ حتى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ على ذلك فقال مَالِكُ بن يُخَامِرَ سمعت مُعَاذًا يقول وَهُمْ بالشام"(أخرجه البخاري)
وشهادته صلى الله عليه وسلم "إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة". صححه الألباني.
ونبشرك بالذي يسوؤك، فإن هذا الشعب الأبي البطل لن يتّبع إلا ما يراه من دينه حقاً ولو تمالأ عليه من في أقطارها –وقد تمالؤوا-، ولن تزيده تهديداتك- أوتهديدات من جعلوك مبلغا عنهم- إلا ثباتا ويقينا، وسيعلنها مدوية كما أعلنها أول مرة: "هي لله هي لله"، "الموت ولا المذلة"
ومن كان نعته ما سبق فلن يجد من الله القوي إلا النصر، ولن يجد من الرازق الرزاق إلا الرزق الوفير.
شعب سوريا يؤمن بقوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ"
وقوله تعالى: "وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ"
وقوله تعالى:" أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين"
وقوله صلى الله عليه وسلم "وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ"
كما يعلم الشعب السوري جيدا أن الدول تعتمد في علاقاتها على المصالح، وأننا في عالم الغابة لا احترام فيه إلا للقوي، و أن توحد الفصائل مع فتح الشام وغيرها لن يسع هذه الدول بعده إلا التعامل مع الكيان الجديد القوي الممثل للشعب السوري، و احترامه كذلك.
شهدت قادة ورجال الشام -بعد سماع خبر رسالتك- وهم يعلنونها صريحة: "الموت ولا المذلة" "هي لله هي لله"، فأيقنت أن جذوة الثورة مازالت حية تنبض في صدورهم رغم كل هذا الدمار والقتل والتشريد، وأيقنت وقتها بنصر الله فهو وعد من الله ولن يخلف الله وعده "إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم"
نعم الثورة الآن تمر بفترة عصيبة، سببها الأساسي، (وبلا أي جدال من أهل العلم العاملين والقادة والمجاهدين وعوام الشعب السوري العظيم)، عدم توحد الفصائل، فتأتي الرسائل تترى تحاول ثني المجاهدين عن التوحد، أو منع التوحد مع أقوى الفصائل المجاهدة على الأرض، فهذا إن دل فإنما يدل على أن هؤلاء لا هم لهم إلا حرف و من ثم إفشال الجهاد الشامي و ثورته المباركة، ولتجدن أثر هذا نبذا لكم ولأفكاركم المثبطة من هذا الشعب العظيم، صدقني يا أبا معاذ لو رأيت ما رأيت لأيقنت أن عمرو بن كلثوم لو كان حيا ما وسعه إلا أن يصرف هذا البيت إلا في الشعب السوري
تهددنا و توعدنا رويدا *** متى كنا لأمك مقتوينا
فإن قناتنا يا عمرو أعيت *** على الأعداء قبلك ان تلينا
يا أبا معاذ...إنه الشعب السوري
كتبه/أبو الفتح الفرغلي
الأحد 25 من ريبع الاول 1438هــ
---------------------------------
رد الرائد أبو معاذ رحال على رد أبو الفتح الفرغلي بتغريدات عنون لها بـ (إن الرائد لا يكذب أهله)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
(1 ) بداية أشكر الشيخ الجليل على الوقت الذي صرفه بالرد على رسالتي السابقة ومن سوء حظي اني لم أتعرف على الشيخ عن قرب، لكان اختصر الكثير من الكلمات بمقالته. صدرنا واسع يتحمل النقد ونناقش على مبدأ شعار الإمام الشافعي -رحمه الله- رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم، أن تكون هجرة الشيخ في سبيل الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّمَا الأعْمَالُ بَالْنيَاتِ، وَإنَّمَا لِكل امرئ مَا نَوَى، فمَنْ كَانَتْ هِجْرَتهُ إلَى اللّه وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتهُ إلَى اللّه وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرتُهُ لِدُنيا يُصيبُهَا، أو امْرَأة يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُه إلَى مَا هَاجَرَ إليهِ)
سوف ابتعد بإذن الله تعالى قدر المستطاع عن الشخصنة للموضوع فما قاله الشيخ الفاضل برسالته يؤيده تيار من الناس في سوريا، وماقلته بمقالتي السابقة والمقالة الحالية يمثل تيار واسع من السوريين بل أجزم بأنه التيار الأوسع والله أعلم.
أيها الإخوة الكرام من كل الأطياف والله الذي لا اله الا هو أكتب هذه الكلمات من باب النصح ومن باب واجب المسلم تجاه إخوانه المسلمين وبقيت خمس سنوات أعمل بصمت بعيدا عن الأضواء لكن بلغ الحال بأرض الشام مبلغا جعلني أخرج عن صمتي فأقول بالله مستعينا.
(2) زعم الشيخ المصري أبا الفتح الفرغلي أن رسالتي كانت رسالة تهديد بينما كانت الرسالة رسالة نصح وتبصير بما يحاك ضد أهلي وشعبي قال تعالى: ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) وأرجو من الشيخ إعادة قراءة الرسالة مرة أخرى بتمعن فهي خالية من التخوين مليئة بالحلول.
(3) شعبنا ياشيخ قد مل الخطابات والشعارات البراقة والكل يزاود على معاناته ولكن الشعب يريد حلول ويريد ما يسد به رمقه فإذا أنت عشت بينهم ثلاث سنوات فأنا عشت بينهم أكثر من أربعين عاما. (4) ولا أريد أن تصرخ بوجهي كما تقول ياشيخي برسالتك فقد سمعت صراخك جيدا عندما كنت تحرض بعض أخواني وأحبائي من حركة أحرار الشام على أخواننا الآخرين
فأنا أنظر إلى أبو عمار تفتناز وأبو يحيى الحموي وخالد أبو أنس وأبو عزام الأنصاري وباقي الأخوة كعيني اليمنى وأنظر إلى شيخنا أبو جابر وأبو محمد الصادق وأبو صالح طحان وأبو خزيمة كعيني اليسرى ونحن على مسافة واحدة من جميع الفصائل نفرح لنصرهم ونحزن لانكسارهم وتفرقهم. وبهذه المناسبة نحمد الله تعالى على خروج شيخنا حسن صوفان أبو البراء من سجون النصيرية بسلام ونأمل أن يكون فك أسره خير للساحة بشكل عام وللأحرار بشكل خاص.
(5) فكيف تدعي ياشيخنا نصرة الشعب السوري وتسعى لتوحده وكنت تدعو وتلح بالدعوة لانشقاق جيش الأحرار عن الحركة الأم والله أمرنا بالاعتصام! قد لا تكون أنت صاحب الفكرة لكن حتما كنت من مشجعيها. ولصالح من سيكون إضعاف أكبر فصيل مقاتل بالساحة السورية؟ وأنت تعلم وتعي قول الله تعالى (الفتنة أشدّ من القتل) وكذلك تعلم قول رسول الله صلى الله عليه: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا . أو ليصمت)
وقال الشاعر:
تعصي الإله وأنت تـظهر حبه *** هذا لعمري في المقال بديعُ
لو كان حـبك صادقاً لأطـعته *** إن المحب لمن يحب مطيعُ
(6) أما عن قولك جلوسي بتركيا أنساني هموم وجراح أهلي فلا ورب الكعبة. والسؤال هل المكوث في تركيا جريمة ومخرج من الملة؟
مكوثي ياشيخي في تركيا ليس بداعي السياحة وأزعم أنني من حزب العاملين ولست من حزب المتقولين. والقادة الشهداء من أمثال أبو عبدلله الحموي وزهران علوش وعبدالقادر الصالح رحمهم الله، والقادة الأحياء حفظهم الله يعلمون سبب مكوثي بتركيا، ولست من أنصار صور السيلفي لكي أتصور كل ما دخلت إلى بلدي. وانت تعلم ياشيخي أن كل الفصائل لديها مكاتب بتركيا لا يمكن الاستغناء عنها والعبد الفقير واحد من هؤلاء.
أريد أن أضرب لك مثال هل سمعت يوما ما مقاتلا من حركة حماس بالداخل انتقد قياداته بالخارج؟ هل سمعت يوما الشيخ اسماعيل هنية أبو العبد ينتقد القائد خالد مشعل أبو الوليد؟ نحن نكمل بعضنا البعض ياشيخ، لذلك دع هذه الأمور للصبية الصغار الذين لايفقهون المعركة الحديثة المشتركة. (7) ياشيخنا أنت عندما تمني القادة والمجاهدين والشعب السوري الجريح بأن يبتعدوا عن الداعمين الصادقين والذين نحسبهم كذلك والله حسيبهم. والذين لم يقدموا يوما دعما مشروطا وأنا على ذلك من الشاهدين. وتستشهد بآيات قرآنية وأحاديث شريفة لكي تحرف البوصلة عن مسارها الصحيح، ونحن نرى فعلك هذا هو ابتعاد عن الأخذ بالأسباب وبذلك تكون ظلمت نفسك وظلمتهم معك وظلمت العقل أيضا، وأي ظلم أشد من أن توهم نفسك بشيء أنت بعيد عنه، هذا ظلم شديد ياشيخنا، هل تظن أن بضع سيارات مفخخة أو بضع مدافع هاون محلية الصنع أو عدد من الدبابات التي لايوجد لها ذخيرة. تغني عن الداعم أو تظن أن مستودعات الفصائل لن تنضب!؟
قال تعالى: ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً﴾ وقبولنا للدعم نراه من باب الامتثال لقول الله تعالى ومن باب التعقل والتدبر الذي أمرنا بهما
قال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم)
(8) ياشيخنا الغالي حديثك عن حلب فيه تناقض كبير فتارةً تحيي صمودهم وأن حلب تحملت فوق طاقة البشر وتارةً أخرى تصف بعضهم بالعمالة والخيانة دعك من الشك والظن أنت ومن وسوس لك بموضوع الخيانة فمن المحتمل أن تقول أيضا عن بعض أهل إدلب خونة وعملاء لتبرير الفشل بالمستقبل. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم)
يا شيخنا القسم الأعظمي من السوريين والعبد الفقير منهم لم نصدق ما يقال عنك من اتهامات وافتراءات على أنك من حزب النور السلفي وأنك على تواصل مع مخابرات السيسي جئت بمهمة تخريب الساحة والبعض الآخر قال أنك داعشي. فهذا كله مجرد كلام لا نلقي له بالاً ولايوجد دليل عليه نحن نتوسم بك الخير ياشيخ ونعتقد أنه لبس عليك الأمر فقط.
(9) ياشيخنا الحبيب نحن السوريين ننظر إلى الأمر نظرة واقعية ونريد تحييد الأعداء وهي سياسة شرعية ولا نريد أن نكسب أعداء جدد.
فإذا أنت كنت بطلا مغوارا سلاحك فقط الدعاء في الثلث الأخير من الليل؟ فنحن بصراحة لم نصل الى مرتبتك ولا نستطيع أن نمشي على وجه الماء مثل الأولياء الصالحين، نحن جماعة بسطاء تعلمنا فقه الواقع وفقه التمكين، نقاتل بالدبابة وصواريخ التاو والكورنيت والغراد ثم نقول بسم الله والله أكبر ونقرأ قوله تعالى: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) ((هذا هو القرآن بتعنا يختلف عن القرآن بتعكم باللهجة المصرية))
(10) يا شيخنا الغالي. لا يوجد إنسان شريف يعارض الإندماج والتوحد وفي مقالتي السابقة ذكرت الحلول التي تجنب الساحة أي مغامرة. هل إذا اندمج الأحرار والزنكي والأجناد والفيلق وجيش الإسلام وجيش المجاهدين وصقور الشام وعدد آخر من فصائل الجيش الحر ونسقوا تنسيقا عاليا مع جبهة فتح الشام دون الاندماج معها حرام شرعا؟
ولماذا تشترط وتصر على أن تكون فتح الشام موجودة بالإعلان وإشهار الأمر على وسائل الإعلام والكل يعلم أن هذه مقامرة يا شيخي، والقمار حرام شرعا. وفي حال فشل الإندماج كما فشلت اندماجات سابقة ماذا سيحل بالفصائل؟ وكيف ستدفع الرواتب لجنودها؟ ألا نترك لأنفسنا خط رجعة؟ أنت تعلم لا يجوز شراء اللبن بالضرع ولا السمك بالماء، ولايوجد أحد من الفصائل يريد عزل فتح الشام لكي يستفرد بها الأعداء فهم منا ونحن منهم و90% من عناصر جبهة فتح الشام سوريين وهذا ما أكدته جميع الفصائل على اختلاف مشاربها. نحن لا نريد أن نعطي العدو دليلا أو ذريعة لوسم كل الفصائل التي تريد الاندماج مع فتح الشام بالإرهاب كما لا نريد أن نقسم الساحة إلى معسكرين أو تيارين وبالتالي نعالج الخطأ بخطأ أكبر، وإلا لماذا فكت جبهة فتح الشام ارتباطها بالقاعدة أليس من باب السياسية الشرعية؟
وأنت تعلم ياشيخنا أن الكثير من السوريين والغير سوريين من الغيارى على الشعب السوري وثورته ظلوا ينصحون بقادة فتح الشام لمدة سنتين، أن فكوا الارتباط بالقاعدة -فكوا الارتباط بالقاعدة- وأخيرًا اقتنعوا لكن بعد فوات الأوان. وبقيت فتح الشام على قوائم الإرهاب ونحن نعلم خيانة المجتمع الدولي لثورتنا اليتيمة حيث أنهم لم يصنفوا الفصائل الشيعية الأجنبية العاملة في سوريا وقد تجاوزت الستين فصيلا طائفيا متطرفا وتقتل بالشعب السوري فلا نريد زيادة معاناتنا شعبنا بمغامرات بعض القادة المتعطشة للقيادة وللإمارة ونحن تعلمنا منكم مقولة (طالب الإمارة لا يولى)
وكذلك لم يصنفوا الحزب الانفصالي الكردي pyd والذي ارتكب جرائم ضد الإنسانية وهجر العرب من ديارهم بالحسكة والرقة وريف حلب الشرقي. ولذلك لا نريد أن نعطي ذرائع مجانية لأعداء الأمة.
(11) يا شيخنا الساحة الشامية أكبر من أي فصيل وأكبر من أي قائد مهما كان مستواه، لذلك عليك أن تنصح الفصائل أن تندمج جميعها ويكون تنسيقها عالي بكل المعارك مع فتح الشام ولا تعلن على الملأ لأن الاعتراف كما يقال هو سيد الأدلة، نحن نريد العنب ولا نريد قتل الناطور.
أو تنصح الأخوة بفتح الشام أن يذوبوا ضمن الفصائل الصالحة والشريفة وأن لا يكون للشيخ الفاتح أبو محمد الجولاني أي منصب بالواجهة ويكون دوره ناصح أمين استشاري يقود عن بعد من خلف الستار.
(12) أما عن قولك لي فأبشر بما يسوؤك. فليتك قلتها للسيسي وبشار والبغدادي وحسن نصر اللات. ومايسوؤني يا شيخنا الجليل هو أننا أردنا أن نخرج من حلب المحاصرة 300 ألف مدني وعسكري ضاق عليهم الحال والقصف والحصار واتصل بنا القادة من كل الفصائل دون استثناء وكذلك سمعنا صرخات النساء والبنات العفيفات وخفنا على أعراضنا وعندما ما بدأنا بإخراج المدنيين خرج إلى المناطق المحررة فقط 30 ألف ونحن المجاهدون المسلمون.
وذهب إلى مناطق النظام 270 ألف وهم الكافرين الظالمين المجرمين!! لماذا ياشيخنا فعلوا ذلك وأنت وصفت أهل الشام بأحسن الأوصاف وهم كذلك فعلا؟ وهؤلاء سوف يجند منهم النظام رجال لكي يقاتلوننا ويستفيد منهم كقاعدة شعبية مؤيدة له وحربنا معه طويلة ويكفي أن يستفيد النظام المجرم من نساء أهل السنة التي تلد بمناطقه.
والآن لو خيرنا أهل مدنية حماه مثلا التي يعتبر أهلها الأكثر بغضا للنظام المجرم، وقلنا لهم هل تريدون أن تكونوا تحت حكم تيار الشيخ الجليل الصادق الأمين أبو الفتح الفرغلي أم تريدون أن تبقوا تحت حكم الخنزير ابن الخنزير بشار الأسد فمن يختارون ياترى؟ سوف يختارون أمان أبنائهم ويختارون الكهرباء والخبز والماء والصحة والمدارس والتعليم، والذي أوصل الناس إلى هذه القناعة عنتريات ومزاودات من يحملون أفكارك ياشيخ.
تيارك يا شيخ لا يجيد إلا العبارات الطنانة الرنانة والفصاحة والبلاغة وهذا بماذا يفيد العامة؟ (إذا أصلحنا دنيا الناس صلح دينهم ، فأنتم لم تصلحوا لا دينهم ولا دنياهم)
نعم خرج شعبنا سابقا وهتف الموت ولا المذلة وقال هي لله. هي لله وهتف معها أيضا. الجيش الحر يمثلني ولم يقل غيره.
(13) يا شيخنا بالله عليك قلي أنت ومن يحمل فكرك ماذا لو نجح الانقلاب في تركيا وتم إغلاق الحدود وطرد كل السوريين كما كان شعار الانقلابين فماذا سوف يحصل للثورة التي ستكون محاصرة أتوماتيكا؟ والكل شاهد الحال التي وصلت له حلب بالحصار والكل يشاهد الآن حال الغوطة الشرقية والوعر ووادي بردى.
فلماذا تهاجمون تركيا ليل نهار وهي استضافت 3 ملايين من المستضعفين وعالجت مئات آلاف من الجرحى وقدمت فاتورة كبيرة نتيجة وقوفها إلى جانب السوريين على عكس جمهورية مصر العربية وغيرها من الدول العربية والإسلامية!؟
(14) بعض الشيوخ الذين جاؤوا من مصر لنصرتنا يهاجمون درع الفرات ولا أعمم الأمر، فهناك بعض المشايخ والمقاتلين المصريين أتقياء أنقياء ولا نزكي على الله أحد وأني أخجل أن أرفع نظري في حضرتهم وقد كلمني العديد منهم بعد أن قرؤوا رسالتك الأخيرة وقالوا لي لا تحزن وتابع إلى الأمام. وقد تكلموا بحقك كل خير ونحن نثق بكلامهم
ياشيخنا هدف درع الفرات بكل صراحة إنشاء منطقة آمنة للسوريين. درع الفرات هي لمنع التقسيم وقيام دولة كردية انفصالية. درع الفرات هي لقتال لداعش وفكرها المتطرف الذي جلب لنا الويلات وجلب لنا كل طائرات العالم لتقصفنا. وبالتالي درع الفرات هي قتال للمجرم بشار الأسد، لأن بشار الأسد ومن معه يعلمون يقينا أن عمر نظامه المجرم مرتبط تماما بعمر داعش، وزوال داعش وانحيازها هو تقصير لعمر بشار قولا واحدا.
أمر آخر يا شيخنا، أنتم تقولون أن جبهة درع الفرات هي جبهة الدولار وجبهة الخونة والعملاء.
إذاً جيد جدا هذا الكلام، فمعنى ذلك أنه لم يبق عندك إلا الشرفاء والذين يريدون الآخرة. وفي درع الفرات الذين يريدون الحياة الدنيا الفانية فاتركهم يا شيخنا ولا تلقوا لهم بالا.
(15) أما قولك أن الدول تحكمها مصالح وسوف تتعامل مع الجسم الأقوى فهنا انتقلت من اختصاصك إلى اختصاص غيرك ياشيخنا، فأنا أقر بأنك أعلم مني بأحكام الدين الحنيف لأنه اختصاصك، ولكني أنا عسكري وأعلم منك بالتخطيط العسكري والعلاقات الدولية، فهناك قانون دولي يجرم كل من يتعامل مع الإرهابين. وكل دولة سوف تتعامل معك سوف تسمى دولة داعمة للإرهاب وتقطع العلاقات معها وتسحب السفراء منها، فما رأيك أن تدعمك دولة ما وتقيم معك علاقة دبلوماسية وتأخذ منك سفيرا وتطرد سفراء أمريكا وفرنسا وبريطانيا؟ فأنتم الجسم الأقوى كما تقول؟
وأقول لك بكل صراحة. لا تستطيع أنت ولا غيرك أن تلوي ذراع الدول وتفرض نفسك كرقم عالمي كما تظن نفسك. أو أنكم تسيطروا على الحدود أو تعملوا بسياسية التغلب مع باقي الفصائل، وبالتالي تنشأ الحروب الداخلية وهذا مايريده بشار وأعوانه.
(16) أخيرا ردي على استشهادك بالشاعر عمر بن كلثوم، هو قول الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه والذي قتلوه الغلاة كما تعلم:
لاتشكو للناسِ جُرحاً أنت صاحبهُ *** لا يؤلمُ الجرح إلا من بهِ ألمُ.
نعم إنه الشعب السوري يا شيخ أبو الفتح الفرغلي وأبو معاذ الحموي منه يتألم لألمه ويفرح لفرحه. لقد أرسلت لك الرد على رقمك التركي شيخنا الكريم. بارك الله فيك
ناصر بن سعيد السيف
ديانا مقلد
أبو بكر الفاضلي الشامي
إبراهيم حمامي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة