عبد المنعم زين الدين
تصدير المادة
المشاهدات : 3073
شـــــارك المادة
من نزح إلى مناطق النظام بضع مئات ونزح عشرات الآلاف إلى مناطق الثوار المحاصرة، ليكون المحاصرون ضيوفا على بعضهم، ويتقاسموا الفقر وكرامة الصمود. من خرج إلى مناطق النظام ليسوا أعداءنا، وليسوا مؤيدين له، هم من صمدوا مع الثوار 5 سنوات تحت القصف، ولم يذهبوا للعصابة الأسدية، ولم يكن وقتها حصار، إلا القلة النادرة التي خرجت تأييدا له وكانت مهمتها التجسس ونقل أخبار الثوار، والآن عادت لصفوفه تقاتل معه، فهذه قبحها الله، لا تستحق الأسف. من خرج إلى مناطق العصابة الأسدية،خرج وقد فاجأه العدو بأرضه ولا حيلة له بالهروب حيث لا مواصلات، فكان الفريسة السهلة أمام قطيع الذئاب المفترسة. من خرج إلى مناطق العصابة الأسدية ليس فيهم أسرة كاملة، هم ما بين أم فقدت أبناءها، أو أطفال فقدوا أمهم أو أباهم، لم يترك المجرم لهم أسرة سليمة. خرجوا والجوع والحصار يأكل بطونهم، فاستقبلتهم كاميرات الذئاب تبتز ابتسامتهم بلقمة طعام، أو شربة ماء، منعها عنهم رغم كل مناشدات العالم المنافق. أما من خرج إليه من الشباب دون سن الأربعين، فقد سلمه سلاحا، وأعاده من حيث أتى تحت إمرته طالبا منه أن يقتل إخوانه المحاصرين، وينهب بيوتهم، ويعتدي عليهم. وأما النساء والشيوخ والأطفال فيتاجر بمعاناتهم، ويصور نفسه المنقذ لهم، يتفقد بحنان مقزز أعضاءهم المبتورة جراء براميله، وأجسادهم المريضة جراء حصاره. ومن تبقى من مئات آلاف المدنيين، فيمارس عليهم شدة القصف، ليعجل باستقبالهم، ويزيد ترحابه بهم، لكن ببراميل وصواريخ أرض ذكية لا تصيب إلا الإرهابيين فقط. لا تفرح بهم، فهم ليسوا ملكك حتى ولا من هو تحت قبضتك في حلب الغربية وغيرها، أنت أهلك في قم، وقرابتك من خامنئي، وعمك سليماني، وولي نعمتك بوتين، يدمر بيوتهم، يقصف مشافيهم، ينهب ممتلكاتهم، يقتل آباءهم، يحاصرهم، يحرمهم الدواء والطعام، ثم يستقبلهم على أنه المنقذ المخلص ذارفا دموع التماسيح.
حساب الكاتب على تويتر
مجاهد مأمون ديرانية
أنور مالك
أبو طلحة الحولي
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة