عبد المنعم زين الدين
تصدير المادة
المشاهدات : 2923
شـــــارك المادة
إلى أهلنا في حلب، يشهد الله أننا نعيش في همٍّ وألمٍ شديدين، لما يجري عندكم، ولا تتخيلوا أن كل من هو خارج الحصار، ينام ويلهو ويلعب.
ووالله لا نكاد ننام الليل، ونحن نبذل كل ما في وسعنا، من تحريك القادة والسياسيين والإعلام والشعوب، لنخفف الضغط ونخذّل الأعداء عنكم. ثواركم في حلب، قدموا أرواحهم رخيصة للذود عن أهلهم ومدينتهم، ضد المحتلين، فكان منهم شهداء قادة، كأبي الحارث، وحسن مخيبر وغيرهم. وما حصل من تراجع سببه الفرقة، والحصار وما يستتبعه من ضعف إمكانات ومعنويات، وشدة الهجمة، وكسر الخط الدفاعي، والانشغال بالمدنيين، الذين نزحوا بالآلاف إلى الأحياء الغربية من حلب المحاصرة، هرباً من أذى المحتلين، وبعضهم راح باتجاه قوات المجرمين كرهاً أو اضطراراً، ساومهم العدو المجرم وميليشياته على لقمة طعامهم، وابتزّ منهم مديحه، ليسمح بخروج مصابهم، وهو الذي قصفهم، وحاصرهم، وهجّرهم.
لا يحقّ لمن هدّم المدينة، وحاصر أهلها، واستقدم كل شذّاذ الآفاق ليحاصرهم، وينكل بهم، أن ينتشي بانتصار على الأنقاض والأشلاء. أما من خذلهم من الشعوب والحكام، فلهم موقف يوم القيامة، يسألهم فيه الله عن نصرة إخوانهم، وعندها ليجهزوا الحجج والتبريرات الواهية. حلب لم تسقط، إنما أسقطت كل المتآمرين عليها، وعرّتهم، من مجلس الأمن إلى الأمم المتحدة، الذين باركوا للقاتل، ومنعوا كسر الحصار. يا شبابنا في حلب، عليكم بعد الله المعول، احملوا السلاح كلكم، واعزموا على الصمود، وعندها أنتم من يكسر الحصار، ويعيد التحرير. أعلم أنكم تشعرون بالخذلان، والألم، لكن لا تسمحوا للعدو أن يحوّل شحنة غضبكم نحو إخوانكم، لا في ريف ولا مدينة، فكلكم في قارب واحد. إخوانكم في الريف وإدلب وحماة، قدموا مئات الشهداء ومئات الجرحى، ليكسروا الحصار، لكن عدوهم قدم آلاف الفطائس ليمنعهم من ذلك. وهم لليوم يتعرضون للقصف المكثف يومياً، ويقدمون الشهداء، ولو أنهم هادنوا عدوكم لقلنا لكم إنهم خذلوكم، لكنهم لم ولن يفعلوا بإذن الله. لا أبرر للقادة، وأرى أنهم قد أساؤوا وقصروا ليس بحقكم، إنما بحق الثورة كلها حين تفرقوا واختصموا من أجل مشاريعهم ومناصبهم ونفوذهم. وأدعوهم إما لوحدة صف عاجلة، أو باستقالة وضم فصيلهم لغيره، وترك المسؤولية لغيرهم، كما لم أتوقف عن دعوتهم لنصرة أهلنا في حلب. حلب خذلها من لم يحمل السلاح من شبابها واكتفى بالتنظير أو سافر، وخذلتها جبهات نائمة، تركت العدو يتفرد بها، وخذلها حكام وشعوب. لكنها بإذن الله لن تسقط، ستعاود النهوض من جديد، وتنفض عنها الغبار، وتكون شوكة في حلق المحتل، بصمود شبابها ورجالها وحرائرها. أبناؤنا سيحملون الراية، وأحفادنا سيكملون الدرب، إن فنينا نحن، والحرب جولات، والحق منتصر، وتقدم الباطل في جولة لا يجعل منه حقاً. ومعركتنا مستمرة في حلب والساحل ودمشق وكل سوريا، ولن تخمد شعلة الثورة، ولن يدوم الطيران للمحتل، وستلفظ شامنا المحتلين المجرمين. تحية لرجال حلب وحرائر حلب، صامدون في الحصار تحت القصف.
اللهم كن معهم واحفظهم وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم وهو قادر.
#حلب_لن_تسقط
حساب الكاتب على تويتر
إبراهيم السكران
حسن سالم
أبو عبد الله عثمان
محمد عمر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة