علي حسين باكير
تصدير المادة
المشاهدات : 3209
شـــــارك المادة
قبل حوالي عشرة أيام، كتب «مايكل جي موريل» في مقال له في صحيفة «نيويورك تايمز» أن دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري وأحد المرشحين الرئاسيين المتبقيين في السباق الرئاسي هو «عميل لروسيا»، مضيفا أنه عمالته هذه تأتي من دون وعي أو من دون إدراك منه! مايكل جي موريل ليس رجل كوميديا أو كاتبا هاويا، وإنما مدير سابق لوكالة الاستخبارات الأميركية، أكبر مؤسسة استخباراتية في العالم، عمل فيها لمدة 33 عاما، ولذلك فهو عندما يقول شيئا لا بد أنه يعنيه تماما. ما قاله لم يكن مزاحا أو محاولة استفزاز، فهو أتبع هذا الاتهام بشرح قال فيه إن «ترامب ليس مؤهلا لمنصب الرئاسة ويشكل خطرا على الأمن القومي الأميركي» مشيرا إلى أن «فلاديمير بوتن رجل استخبارات محترف ومدرب على أن يكشف نقاط ضعف الخصم ويتلاعب بها، وقد كشف نقاط الضعف الموجودة عند ترامب وتلاعب به وجنده» وحوله إلى أداة. خلال أيام فقط، رد دونالد ترامب بالقول بأن باراك أوباما، الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأميركية، هو مؤسس تنظيم «داعش». وعلى الرغم من أنه قد تراجع نوعا ما فيما بعد عن هذا القول، إلا أنه خلق حالة من البلبلة السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة. فاتهام رئيس أميركي بأنه كان وراء إنشاء تنظيم إرهابي ليس بالأمر السهل أو البسيط، لكن في المقابل هل اتهام أحد المرشحين الرئاسيين -هو قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى البيت الأبيض- بأنه عميل لروسيا أمر هين أو بسيط؟ هناك حالة من الانحطاط الآن في الولايات المتحدة الأميركية لاسيما على مستوى النخبة السياسية. هذه الحالة هي انعكاس برأيي لحالة التراجع التي تشهدها الولايات المتحدة على المستوى العالمي منذ عام 2001، فكل رئيس أسوأ من الذي قبله، ولا يبدو حتى الآن أن واشنطن ستخرج من هذه الدائرة الشريرة كما يقال، فالأداء في تراجع والمستوى إلى انحطاط. وكما كان أنصار أوباما يقولون إن سياساته جاءت ردا على ما خلفه بوش الابن، فإن وجود أوباما في البيت الأبيض خلال المرحلة الماضية ساهم على الصعيد الداخلي في إفراز ظاهرة ترامب، وما قاله ترامب بمعزل عن سياق المناكفة السياسية، لا يبعد كثيرا عن الحقيقة. صحيح أن أوباما أو غيره من رؤساء الدول أو أجهزة الاستخبارات لم يؤسسوا «داعش»، لكن أجد من الصعوبة بمكان تجاهل حقيقة أن سياسة أوباما قد ساهمت بشكل مباشر ورئيسي وحاسم في السماح ببروز «داعش» والعديد من الميليشيات الطائفية الشيعية التي لا تقل شأنا عن «داعش»، ولا شك أنه يتحمل مسؤولية في هذه المعادلة لاسيما من خلال تحالف الأمر الواقع الذي أنشأه مع إيران منذ سنوات، وكذلك مع النخبة الشيعية المحسوبة عليها في العراق ناهيك من سياسته تجاه بشار الأسد منذ عام 2011. وكما أن موريل يعترف بإمكانية تعرض مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى للتلاعب من قبل الخارج، أجد أنه من الصعوبة بمكان أيضا تجاهل حقيقة أن أوباما نفسه قد تعرض لعملية تلاعب من قبل الجانب الإيراني. ورغم أن ما هو موجود من دلائل على هذا الأمر يكفي لتأكيده عشرات المرات، إلا أن ما سنشهده من دون شك بعد رحيل أوباما سيحمل دلائل أكبر من دون شك.
العرب القطرية
ميسون شقير
حيان جابر
عمر كوش
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة