ياسر الشلبي
تصدير المادة
المشاهدات : 4843
شـــــارك المادة
لقد كانت البشرية قبل التنزيل تعيش في ضلالة عمياء مدلهمة وفوضى لا حدود لها، فلا رابطة تجمعهم، ولا أهداف توحد جهودهم وما إن نزل الوحي حتى أحدث في هذا العالم معجزة فريدة من نوعها في زمن قياسي، فنظم الحياة وغرس القيم الإيمانية في النفوس، ووحد الصفوف وجمع الكلمة بدستوره الشامل لجميع جوانب الحياة وربطها بالهدف الأسمى والغاية العظمى رضوان الله، عند ذلك كُتب العز والنصر لهذه الأمة ففتحت البلاد وقلوب العباد، وأخذت موقع الصدارة والريادة عندما تمسكت بوحي ربها وطبقت تعاليمه وأخذته مأخذ الصدق والجدية فحولته إلى واقع ملموس في كل شؤون حياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية… فكان بذلك فتح البلاد وقلوب العباد. هذا حال الجيل الأول مع كتاب الله، أما عن حالنا فلا تسل!!
أمة ضيعت دستورها ومنشأ عزتها وركنته على المكاتب والأرفف، وجعلته هدايا تذكارية تتفاخر بمادة صناعته وكتابته… فكان نصيبنا التفكك والتخلف والضياع، وحال المسلمين اليوم في العالم أجمع خير شاهد… فأنى اتجهت تجد الذل والهوان، ومآسي فظيعة وحروب فاتكة طاحنة بأيد يهودية ونصرانية وصفوية وعلمانية حاقدة تداعت علينا من كل حدب وصوب كما تداعي الآكلة على قصعتها، يجمعهم بغض الإسلام وأهله. تلك –أخي الكريم- وغيرها من النكبات والكوارث والخسائر التي نتجرعها صباح مساء هي نتيجة إغفالنا كتاب ربنا وانحرافنا عنه، وهذه سنة الله في من حاد عن منهجه ودستوره. وإنها لمناسبة كريمة أن نقف في شهر نزول القرآن وقفة محاسبة وتساؤل نحدد فيها موقفنا وواجبنا اتجاه هذا الكتاب الكريم منبع الهداية وطريق الفوز والنجاة. فاللهم ارحمنا بالقرآن واجعله لنا إماماً ونوراً، وذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته والعمل به، واجعله شاهداً لنا لا شاهداً علينا .
ناصر العمر
كمال عبد المنعم
رابطة خطباء الشام
خالد روشه
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة