زياد الشامي
تصدير المادة
المشاهدات : 4538
شـــــارك المادة
سؤال يطرح نفسه بقوة بعد انتشار إعلانات واسعة في إيران أمس الجمعة - ولأول مرة منذ بداية الثورة السورية - تدعو النساء الإيرانيات الراغبات بالتطوع للدفاع عما يسمى: "مزار السيدة زينب" في سورية إلى تسجيل أسمائهن ضمن شروط خاصة حتى تتم الموافقة على طلبهن. أما الشروط التي وضعها الإعلان فهي: "الالتزام بالأخلاق الزينبية حتى يتم إرسالهن إلى سورية، فمن يذهبن للدفاع عن مزار السيدة زينب يجب أن يتمتعن بأخلاق السيدة زينب"، مضيفاً: "السيدة زينب بنت الحسين كان حجابها وحشمتها مضرباً للمثل، ولذلك من أهم الشروط التي يجب أن تلتزم بها النساء الإيرانيات اللواتي يذهبن إلى سورية هو الحجاب".
وبعيدا عن شرط الأخلاق والحشمة والحجاب المزعوم المذكور في الإعلان والذي لا يعدو أن يكون غطاء كـ "الغربال" الذي يريد به الأحمق من خلاله حجب قرص الشمس عن الناس... فإن الإعلان بحد ذاته يُذَكّرنا بحملة التشهير التي تولى كبرها النظام النصيري في سورية عبر إعلامه الكاذب، وبالاشتراك مع إعلام حزب اللات وكثير من وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية وأخواتها الغربية... والتي اتهمت فيها فصائل المعارضة السورية زورا وبهتانا بتجنيد النساء للترويح عن المجاهدين حسب زعمهم فيما عرف حينها باسم: "نكاح الجهاد"، من خلال فبركة اعترافات لبعض المعتقلات السوريات بثها إعلام تلفزيون الطاغية المعروف بالعهر والكذب حينها.
لم تستطع الآلة الإعلامية الضخمة المعادية للثورة السورية إثبات هذه الفرية الكاذبة على الثوار، رغم حجم الفبركات والكذب الذي وصل إلى حد نسب فتوى للشيخ العريفي بهذا الخصوص من خلال قرصنة حسابه على تويتر، ورغم ادعاء وزير الداخلية التونسي حينها "لطفي بن جدو" الذي تحدث أمام أعضاء الجمعية الوطنية عن تونسيات يذهبن إلى سورية للقيام بـ "جهاد النكاح" دون أن يعط أي أرقام أو يذكر اسم واحدة منهن...
ونظرا لانعدام الدليل وغياب المصداقية عن هذه الفرية اضطرت بعض وسائل الإعلام الغربية حينها كــ صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى الاعتراف بأن: ما يسمى "جهاد النكاح" الذي جرى الحديث عنه في سورية غير موجود ، مشيرة إلى أن الآلة الإعلامية للنظام هي التي اخترعت هذا المفهوم الجديد في إطار حربها على الثوار، وأن هذا المفهوم ظهر إلى العلن للمرة الأولى عبر قناة "الجديد" الموالية لدمشق، وعلى الفور تم استنساخه من قبل وسائل إعلامية موالية للنظام.
لقد توالت الأيام والسنون على فرية ما يسمى "نكاح الجهاد", ليظهر من قلب عاصمة المتعة إعلان يشير إلى المتهم الحقيقي بذلك النكاح، فمن أحلّ ما حرم الله في زمن السلم باسم "زواج المتعة"، لا يجد أي غضاضة في ذلك التحليل في زمن الحرب، وتحت غطاء الدفاع عن المزارات المقدسة بالتأكيد، الذي لم يجد ساسة طهران أفضل منه للزج بأتباعها لتنفيذ أجندة مشروعها الفارسي الصفوي.
لم يكن الرافضة وحدهم من أثبت على نفسه التهمة التي أراد أن يلصقها بالثوار الأطهار يوما، بل فعل ذلك من قبل النظام النصيري في دمشق، فقد كشفت مواقع سورية وبالمستندات عن كتيبة مؤلفة من 82 شخصا بينهم 49 فتاة، بخدمة الجنود الروس في معسكر ابن الهيثم في مدينة حمص التي يتواجد فيها 1300 جندي روسي و54 ضابطا.
وتحت مسمى "لجنة عطاء حمص" تقدم الفتيات للجنود الروس خدمات تتراوح بين الحفلات الراقصة، وتقديم المشروبات الساخنة والروحية – المسكرات - ، وإشعار الجنود الروس بأنهم بين أهلهم... وقد كشفت وثيقة حملت عنوان "تقرير النشاط الثالث" عن إقامة حفلة غنائية راقصة للجنود الروس في معسكر ابن الهيثم بتاريخ 7 كانون الثاني/ يناير 2016 م.
إن أهم ما كشفه إعلان تجنيد نساء الرافضة في الحرب السورية هو: عدم وجود أي مبادئ في المشروع الفارسي أو خطوط حمراء، فملالي قم وساسة طهران على استعداد لتقديم جميع القرابين التي يتطلبها هوسهم بإحياء أمجاد فارس التي داستها وأزالتها حوافر خيول الصحابة الكرام.
وبالإضافة لذلك فإن الإعلان يكشف أيضا عن حجم المأزق الذي يعاني منه الرافضة في سورية، وحجم خسائرهم البشرية – ناهيك عن المادية – هناك، فالكثير من قادة الحرس الثوري وجنود الباسيج يدخلون الحرب السورية على أرجلهم ويخرجون منها في توابيت الموت التي تصل إلى طهران تباعا.
وقد أفادت تقارير رسمية أمس الجمعة إلى دفن ما يقرب من عشرة عناصر من لواء "فاطميون" في إيران، وأغلبهم من الذين لقوا مصرعهم في معركة خان طومان الشهيرة، التي تكبد فيها الحرس الثوري الإيراني خسائر بشرية فادحة.
المسلم
ياسر الزعاترة
عبد المنعم سعيد
علي نون
عمر قدور
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة