عباس شريفة
تصدير المادة
المشاهدات : 6599
شـــــارك المادة
وجود المعارضة السياسية للحكم ليست حالة مَرَضية:
الحكومة الراشدة هي من تحرص على إيجاد المعارضة القوية كما قال عمر رضي الله عنه (لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها) وكما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه (وإن رأيتموني على خطأ فقوموني) من هنا ندرك أهمية أن يقوم حال الأمة بإقامة سنة المدافعة بين مكوناتها التي من خلالها يكون التقويم الذاتي والنهوض، لذلك ترى أن أكثر الدول الفاشلة هي من تقوم بسحق المعارضة، أو من تكون فيها معارضة سلبية، وأكثر الدول تقدماً هي من توجد فيها المعارضة القوية التي تمارس الرقابة والنقد الصارم على الحكم فيحصل من ذلك التدافع السياسي الذي يحاصر الترهل والفساد في أجهزة الحكم. يمكن تشبيه حال الحكومة والمعارضة كحالة السالب والموجب في التيار الكهربائي فالتماس المباشر يعبر عن احتكاك سلبي والاحتكاك الإيجابي إنما يكون من خلال الوصول والالتقاء بين الطاقتين لتدوير محركا أو لجهاز تتحول من خلاله إلى طاقة منتجة. إن الاستبداد في أبشع صور طغيانه يحترف أساليب شيطانية في استدامة سلطانه عندما يدرك ضرورة وجود معارضة صورية يقوم هو بتنظيمها وتصديرها وإدارتها كمعارضة هزيلة تفرغ فيها الطاقات وفي نطاق الاحتواء وضمن دور محدود لا يهدد أركان استبداده حتى النظام العالمي يتعامل بهذا الأسلوب القذر فهو مع كامل رضاه عن الأنظمة الوظيفية المستبدة ولكنه يبقي متيقظا إلى ضرورة إيجاد معارضة وظيفية بديلة يتم تصديرها عندما تقوم الثورات على تلك الأنظمة أو عندما تصبح حاجة النظام العالمي ملحة لاستبدال تلك الأنظمة كما يحاولوا أن يفعلوا مع ثورات الربيع العربي.
صفحة الكاتب على فيسبوك
ياسر المقداد
محمد راتب النابلسي
ناصر العمر
عبد الرحمن المحمود
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة