..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أشعلوا الجبهات

محمد جميل خضر

٣٠ مارس ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3366

أشعلوا الجبهات
درعا000.jpg

شـــــارك المادة

قد يقول قائلٌ: أشعلوا الجبهات. فيسأل سائلٌ: كيف نشعلها؟ بمن؟؟ ولمصلحة من؟؟؟
قبل أن أجيب عن هذه الأسئلة المتدفقة دفعة واحدة، أود أن أتوقف عند فعل الأمر (أشعلوا)، فواو الجماعة فيه تفترض وجود جماعة بعينها معنية بهذا الخطاب، المستترة حالته داخله: فهل هو فعل أمر فعلاً؟ أم رجاء، أم مجرد اقتراح أم ماذا؟

وحين نعلم أن صاحب العبارة هو محمد علوش كبير المفاوضين، فإن الضرورة المنطقية تقتضي إدراكنا من هي الجهة الموجه لها هذا النداء (الأمر/ الرجاء.. الخ).. وعليه فإن في مطالع تحقق فعل الإشعال هنا هو وقوف المعارضة السورية المسلحة التي يقصدها علوش في خطابه هذا كتلةَ نارٍ واحدة، ليتحقق الإشعال بأكثر تجلياته أثراً وأكثر نتائجه وضوحاً وبلاغة ضد الطرف الآخر في المعادلة (النظام وشبيحته ومرتزقته وإيران وروسيا).

تتصاعد الحاجة إلى وحدة الصف (بما يتعلق، على الأقل، بالفصائل المسلحة)، يوماً إثر أخيه، وصولاً لتحولها إلى مطلب إنسانيّ استراتيجيّ قيميّ أخلاقيّ مبين. كما أن أي أهداف يرجى تحققها لن تفعل دون هذه الوحدة المتينة النبيهة العارفة مدى مفاعيلها، القارئة حجم الأسى دون تحققها.

أشعلوا.. بواو جماعة تريدكم أذناً واحدة تنصت بإخلاص لصوت الناس في بلاد دمرتها الحرب، وتشتت شمل أبنائها نحو أربع جهات الأرض، وتسببت، حتى اللحظة، بموت زهاء مليون سوريّ. فأشعلوا، إذاً، الجبهات، وقد بلغ ليقينكم أنه نظام لا يفهم إلا لغة القوة والبطش، وإلا فلماذا جرّ الثورة السلمية إلى هذا المربع الوعر؟؟؟ إن إشعال الجبهات هو رسالة جليّة الحروف له ولعصبة الموت الواقفة في خندقه.

ولكن.. كيف؟

أما بخصوص كيف نشعلها، فبالوقوف بداية، في وجه النظام ودواعشه وحوالشه ومافياته، بقلب واحد وإرادة واحدة وإيمان واحد ويقينٍ أن النصر صبر ساعة. بالعودة للمصدر الأساسي للسلاح: مخازن النظام ومستودعاته، بشرائه من أموال الأخيار ممن يؤمنون بالثورة كدرب للخلاص من الطاغية.. بالحصول، شاء من شاء وأبى من أبى، على الصواريخ المضادة للطائرات، باستهداف كل معقل للروس في سوريا، بذخر صواريخهم وعتادهم وإسقاط طائراتهم.. بإعادة وهج الثورة للناس كل الناس.. بعودة القادة العسكريين للوطن فالنصر يبدأ من هناك، بالوصول إلى وجدان الناس في المدن والبلدات، والارتقاء بوعيهم، وضخ طاقة الصمود والصبر والتصدي داخل أرواحهم، فلا نصر دون تضحيات، ولأن التضحيات جاءت فادحة ومروعة في قلب الفوضى التي أسس أركانها النظام وزبانيته، فإن القطف صار يفرض مزيداً من التضحيات الموجهة المدركة لقيمتها وأخلاقيتها وجوهريتها وجدواها. بدعاء الأمهات، ومباركة الجدات، والوصول إلى قرار الحياة: أن نكون أو لا نكون؟

بمن نشعلها؟؟

بمن ظلوا صامدين فوق ثرى أرضهم، بعودة كل من يستطيع فعل ذلك ممن فرضت عليهم الحرب حمل حقيبة السفر أو (بقجة الشتات) والرحيل عن الأرض والوجود والذاكرة.. بغضب يفجر الكون في عيون أطفال سوريا.. بالمرابطين في سهل الشام.. وحول ياسمين دمشق.. فعاصمة الأمويين جاء دورها.. وإن سمحتم وتقبلتم الموضوع في إطاره القوميّ الإنسانيّ فإنّ كل عربيّ طيبٍ مؤمنٍ بحق السوريين بحياة أفضل يمكن أن يتطوع في معركة التحرير، شرط أن يكون لتطوعه داع واضحٍ بيّن.. وأن يجري ذلك بالتنسيق مع الفصائل وقد غدت صوتاً واحداً تدير شؤونها قيادة واحدة راشدة...

ولمصلحة من؟

نشعلها لمصلحة الوطن.. وطن الجميع سوريا واحداً موحداً بمختلف أطيافه ومعارفه وألوان قوس قزحه.... لمصلحة الخير بمعناه النقيّ المجرد.. لمصلحة الأمن العالميّ.. والاستقرار الكونيّ.. من أجل أجمل الأطفال أولئك الذين لم يولدوا بعد.. وأجمل الأغنيات تلك التي لم نغنيها بعد.. وأجمل الأيام تلك التي لم تأتِ بعد..

استيقظ الرجل من غفوته الخفيفة أمام التلفاز... حدق في الشاشة مبتهجاً لما يتوالى من أخبار عاجلة.. ترفرف عالياً فوقها كلها راية الثورة.. وفي التفاصيل تقاطعٌ كبيرٌ وتوافقٌ نضير مع الحلم الذي زاره في المنام..!!

 

 

أورينت نت 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع