شبكة الثورة السورية
تصدير المادة
المشاهدات : 4181
شـــــارك المادة
بالرغم من الصدمة التي شكلها فقدان الثورة السورية للشهيد الشيخ زهران علوش، إلا أنّ الشهادة التي قالها الشهيد زهران في حق الأخ عصام بويضاني في مقطع مرئي، ملئت السوريين بأمل كبير في القائد الجديد لجيش الإسلام، فدعونا باسم شبكة الثورة السورية وأعضائها نرحّب بالأخ عصام بويضاني (أبو همام) في المقابلة الأولى له بعد اختياره قائداً لجيش الإسلام، خلفاً للشهيد الشيخ زهران علوش.
ونودّ في بداية هذه المقابلة أن نتمنّى لكم يا أخ عصام كل التوفيق في مهمّتكم، ونسأل الله أن يوفّقكم فيها لما فيه مصلحة السوريين وثورتهم.
1- هل لك شيخ عصام وكسؤال تمهيدي أن تعرف الناس عليك الناس أكثر؟ أنا من أبناء هذا البلد، آلمني ما أرى من تسلط هذا النظام الظالم المجرم، أناضل من أجل أمتي ورفع الظلم عن المظلومين وإقامة العدل، وأعاهد شعبنا على أن أحافظ على الثوابت التي من أجلها نقاتل. 2- بعد هذه اللمحة التعريفية دعنا نبدأ بسؤال أول حول الشهيد زهران علوش: كيف يصفه الشيخ عصام من خلال صحبته معه؟ وكيف بدأت هذه الصحبة؟ وكيف كان الوداع؟ الشيخ زهران من المشايخ الذين تلقيت عنه وعن والده العلم منذ 25 عاماً، عُرِف بحرصه على العلم والدعوة إلى الله، وتعليم الناس الخير ونشر الفضيلة ومحاربة الظلم، كان قائداً ومجاهداً وأخاً ومعلماً، يحمل هم أمة، لا يجارَى في جلَده وصبره، رقيق القلب، رجّاع إلى الحق وثابت عليه، يسمع النصح ولا يخاف في الله لومة لائم. كان لخبر استشهاده وقعاً عظيماً على الأمة عموماً، وعلى جيش الإسلام خصوصاً، لكن عزاءنا أنه في سبيل الله، جمعنا الله به في جنّات الفردوس. كان وداعه مؤلماً وصعباً. 3- في الحديث عن استشهاد الشيخ علوش، هل كان جيش الإسلام مستعداً لمثل هذه الخسارة؟ وهل تأثر الجيش بها بشكل كبير؟ وهل حدثت خلافات بين مكونات الجيش بعد حادثة الاغتيال أو واجهته أي تهديدات بالبقاء؟ إن جيش الاسلام تشكل من تحالف بين لواء الإسلام وعدد كبير من المجموعات الثورية في الجنوب والشمال، وتبلورت خلال السنوات الثلاث الماضية عقيدة عسكرية واحدة، تنظم عمل جميع المنضوين تحت إدارته وفق هيكلية عسكرية منضبطة، ويجمعهم هدف ومصير واحد. فرغم محورية دور القائد الشيخ زهران رحمه الله وتقبله، ورغم الحزن الشديد الذي أصاب كوادر الجيش، إلا أنه أسس منظومة مؤسسية لها مجلس قيادة وهيئة أركان منسجمة ومتناسقة حول الرؤى والأهداف عمودياً وأفقياً. ولم يحدث أي خلاف بين الأخوة في الجيش، حيث أجمع أعضاء مجلس القيادة على القائد الجديد خلال ساعات وحتى قبل دفن الشيخ أبي عبد الله رحمه الله. وهي مسؤولية كبيرة، أسأل الله أن يكتب لي النجاح في البناء على التجربة السابقة ثم تطويرها. 4- هل سيكون جيش الإٍسلام بعد اغتيال زهران علوش ليس كما قبله؟ سنبقى على العهد الذي سرنا عليه، ونكمل مسيرة الشيخ أبي عبد الله ولن نحيد عن منهجنا في الاعتدال، والدفاع عن أعراضنا وأهلنا، وإسقاط هذا النظام المجرم. وسنواصل نضالنا حتى دحر آخر جندي محتل لأرضنا، وسنستمر في مواجهة التطرف والغلو ومساعدة شعبنا الثائر على تحقيق مطالبه التي قدّم من أجلها أغلى ما لديه منذ خمس سنوات. وعلى الصعيد الخارجي، سنبقى متمسكين بمساعينا وبذل جهودنا ببناء علاقات طيبة مع دول الجوار بما يضمن أمنها وسلامة أهلها، ونحن نعلم الطبيعة الجغرافية لسورية ومكانتها ومدى ارتباط أمنها بأمن الدول المجاورة وهذه قضية جوهرية تحظى باهتمامنا بشكل كبير. 5- كيف تُقيمون الوضع في المناطق التي يُسيطر عليها جيش الإسلام في ريف دمشق بشكل عام؟ إننا ومنذ تحرير الغوطة قمنا بالتعاون مع كافة الكفاءات بإنشاء جميع المؤسسات اللازمة لإدارة هذه المنطقة المحررة، وكان منها القيادة الموحدة الناظمة لعمل مؤسسات المجتمع المدني، وتُعدّ النموذج الفريد والأفضل بين المناطق المحررة، رغم كل ما تخضع له الغوطة من ظروف الحصار والقصف الإجرامي بحق أهلنا واستهداف للبنية التحتية من مستشفيات ومدراس وغيرها. ووضعنا في الغوطة الشرقية المعقد من جميع النواحي العسكرية والمدنية والأمنية، يتطلب تضافر جميع الجهود والعمل بروح المسؤولية من الجميع. ومن موقعي الجديد، فإنني أقدم الدعم المادي والمعنوي لكافة الأطراف، لبناء وتوطيد العلاقات وتمتين الثقة بين الفاعلين والقيادات المدنية. ويقع على عاتق الجميع الحفاظ على هذا التماسك أمام العدو الحقيقي ومعالجة الأمور بالمكاشفة والمصارحة وبالطرق المؤسسية، وتجاوز الفتن التي سعى لها النظام وأعوانه بهدف تفتيت الصف وضرب الوحدة التي تمثل الصورة الأهم للغوطة. 6- لا شك في أن وضع المدنيين في الغوطة الشرقية سيئ مع استمرار الحصار والقصف، وأنت كقائد في جيش الإسلام ماذا بإمكانكم أن تقدموا للتخفيف عن معاناة المحاصرين؟ التخفيف عن معاناة أهلنا أحد أهم أهدافنا منذ نشأ جيش الإسلام، وجيش الإسلام في الأساس يضم مقاتلين من أهالي الغوطة التي نوجد فيها، فألم الأهالي هو ألمنا، ومعاناتهم معاناتنا، ونعمل جاهدين للتخفيف عنهم ضمن الإمكانات المتاحة لنا ونحن في حصار، ونقوم بواجبنا تجاههم من خلال توفير الأمن لهم وتحقيق ما أمكن من سبل السلامة. كما سنركّز جهودنا أكثر من ذي قبل على منع استغلال التجار لهم، وجميعنا يعلم حجم الغلاء الكبير الذي يعاني منه أهلنا في الغوطة، وما يهمنا هو تخفيض الأسعار عبر ضبطها وكبح طمع بعض تجار الحروب الذي يستغلون حاجة الناس. 7- يرتبط الحديث عن جيش الإسلام بملفات حقوقية وتحديداً المعتقلين لديه من جهة، وقضية النشطاء الذين اختطفوا في هذه المناطق. هل من نية لمعالجة هاتين القضيتين بشكل قانوني يُغلق هذين الملفين بشكل نهائي؟ جيش الإسلام منذ نشأته أخذ على عاتقه تقديم الحماية لجميع المستضعفين، بغض النظر عن مرجعيتهم الاجتماعية أو العرقية أو الدينية، ومن أجل ذلك وقفنا في وجه نظام الأسد وفي وجه داعش وقاتلناهما. وقد استدعى هذا الالتزام، الأخذ بقوة على يد أي مجموعة فاسدة أو مجرمة تستهدف المجتمع وأمنه، لكن ضمن معايير قانونية تضبط العمل، من خلال الخضوع للهيئات القضائية. وإن أي شخص لديه مظلمة أو اتهام ضد أي فرد أو مجموعة تابعة للجيش، فنحن على أتم الاستعداد لتقديمهم للقضاء دون النظر لأي اعتبارات أخرى، وهذا ما أقدمنا عليه مراراً وقدمناه للإعلام. لكن ينبغي هنا أن نميز بين الاتهام الجنائي والاتهام السياسي المثار على شبكات التواصل الاجتماعي بغرض التشويه والتخوين ليس إلا، وقضية النشطاء الأربعة تدور ضمن الاتهام السياسي، وجيش الإسلام بذل جهداً وإمكانيات في التحقيق بشأن هذا الملف، أسوةً بغيره من الملفات، وهذا الجهد مستمر مع الجهات المعنية. وبخصوص ملف المعتقلين، فقد تم تحويل كافة ملفات الموقوفين بإذن قضائي إلى القضاء، وتم تحويلهم فور توقيفهم لإصدار الأحكام العادلة بحقهم. ونحن ندعم القضاء ونساعده بما يطلبه منا، وقد ساعدنا في تشكيل قيادة الشرطة حتى وصلت إلى المرحلة التي تراها عليها اليوم، وهذا الجهاز هو من يشرف على السجون وعمليات الاعتقال والمداهمة وتنفيذ الأحكام القضائية، والقضاء هو من يحق له فقط إصدار طلبات الاستدعاء والتحقيق وإصدار الأحكام. 8- كيف ترون شعبيتكم على المستوى الشخصي وعلى المستوى الفصائلي بين السكان في المناطق التي تُسيطرون عليها، وبين جمهور الثورة بشكل عام؟ جيش الإسلام يتميز بوضوح المنهج والهدف، وبخطاب صريح لا ازدواجية فيه، وانضباط عسكري وإداري. لذلك، فبرغم ما يعانيه من حملات تشويه متعمدة، ومن حصار مادي شديد وخصوصا بالسلاح والذخيرة، بل منع وصول أي سلاح نوعي لوحداته القتالية، حظي جيش الإسلام بشعبية جيدة على المستويين المناطقي والعام، وليس أدل على ذلك من طلبات الانتساب المقدمة له من قبل أفراد مستقلين وفصائل راغبة بالانضمام لصفوفه. والدليل الآخر هو حملات التشويه الموجهة له من قبل مؤسسات عملاقة وجهات ذات إمكانيات هائلة، والتي لم تتوقف مكائنها الإعلامية يوماً واحداً عن اختلاق القصص والأكاذيب، ولو كان جيش الإسلام فاقدًا للشعبية ما تعرضنا لكل هذا التهجم والافتراء. كنا نعلم منذ أن خرجنا للدفاع عن أهلنا، أن هناك من سيقع فينا، ولذلك قررنا أن نسير دون أن نلتفت حتى لا يشغلنا عما نذرنا أنفسنا له. 9- كقائد جديد لجيش الإٍسلام هل بدأت بالتواصل مع قادات الفصائل الأخرى؟ لم تنقطع الاتصالات أبداً مع الإخوة في الفصائل الأخرى، فنحن نشترك معاً في الهدف والسعي نحو إسقاط هذا النظام الذي قتل ودمّر وهجّر، وإن ضراوة المعارك التي نخوضها في الغوطة الشرقية ودرعا وحلب وريف حمص تتطلب منا مزيداً من التماسك للوقوف في وجه الهجوم الشرس الذي يشنّه النظام بدعم من روسيا والميليشيات التي تسانده. ولدى جيش الإسلام قناعة كاملة بالعمل جدياً على توحيد صفوف الفصائل، منطلقاً من أن الله أمرنا بذلك وربط نصرنا بتوحدنا، ومن أن المرحلة الحالية التي تمر بها الثورة السورية عسكرياً وسياسياً تتطلب توحيد الجهود لتحقيق النصر وتحقيق آمال وطموحات أهلنا في سوريا.
10- يتهمُ الكثيرون جيش الإسلام بأنّه يمتنع عن فتح جبهات مع النظام، رغم امتلاكه كما يقولون للعتاد والرجال بما يكفي للخروج خارج المناطق التي يستقر فيها منذ فترة طويلة. كيف تردّون على ذلك؟ غالباً توجه هذه الاتهامات إما من شخصيات غير مطلعة على الأوضاع الميدانية التي يعيشها الثوار في المناطق المحررة، وهنا من واجبنا اطلاعهم وتبيان الحقيقة لهم، ونحن نفتح أبوابنا لكل ناصح يخاف على مصلحة بلده وأبناء بلده، وإما من أشخاص حاقدين يمتلكون أيديولوجية معادية، فهذا لا نكترث به ولا ننشغل بالرد عليه. الغوطة الشرقية -على سبيل المثال لا الحصر- تعرضت لمئات الهجمات من النظام منذ تمكن الثوار من تحريرها، حيث وثق الاعلام هذا الكم الهائل من المعارك التي خاضها الثوار منذ بداية العمل المسلح حتى اللحظة، وفي هذه المعارك يزج النظام وحدات النخبة لديه من حرس جمهوري وغيرها، ويقحم الميليشيات الطائفية من لبنان والعراق وإيران وغيرها، فهي الأصعب بين نظيراتها، وذلك لأن النظام يسعى بكل قوته لاسترداد المناطق المتاخمة للعاصمة. وهنا نبين أن قوات جيش الإسلام خاضت معركة ضخمة جداً قبل شهور هي معركة "الله غالب"، وكان لها نتائج مبهرة، وكاد النظام أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، لولا مؤازرة روسيا له في اللحظة الأخيرة، وإني أبين أننا في الغوطة الشرقية نخوض معركة منذ أكثر من مئة يوم، ولم تتوقف ولا ليوم واحد، ابتداءً من طريق دمشق حمص، وامتداداً لمعارك المرج ومعارك جوبر، على الرغم من نقص القدرات التسليحية، وأهمها الأسلحة المضادة للدروع والمضادة للطيران، وانعدام الإمداد بشكل تام. وأيضا جيش الإسلام في حلب، فهو مع إخوانه المجاهدين يخوض أعتى المعارك على الجبهات مع داعش، وأيضا في ريف حلب الجنوبي ضد الميليشيات الايرانية والنظام، وفي ريف حمص الشمالي تشن قواتنا معارك ضارية ضد النظام في الحولة الذي يفرض حصاراً خانقاً على سكان تلك المنطقة، أما في درعا فقوات جيشنا فيها بالاشتراك مع الثوار تصد اقتحامات النظام وأعوانه على بلدة الشيخ مسكين، فبعد كل هذا يتهم الجيش بما ليس فيه؟!> 11- كيف ترون الوضع مع داعش في المناطق التي تسيطرون عليها وهل ستواصلون حربكم عليها؟ إن عقيدة جيش الإسلام قائمة على منهج الاعتدال بعيداً عن الغلو والتطرف والتشددـ وجيش الإسلام أول تشكيل ثوري يكشف مشروع داعش البعيد عن الإسلام المعتدل، والذي يتخذ من الغلو منهجاً له وكان أول من يحاربها لأنهم اعتدوا على شعبنا وعلى شعائر ديننا، ونحن نرى في داعش والنظام وروسيا وإيران أوجهاً لعملة واحدة، فجميعهم يعمل على القضاء على مطالب شعبنا وقتال المجاهدين، ولن نتهاون أبداً في دفع هذا الاعتداء والإجرام عن وأهلنا. خضنا سابقاً معارك شرسة مع مقاتلي داعش واستطعنا بفضل الله دحرهم واستئصالهم من مساحة جغرافية كبيرة في الغوطة الشرقية، وكذلك في برزة والقابون، وطردناهم من جنوب دمشق، ولا تزال معاركنا معهم في القلمون مستمرة حتى طردهم منه إن شاء الله. 12- إذا سمحت لنا سوف ننتقل إلى الملف السياسي: كان جيش الإسلام قد طرح في الفترة الأخيرة أفكاراً مختلفة في مجال القبول بالانتخابات والديمقراطية والحكومة المدنية، وجاءت هذه الأطروحات في مقابلات الشهيد علوش الأخيرة، وهي آراء لاقت ترحيباً من فئات مختلفة في الشارع السوري. هل ينوي جيش الإسلام تبني هذه الطروحات كمنهج سياسي؟ وما هو موقفكم شخصياً من فكرة الدولة المدنية والتداول السلمي للسلطة؟ ذكرنا مراراً وتكراراً أننا لا نريد ولا نسعى للوصاية على السوريين، ونحن شريحة منهم ولسنا ممثلين لهم أو المتحدثين باسمهم حتى نحتكر القرار عنهم، ولنا كامل الثقة بخياراتهم، وهم من أشعل فتيل الثورة وحماها ودافع عنها وقدّم التضحيات في سبيلها، وإذ خالفناهم في نقاط ما أواختلفنا في بعض الرؤى فليس لنا أن نكرههم على فعل شيء. وجيش الإسلام ليس حركة سياسية أو حزباً فئوياً أو مجموعة نخبوية، هو من أبناء سورية وأحد مخرجاتها، ولذلك لا يمكننا أن نقدم برنامجاً خاصاً بنا أو حكراً على منتسبي الجيش، ولكل فرد ضمن الجيش أو خارجه أن يختار ما يتناسب مع قناعاته وينسجم مع مبادئه، وما يحقق الأهداف التي ثار من أجلها. أما بالنسبة للمصطلحات الشائكة التي تتعلق بالحكم والدولة، فتسعى المؤسسات الثورية السياسية والدينية في توضيح المصطلحات، فلا نستطيع أن نطلق حكماً على مصطلح إلا عندما يتم توضيحه بشكل جلي. وجيش الإسلام سيكون منفتحاً على أي خيار يرى فيه مصلحة للشعب السوري، ونأمل أن تنعم سورية بنظام يضمن لكافة الشعب السوري حقوقه، وتحقيق العدل ورفع الظلم. 13-أنتم شاركتم باللجنة السياسية، هل تتوقعون نتائج إيجابية ؟وهل تظنون أن المجتمع الدولي جاد في إيجاد حل سياسي؟ نحن نؤمن باتخاذ كافة الأسباب الموجبة لإسقاط هذا النظام القاتل، وتحقيق أهداف الثورة، وإخراج المحتل الروسي والإيراني من بلدنا، ونسلك كل الطرق المشروعة في آن واحد، فمعركتنا في الميدان مستمرة، ومعركتنا السياسية مستمرة، فنحن مع أي حل ينهي مأساة الشعب السوري ويفضي إلى رحيل الأسد، لكن يبدو واضحاً لنا أن النظام وحلفاءه ليسوا مقتنعين بالحل السياسي، وأكبر دليل على ذلك استمرارهم في قصف المدن السورية وفرض الحصار على مئات الآلاف من المدنيين العزل، ولو كان المجتمع الدولي جاداً في إنجاح الحل السياسي للجم العدوان الروسي والإيراني وطالبهما بالخروج من سورية. لذلك لا نتوقع الكثير، ولسنا مخدوعين بعقلية النظام وحلفائه، ولكن نريد أن نضع العالم أمام الحقيقة التي يحاول الهروب منها بحجج واهية، ليس أقلها عدم وجود طرف ثوري يقبل المفاوضات بمحاولة رمي الكرة في مرمى الثورة لشيطنتها وتصويرها كمجموعات متطرفة لا تقبل الحوار وتسعى فقط خلف العنف. 14- في السؤال قبل الأخير نريد أن نستفسر منكم، بحكم عملنا في الإعلام نعلم أن الكثير من وسائل الاعلام السورية والعربية والعالمية اتصلت بكم لتخصوهم باللقاء الأول، فهل لنا أن نعرف لماذا وقع اختياركم على صفحة الثورة السورية؟ في الحقيقية أنني تقصدت أن يكون لقائي الأول عن طريق صفحتكم لسببين: الأول: لرمزيتها. والثاني: لأنني أردت أن يكون خطابي الأول موجهاً للشعب السوري الصامد الذي يعاني القهر وتسلط الأعداء والجوع والبرد والتشرد والطغيان والتعذيب، ومع كل ذلك يقاتل ويناضل ويبذل من أجل ذلك الغالي والنفيس ضمن كل الميادين، ضمن السياسة والقتال والإغاثة والدعوة والاعلام، وإني لأرى إصرار المقاتلين أمامي ومعنوياتهم التي تعانق السماء، وأرى في عيونهم الانتصار لأبناء شعبهم من الظالم المجرم، وأراهم ثابتين على هذا الطريق بإذنه تعالى، يقاتلون بالنيابة عن أمتهم ، يقويهم ويشد عضدهم إخوان لهم يدعون لهم في ظهر الغيب، يكفي هؤلاء المقاتلين أن يروا أبناء شعبهم ينعمون بالأمن والسلام والحرية والعدل، بعد أن حرموا منها عقوداً من الزمن، وهم رازحون تحت قيود الأسد وزمرته، ولا يبالي المجاهد بعد ذلك أن يقتل، فهو يطلب إحدى الحسنيين، والله أعلم. 15- في الختام نود منكم توجيه رسائل قصيرة جداً لكل من: المحاصرين: إخواننا المحاصرين -ونحن منكم-، نقول إن الصبر ووحدة الصف واجتماع الكلمة هي أبواب للفرج، فعليكم بها. قضيتنا ليست الجوع وما خرجنا في ثورة للجياع، وإنما قضيتنا الكرامة والعدل، فلا تجعلوا النظام يسرق منّا هدفنا مقابل لقمتنا. المعتقلين: أيها الشهداء الأحياء، إن لكم عهداً في أعناقنا ألا يقر لنا قرار إلا بعد نيلكم لحريتكم كاملة. المقاتلين: إخوتي في الخنادق وعلى جبهات الرباط، إننا سنمضي معاً لتحقيق أهدافنا ورفع راية لا إله إلا الله، والتي يتحقق بها العدل والحق لكل السوريين، فاصبروا وصابروا، فإننا أولو عزم، وسنكسر معاً شوكة المحتلين. أنتم مقاتلون ولستم قتلة، قضيتكم عادلة، وأهدافكم مشروعة، فزينوها بحسن السلوك، وكونوا رحماء بينكم، وعادلين مع عدوّكم، وحدوا كلمتكم، ورصوا صفوفكم، فأنتم تملكون قوة الحق، فلا تفرّطوا بها فتخسروا معركتكم وأنفسكم. اللاجئين: كم نشعر بمعاناتكم وألمكم بين قر الشتاء وحر الصيف في خيامكم، خيام العزة والكرامة، خيام لم يقبل ساكنوها أن يبيعوا قضيتهم أو يتنازلوا عن حقهم، وضحوا في سبيل مبادئهم. فكونوا لنا عونا بدعائكم حتى نستمر لتحقيق أهدافكم بإذن الله، بالعودة لمنازلكم وقراكم ومدنكم مرفوعي الرأس. جمهور الثورة بشكل عام: نحن منكم وأنتم منا، ونحن صدى لصمودكم، وبكم تعلوا همتنا، فكونوا كما عهدناكم فرساناً في كل ميدان وجدتم به، سدّوا الثغور أينما كنتم فالثورة تحتاج لكل أبنائها، ولا يمكنها أن تنتصر بعيداً عنكم. وفي ختام هذه المقابلة نشكر الأخ عصام بويضاني على تخصيصه هذا الوقت للرد على أسئلة شبكة الثورة السورية ومرة أخرى نتمنى لكم كل التوفيق في مهمتكم ، وإلى لقاء آخر في مقابلة أخرى.
ياسر الزعاترة
ماجد كيالي
أنور مالك
نجوى شبلي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة