..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الإرهاب الروسي – الإيراني… وقصف بلا حدود

داود البصري

٦ فبراير ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5844

الإرهاب الروسي – الإيراني… وقصف بلا حدود
thumbs_b_c_3262f8c6df21bd170f04df8c879339ce.jpg

شـــــارك المادة

كان من الواضح لجميع المهتمين بالشأن السوري أن محادثات جنيف الثالثة مجرد حالة عبثية مصيرها الفشل الذريع، وهو ما تحقق، ميدانياً وفعلياً، مع لجوء الوسيط الدولي دي ميستورا لتعليق المباحثات حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري لمحاولة حل العديد من المعضلات التي تواجه المباحثات العبثية أصلاً وعديمة الجدوى.

ولعل أهم أسباب الفشل هو الموقف العدواني الروسي الذي لم يكتف بحماية النظام السوري المجرم في ربع الساعة الأخير من حياته، بل تحول الاتحاد الروسي لبلطجي وشبيح دولي من خلال دخول الطيران والجيش الروسي في حرب إبادة مباشرة وممنهجة ضد الشعب السوري، وفي محاولة فرض إرادته حتى على قوى المعارضة السورية، وفي إصراره على مواصلة القتل والتدمير وعدم إتاحة المجال لأي هدنة تحقن الدماء وفي أسلوب فاشي فج يهدف لاستغلال المباحثات لإحداث متغيرات على الأرض تقوي ورقة النظام التفاوضية من خلال المزيد من التدمير ومحاولات السيطرة على الأراضي التي بحوزة قوى المعارضة وفرض وقائع ميدانية جديدة قد تغير الموقف برمته، وهي مهمة قذرة يقوم بها الروس بالتعاون مع النظام الإيراني وعصابات حرسه الثوري وبقية العصابات الطائفية العراقية واللبنانية والأفغانية وغيرهم من المرتزقة، وحثالات الأرض الأخرى. لقد كان وزير الخارجية الروسي لافروف واضحا في تأكيد وتأصيل المنهج الروسي العدواني من خلال إعلانه تصميم الروس على مواصلة الضرب العنيف وإيذاء المدنيين واستعمال القوة المفرطة وبوحشية وفاشية تفوق وحشية النازيين في قصف الثوار الاسبان منتصف ثلاثينات القرن الماضي، بل ان مجزرة «الغورنيكا» التي خلدها الرسام الاسباني الشهير بابلو بيكاسو باتت تتضاءل أمام المذابح الروسية للمدن والقرى السورية، وبوحشية ليس لها ما يبررها ويشرح أوضاعها الحاقدة سوى الروح الفاشية التي تميز القيادة الروسية، وهي تصطف مع أعتى وأبشع نظام إرهابي في تاريخ المنطقة وتحاول تصفية حساباتها مع «الناتو» وبقية الأوروبيين من خلال دماء الشعب السوري. الولايات المتحدة وهي نظريا القوة الكبرى الأولى في العالم تقف عاجزة تماما ومستسلمة بوضوح أمام الإصرار النازي الروسي على التدمير من خلال سلاح الجو المتطور الذي حول الأرض السورية لحقول موت جديدة تسخر من العالم الحر، ومن القوى التي تدعي دفاعها عن السلام والإنسانية.الروس أثبتوا بشكل رسمي ومؤكد وموثق أن البلطجة المتوحشة هي العقيدة التي تحكم سلوكيات الدول الكواسر، وإن العالم بأسره يقف عاجزا أمام تحديات الآلة العدوانية الروسية التي باتت تسحق الشعوب من دون أن تخشى شيئا وتساندها العصابات الإيرانية التي رغم خسائرها الميدانية الكبيرة لم تتوقف عن قتل السوريين ومحاولة تعويم نظام دمشق. لقد كانت تصرفات وتصريحات وأحاديث مندوب النظام السوري بشار الجعفري تعبر خير تعبير عن وقاحة مفرطة معمدة بثقة بأن العالم قد استسلم للإرهاب الأسدي- الروسي- الإيراني، وبأن كل الجهود الديبلوماسية القائمة ليست سوى إطار عبثي لتغطية جريمة يومية ويسحق خلالها السوريون دون رحمة، كما تنفذ خطط استرجاع المدن والقرى في الشمال السوري من قبضة المعارضة وتحت ظلال المباحثات التي لا تمتلك أي مصداقية ولا جدية ولا يعول عليها أحد في تحقيق أي نتيجة، وقد أمسى واضحا أيضا أن الحلول السياسية في ظل الإصرار على التدمير وفرض منهج إرهابي ابتزازي على قوى المعارضة السورية هي مجرد سراب يحسبه الظمآن ماء. لاجدوى من التفاوض مع الإصرار الإرهابي الروسي- الإيراني على كسر إرادة الثورة والثوار وإشاعة الحرب الكاذبة ضد الإرهاب المزعوم بعد أن أثبتت الأحداث والتطورات الميدانية اليومية ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الإرهابي الأول في العالم يتبعه نظام الملالي الإيراني المشارك الفاعل في جريمة قتل السوريين! أما الغرب وعلى رأسه زعيمة العالم الحر المشغولة هذه الأيام في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية فهو مجرد شاهد يرى كل شيء ويكتفي بإحصاء الجثث وإطلاق رسائل الاستنكار والشجب والعويل كأي أرملة مكلومة. المبادرة العسكرية والسياسية باتت بأيدي قادة الحلف الإرهابي الروسي- الإيراني، والمعارضة السورية الحرة لم تعد تمتلك من خيارات واقعية سوى الذهاب لآخر الشوط والحرب حتى النهاية بإيمان المجاهدين المناضلين المؤمنين بالله وبقضية شعبهم، فالحمل في النهاية لا ينهض به إلا أهله، وقد أكدت الوقائع ان لا بديل عن المقاومة حتى كسر العنجهية والعدوانية الروسية، وهو ما سيتحقق في نهاية المطاف رغم الكلفة الإنسانية الرهيبة. المباحثات لا جدوى منها، والعدوان الروسي لن يتوقف، بل سيزداد بلطجة، وإذا لم يكن من الموت بد، فمن العار أن تموت جبانا! أما الموقف العربي الرسمي فهو مخز لحد الفضيحة… فلا حول ولاقوة إلا بالله… وطاب الموت يا عرب! 

 

 

 

 

السياسة الكويتية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع