ياسر الزعاترة
تصدير المادة
المشاهدات : 3038
شـــــارك المادة
لا شيء يستر عورة «السيد» في الضاحية الجنوبية، ولا «ولي أمره»؛ فلا الرد الذي كتبه «الإعلام الحربي» نفع، ولا الهاشتاجات المستميتة للأنصار الذي غُيبت عقولهم وأضاعوا ضميرهم، ولا إعلام الأدوات والأبواق، فقد تفوقت وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى في فضح القتلة، لكن فضيحتهم الأكبر جاءت من وجوه الأطفال البريئة وصرخاتهم جراء الجوع، وأجسادهم التي أحالها الجوع إلى هياكل عظمية. كل التاريخ الذي يتبجح به نصر الله عن الشرف والمقاومة ينسخه بكاء طفل واحد من وطأة الجوع في مضايا، وهو نُسخ أصلا منذ أن تورط في الدم السوري، ومنذ أن أعلن أن طريق القدس يمر بالزبداني ودمشق ودرعا.
هنا في مضايا سقط القتلة مجللين بالعار، ومن ورائهم وليهم الفقيه، ومعهم سيد الإجرام بوتين، لكن قتلة آخرين في واشنطن وعواصم كثيرة لم يكونوا بمنأى عن ذلك، ومن ورائهم نتنياهو الذي قرر فصول الصراع في سوريا عبر الضغط لمنع السلاح النوعي عن الثوار كي تتواصل المأساة.
أما حين قررت واشنطن التعاطف مع أهل مضايا، فلم تزد على أن ناشدت المجرم أن يفك الحصار من حولها، ويسمح بدخول المساعدات، لكنها جيّشت الجيوش من أجل انتزاع الكيماوي لحساب الكيان الصهيوني.
تضيع الأحرف ويسقط الكلام أمام صرخات الأطفال، وأجسادهم المتهالكة، ومعهم الرجال والنساء في مضايا، ويزداد عار القتلة وضوحا، وهم يشترطون لإطعامهم أن يُخرجوا من ديارهم، في عملية تطهير طائفي حقيرة، لا تقل عن حقارتهم، بالانتصار لطاغية ينتمي لأقلية استمتعت بحكم الغالبية بالحديد والنار، وتريد المضي في ذلك بأي ثمن. البيان الذي أصدره «الإعلام الحربي» في حزب نصر الله لم يزد المشهد سوى فضائحية، ولم يزد القتلة سوى عار على عارهم، فهو يتحدث عن أن الجماعات المسلحة هي التي تأخذ «السكان رهينة»، لكأن المطلوب لقاء رغيف الخبز أن يسلم الناس رجالهم، ويقبلوا بترك ديارهم كي يسيطر عليها الحرس الثوري وأذنابه.
لا أحقر من القتلة سوى من يبررون لهم، من كل ملة ومن كل لون. إنها سوريا التي أسقطت وجوها كثيرة، وكشفت فقرها للأخلاق، فقضية سوريا قضية أخلاق قبل أن تكون سياسية، ومن فقدوا الأخلاق يمكنهم أن يتوسلوا الشعارات بحثا عما يستر عارهم، دون جدوى.
العرب القطرية
عبد الوهاب بدرخان
خالد حسن هنداوي
فايز سارة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة