..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

إيران دولة عنصرية فارسية أم طائفية مذهبية؟!

مصطفى محمدي

٩ ديسمبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3042

إيران دولة عنصرية فارسية أم طائفية مذهبية؟!
دولة طائفية 000.jpg

شـــــارك المادة

امتلأت المنطقة غضبا على إيران نتيجة سياساتها العدوانية؛ فقد سقط مؤشر التعاطف مع إيران و ثورتها إلى حد لم يكن يتصوره أحد قبل عقد من الزمن.لم ينجح الإعلام العربي بشكل عام في تقديم صورة واقعية عن النظام الإيراني وأهدافه. وذلك لأن العالم الإسلامي والدول العربية بوجه خاص تفتقد إلى مراكز للدراسات والتخطيط، ومن ثم غلبتهم النعرات العاطفية التي أشبه ما تكون بشتائم يرميها الناس لإخماد الغضب الذي ملأ صدورهم.

فما أكثر أن تسمع بأن إيران دولة فارسية مجوسية، وأنها تعادي العرب، وأن الأقليات القومية في إيران مضطهدة، وأن الفرس مسيطرون على الحكم في إيران ويحاولون مسخ الأقليات القومية ولاسيما العرب…

طرب الإعلام العربي لهذه الأغنية الغاضبة التي جلبت له تعاطف الجمهور العربي وبالتالي دعمه ومساندته، لا للقضية العربية وإنما لمن يزمر على مثل هذه الأوتار!..

لكن إذا أخذنا جولة سريعة في أروقة الحكم في إيران لا نجد لهذه الأغنية الناقمة أو بالأحرى الشتائم الغاضبة أي صدى!

فصاحب الثورة الإسلامية المزعومة؛ آية الله الخميني؛ حفيد للسيد أحمد موسوي الهندي، أصله هندي، ومع طول عشرته للفرس لم يكن يتحدث الفارسية كما يليق بمن في مقامه!..

وكذلك المرشد أو “ولي فقيه” ـ علي الخامنئي ـ الذي يحلو له أن ينسب إلى العرب ليلصق نفسه بأهل البيت، ولد من أب تركي من القومية الآذرية.

وقد كان آخر رئيس الوزراء في النظام الصفوي الإيراني “مير حسين موسوي” كذلك من أتراك مدينة “خامنة” في آذربايجان الشرقي.

“مجمع تشخيص مصلحة النظام” الذي بيده القرار الأخير في رفض أو تأييد جميع القوانين التي تصدر من المجالس التشريعية في البلد، من أبرز أعضائه:

1) سيد محمود هاشمي

وهر من مراجع التقليد لدى الشيعة، يحمل جنسيتي العراقية والإيرانية، ترأس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وكان من أبرز أعضاء حزب الدعوة العراقي، ويعتبر حاليا واحدا من ستة أعضاء “شوراي نكهبان” ـ مجلس حراسة الثورة ـ وسبق أن ترأس “القوة القضائية” التي تعتبر ثلث السلطة في إيران، تتقاسم السلطة مع “القوة التشريعية” و”القوة المنفذة”. وهو كذلك نائب لرئيس “مجلس خبركان”؛ أعلى سلطة في البلد، وبناء على بند 107 من القانون الأساسي من وظائفه تعيين المرشد والإشراف عليه!..

2) وفي نفس المجمع ترى: صادق لاريجاني “رئيس القوة القضائية” و أخاه: علي لاريجاني “رئيس مجلس الشورى” ـ البرلمان ـ، وهما من مواليد العراق ويحملون الجنسية العراقية مع جنسيتهم الإيرانية.

3) علي شمخاني العربي الأحوازي:

وهو أمين العام و الموفد من قبل المرشد في “مجلس الأعلى لأمن الوطن”، وهو يعتبر أعلى سلطة قومية مؤكلة بأمن البلد و سياساتها العسكرية.

كان الشمخاني قائدا على سلاح البحر الإيراني لمدة ثمان سنوات، ثم شغل منصب وزير الدفاع لمدة ثمان سنوات أخرى.

4) محسن رضائي، من قومية “لر” من محافظة خوزستان (الأحواز).

وهو أمين عام مجمع مصلحة النظام، وشغل منصب قائد الحرس الثوري لمدة 16 عاما. لم يمنعه قوميته “اللرية” من أن يخوض غمار الإنتخابات لثلات مرات متوالية طمعا في منصب الرئاسة الجمهورية.

5) محمود محمدي عراقي: من القومية “اللكية” من محافظة “كرمانشاه”.

ترأس “مؤسسة الثقافة والعلاقات” و”مؤسسة الدعوة الإسلامية” وهما من أهم مؤسسات النظام الطائفي.

6) غلام رضا أقا زادة: من أتراك آذربيجان الغربي. يرأس كذلك مؤسسة السلاح النووي الإيراني، وهو نائب للرئيس الجمهورية في السلاح النووي وكان قد شغل منصب وزير النفط لمدة عشر سنوات.

وفي مجلس حماية الثورة “شوراي نكهبان” الذي يشرف على جميع ما يصدره “المجلس الشورى” ـ البرلمان ـ وبيده قرار قبول أو رفض ما يصدره البرلمان. أي أعلى سلطة من البرلمان!

نرى “حسين على أميري” وهو من أتراك محافظة “كرمانشاه” والناطق الرسمي لوزارة الدولة ( وزارة الداخلية)، ويمثل “وزير الدولة” في شؤون المجلس.

وتقرأ من بين أسماء وزراء دولة “حسن روحاني”:

1- عباس آخوندي: عربي يحمل جنسيتي؛ العراقية و الإيرانية. وزير إحداث المدن والطرق.

2- محمد رضا نعمت زادة: من أتراك مدينة تبريز. وزير الصناعة والمعادن والتجارة.

وكان أول “وزير للعمل” بعد الثورة، ثم وزير الصناعة لمدة عشر سنوات، ونائب وزير النفط في دولة الرئيس “الخاتمي”.

3ـ حميد جيت جيان: من أتراك مدينة تبريز، يشغل منصب وزير الطاقة.

وفي نواب الرئيس “حسن روحاني” تجد من غير الفرس.

1. محمد باقر نوبخت: من القومية الكيلكية من مدينة “رشت”.

وهو يرأس مؤسسة التخطيط والبرمجة، والناطق الرسمي للنظام. و سبق أن مثل مدينته في البرلمان.

2. شهيندخت مولاوردي. تركية من محافظة آذربيجان الغربي، تنوب الرئاسة الجمهورية في شؤون المرأة والأسرة.

ومن الوجوه البارزة الأخرى غير الفارسية في النظام الإيراني:

1) سيد محمد علي موسوي جزائري من عرب الأحواز.

ممثل “ولي الفقيه” ـ المرشد ـ في محافظة خوزستان (الأحواز)، و”مجلس خبركان”.

2) عزت الله ضرغامي من عرب الأحواز.

ترأس مؤسسة الإعلام بأمر من المرشد الأعلى (الخامنئي) لمدة عشر سنوات، وهو عضو في المجلس الأعلى للإنترنت، المجلس المؤكل لإحداث إنترنت قومي على غرار روسيا و الصين.

وإذا تصفحت قائمة رؤساء المحافظات الإيرانية، سوف تجد بأن جميعهم ـ في الغالب ـ، من نفس محافظاتهم بعيدا عن النزعة العنصرية الفارسية؛ فمن باب المثال لا الحصر:

1) محافظ آذربيجان الشرقي: إسماعيل جبار زادة؛ من القومية التركية الآذرية.

2) محافظ آذربيجان الغربي: قربانعلي سعادت؛ من القومية التركية الآذرية.

3) محافظ أردبيل: مجيد خدابخش؛ من القومية التركية الآذرية.

4) محافظ جهار محال و بختياري: قاسم سليماني دشتكي؛ من قومية “لر”.

5) محافظ كهكيلوية و بوير احمد: سيد موسى خادمي، من قومية “لر”.

6) محافظ همدان: محمد ناصر نيكبخت، من قومية “لر”.

7) محافظ كيلان: محمد علي نجفي، من قومية “كيلك”.

8) محافظ خوزستان: عبدالحسن مقتدايي من عرب عبادان.

فلا مجال للحديث عن عنصرية النظام الإيراني و سيادة الفرس و الإضطهاد “القومي”.

خير ما يوصف به النظام الإيراني: أنه نظام صفوي طائفي شيعي، لا يعترف بالحدود الجغرافية والقومية وحتى السياسية، وإنما حدوده المذهب لا غير.

له دور وظيفي من قبل الكنيسة أو العالم الغربي على نفس غرار الدولة الصهونية.

فقد زرع الغرب إسرائيل لعرقلة الأنظمة السياسية، وإيران لإحداث فتن مذهبية بين الشعوب وكلاهما يؤديان دورهما في تدمير المنطقة وعرقلة الإستقرار والنمو و بناء أرضية يتمكن الغرب من خلالها على سرقة البلاد ونهب ثرواتها.

في مقابل تواجد القوميات بين أصحاب القرار في النظام الإيراني دون الإلتفات إلى اللون أو القومية أو اللغة أو حتى الجنسية لا ترى سنيا واحدا لا في مجلس مصلحة النظام، ولا في مجلس صيانة أو حماية الدستور ولا في “مجلس خبركان” ولا ضمن قائمة “بيت المرشد”، ولا في قيادات الحرس الثوري أو الأجنحة العسكرية الأخرى ولا حتى بين رؤساء المحافظات والتي يتم إختيارهم في الغالب الأعم من نفس المحافظات.

1- فمحافظ بلوشستان السني، يدعى علي أوسط هاشمي؛ وهو شيعي من القومية الكردية من محافظ كرمانشاه.

2ـ ومحافظ كردستان السني يدعى عبدالمحمد زاهدي، وهو شيعي من قومية “لر” من محافظة لرستان.

3ـ و محافظ “هرمزكان” ذات الأغلبية السنية، يدعى جاسم جادري وهو شيعي من عرب الأحواز!

وكذلك الحال بالنسبة للمناطق ذات الأغلبية التركمانية السنية!

يا ترى! من المستفيد من تحريف بوصلة توصيف النظام الإيراني من الطائفية المذهبية إلى العنصرية الفارسية؟!

المستفيد الأول من هذا التحريف إيران نفسها!…

فهي تحارب العالم الإسلامي بالسلاح الطائفي، تستغل الأقليات الشيعية باسم المذهب لتدمير بلادها،. وهي تحارب العرب بالوكالة؛ تدمر بلادهم دون أن تخسر شيئا سوى حفنة من المال سرعان ما يعوضه مضخات النفط.

وفي المقابل تدعم الإعلام باتجاه الضرب على وتر العنصرية الفارسية والعربية، وكأن الحرب قومية لا غير.

وبالتالي انسحب باكستان؛ سابع أكبر قوة عسكرية في العالم والحليف الإستراتيجي الأقوى للسعودية والعرب، من الخندق العنصري، فهو ليس فارسيا ولا عربيا!.. وكذلك لا يرى ماليزيا ولا أندونيسيا و لا التركية ولا غيرها من البلدان الإسلامية غير العربية لنفسها ناقة في هذه الحرب ولا جمل!..

وهناك بعض القوميين من العرب و من الأقليات الإيرانية الأخرى ممن تركوا إيران منذ زمن بحثا عن رغد العيش واستقر بهم الأمر في أروبا أو العالم العربي، وجدوا في الحروب الدائرة فرصة للتجارة باسم القضية القومية!

بين سندان هؤلاء و مطرقة هؤلاء وقعت نفوس طيبة ساذجة في الشراك الإعلامي، ولا سيما الإعلام الإسلامي الذي يعاني من ضعف النضج السياسي والجموح العاطفي.

 

 

مركز أمية للبحوث و الدراسات الاستراتيحية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع