عوض القرني
تصدير المادة
المشاهدات : 6121
شـــــارك المادة
تعليق كتبته على حوار دار في إحدى مجموعات الواتس ولعلكم تجدون فيه شيئاً مفيداً، وإن أذنتم لي أن أطرح لأنظاركم الكريمة هذه الكلمات في قضايا التحليل السياسي وهي اجتهاد شخصي وليد اللحظة ربما ينطلق من قراءات و حوارات وكتابات ودورات سابقة مختزنة في اللاشعور:
١- لابد من استصحاب المبادئ والقواعد الشرعية وجعلها إطاراً عاماً للتحليل الذي يعبر في النهاية عن رؤية الحدث والموقف منه
وبلا شك أن مبادئ المسلم وقواعد شريعته العامة ما لم تكن حاضرة معه في الأحداث الكبرى ثم يقاتل بعد ذلك على استحضارها في فروع الفروع وجزئيات الجزئيات أن ذلك انتكاس في المفاهيم وجناية على الفقه والتدين. فمثلاً لا يجوز أن يتساوى عند المسلم البر التقي الذي يسعى لإقامة دين الله وأداء الحقوق ونهضة الأمة ويتورع عن ظلم الخلق مع الفاجر الباغي الطاغي المحارب للدين والفضيلة الممالئ لأعداء الأمة ومن ساوى بينهما حتى في نفسه فهو على خطر عظيم وأدلة ذلك في الكتاب والسنة أشهر وأكثر من أن تخفى. أما من لايستحضر هذه المبادئ والقواعد الشرعية ولا ينطلق منها أصلاً فهذا معه حديث آخر.
٢- يبحث الإنسان عن ما قد يكون في الوحي وأقوال الأئمة المحققين من نصوص وفتاوى في هذا الحدث أو ما يشابهه من أحداث سابقة كما نفعل في نوازل السياقات الحياتية الأخرى جميعها إقتصادية أو إجتماعية أو ثقافية أو غيرها.
٣- عند التحليل السياسي يجب أن يستحضر المسلم السنن التي أقام الله عليها أمر الكون والحياة ومسيرة الإنسان وتفسير الأحداث وقبولها وردها من حيث الوقوع وعدمه ومن حيث التمكين والإستمرار أو السقوط وذهاب الريح لا من حيث الصواب والخطأ وهذه السنن منها ما يعرف ببداهة العقول ومنها ما عرف بالتجارب والعوائد والسير ومنها ما نص عليه الوحي صراحة أو تلميحا وتضمناً.
٤- معرفة الوقائع كما وقعت والحقائق كما هي في نفس الأمر سواءً سرتنا أو ساءتنا وهذه معلومات لا تخمينات وليس فيها إلا الصدق أو الكذب. فإن لم تتوفر المعلومات عن الحدث فليكن حديثنا عنه من باب الإحتمالات والتوقعات مقروناً بأدلة هذه الإحتمالات ولا بد لكي تقبل من القارئ وقبل ذلك أن يكون للكاتب أو القائل حجة عند ربه فيما قال وكتب. أن يربطها بسوابقها ومقدماتها وما هو معلوم أصلاً من معلومات وأحداث في سياقها الخاص بها وفي البيئة المحلية أو الإقليمية أو العالمية المرتبطة بها تأثيراً أو تأثراً.
٥- طرح التوقعات والسيناريوهات المُحتملة لمسار الأحداث بغض النظر عن الرضى بذلك أو الكراهية له ومرجحات ومؤيدات وعناصر القوة في كل احتمال منها والفرص المتاحة له، والعقبات والمعوقات والمهددات ونقاط الضعف في كل احتمال منها وقد تكون كلها بالنسبة له سيّء وأسوأ وقد تكون حسناً وأحسن وقد تكون حسناً وسيئاً.
٦- بلورة المقترحات والحلول التي يراها الكاتب والتي يمكن من خلال الأخذ بها زيادة فرص الإحتمال الذي يسعى لتحقيقه ويحبذ وجوده ويتمنى سيادته وظهوره والتي تقلل في المقابل من إمكانية نجاح الإحتمالات الأخرى التى يتمنى زوالها وفشلها وقد يقترح دمج احتمالين أو أكثر ويطرح سبل تحقيق ذلك.
وبلا شك أن هذه المبادئ العامة لا يحسنها كل من اقتنع بها، فهي تحتاج إلى إطلاع واسع ومتابعة دقيقة وموهبة متميزة في ربط الأحداث ببعضها وكشف العلائق الخفية والإفتراقات المؤثرة فيها وتحتاج إلى فراسة ومهارة ودربة في التعامل مع الأحداث من خلال هذه المبادئ.. ويجب الحذر الشديد من الوقوع في شباك برمجة الإعلام الموجه والموظف بدهاء لقلب الحقائق ومحاربة وإسقاط وتشويه الحق وهو الداء الذي قل من ينجو منه ما بين مقل ومستكثر. وأخيراً أذكر بقول الحق سبحانه وتعالى: {و اتقوا الله و يعلمكم الله والله بكل شيء عليم}
حساب الكاتب على تويتر
عباس شريفة
ماجد الدرويش
رابطة العلماء السوريين
محمد زحل
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة