..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

محافظو إيران.. الخطابة ضد أميركا والفعل ضد الجوار!!

ياسر الزعاترة

٣٠ نوفمبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2970

 محافظو إيران.. الخطابة ضد أميركا والفعل ضد الجوار!!
الزعاترة 0++0.jpg

شـــــارك المادة

من يتابع وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، بخاصة تلك القريبة من دوائر المحافظين؛ وأكثرها كذلك، سيعثر على خطابة استثنائية ضد أميركا لم تكن موجودة قبل اتفاق النووي.

من خامنئي شخصيا، وحتى الفريق العسكري، وجماعة الحرس الثوري والباسيج، وليس انتهاءً بنجم المحافظين المزروع في حكومة روحاني (عبداللهيان)، فضلا عن البرلمانيين وغيرهم، تتلبس القوم حالة من إثبات العداء لأميركا والكيان الصهيوني، ولذلك باتوا يبالغون في الخطابة ضدهما على نحو لم يكن يحدث من قبل.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما تفسير هذه الظاهرة؟ ولماذا يتصاعد خطاب التحريض بدل أن يتراجع بعد اتفاق النووي؟!

ما ينبغي أن ينتبه إليه المعنيون هو أن كل هذه الخطابة ضد أميركا كما نتابعها منذ توقيع اتفاق النووي، لم تجد أية ردة فعل من الدوائر الأميركية، بل يتم تجاهلها بالكامل، وكذلك الحال بالنسبة للكيان الصهيوني.

هناك أكثر من بُعد يمكن الحديث عنه في تفسير الظاهرة المشار إليها، أعني تصعيد الخطابة ضد أميركا والكيان الصهيوني، لعل أولها هو ذلك المتمثل في الحاجة إلى هذا الخطاب لتسويق وتبرير معارك إيران في المحيط، وفي المقدمة سوريا ولبنان والعراق، أي العواصم التي تفاخروا بأنها صارت تحت سيطرتهم.

الأتباع أيضا بحاجة إلى هذا الخطاب، فلديهم إلى جانب غالبية أبناء الطائفة أعداد لا بأس بها من اليساريين والقوميين، يحتاجون هذا الخطاب لتبرير وقوفهم إلى جانب إيران ومعاركها.

البعد الآخر يتعلق بأميركا ذاتها، وبالكيان الصهيوني أيضا، والرسالة الإيرانية مفادها أنه لا يجب الاعتقاد بأن اتفاق النووي سيتبعه تطبيع كامل، ولا بد أن يكون للجزء الأخير ثمنا آخر من النفوذ الإقليمي، أي أن إيران تعول على صفقة أخرى تتبع النووي، يكون ثمنها وقف الخطاب العدائي، لا أن يتوقف الخطاب مقابل مجرد توقيع الاتفاق، وما سيترتب عليه من إنهاء تجميد أموال ورفع للعقوبات، بخاصة أن جدلا لم يتوقف حول هذا البعد الأخير، وما إذا كان ينبغي أن يتم فورا أم على مراحل.

ثمة بُعد ثالث لا يقل أهمية، بل لعله الأهم، يتعلق بالصراع الداخلي بين الإصلاحيين والمحافظين، إذ إن الظهور بمظهر أن المحافظين قد تركوا خطاب العداء لأميركا وإسرائيل بعد اتفاق النووي، سيؤكد فشل مشروعهم الذي كان سببا في العقوبات، وسيعني أنهم غامروا بمشروع سياسي أكبر منهم انتهى به الفشل، بما في ذلك مشروع النووي الذي لم تكن إيران في حاجة إليه أصلا، في حين كان الاتفاق الموقع معروضا منذ ما قبل 2010، ولم يقبلوا به إلا تحت وطأة النزيف في سوريا والعراق، وتاليا اليمن.

الأهم من ذلك كله هو شعور المحافظين بأن مخطط أميركا يقوم على تغيير «ناعم» في الداخل الإيراني، على شاكلة غورباتشوف في الاتحاد السوفياتي، وذلك عبر تحسين فرص الإصلاحيين في الإمساك بالسلطة من خلال إنجاح مشروعهم في استقطاب الجمهور.

وعلى هذه الخلفية يكثر حديث خامنئي وعموم المحافظين عن «الحرب الناعمة» التي يشنها الغرب على إيران، مع لمز متواصل من قناة الإصلاحيين، وصل حد الهجوم المباشر في الأسابيع الأخيرة.

في مقابل هذا الخطاب التصعيدي مع أميركا وإسرائيل، نجد ممارسة هستيرية ضد الجوار، مع خليط من خطاب التهديد والوعيد بحق بعض الدول العربية، لاسيما السعودية وقطر، ومن الإسلامية تركيا.

هنا في حالة الجوار يختلط خطاب التصعيد، مع العدوان المباشر كما في الحالة السورية واليمنية، وكذلك العراقية، وصولا إلى اللبنانية. والنتيجة أن إيران تبدو ذاهبة نحو تفاهمات مع أميركا وإسرائيل، اليوم أو غدا، وذلك بدل أن تذهب نحو تفاهمات مع المحيط العربي والإسلامي، وإذا اعتقدت أن ذلك سينفعها فهي واهمة، فمصير هذه المنطقة ليس بيد أميركا حتى تعطي منها ما تشاء لمن تشاء.

 

 

العرب القطرية

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع