العصر
تصدير المادة
المشاهدات : 3084
شـــــارك المادة
كتب المحلل السياسي الإسرائيلي، يوسي ملمان، في صحيفة "معاريف" العبرية أن بوتين غاضب، فقد وصف العملية التركية بأنها "طعنة سكين في الظهر" و"تعاون مع الإرهابيين"، ووعد أن تكون لهذه الحادثة "آثار خطيرة" على علاقات روسيا وتركيا.
ومنذ أمس، أعلنت موسكو عن وقف التنسيق الجوي مع أنقرة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى إسقاط متبادل للطائرات، وفقا لما أورده. ونتيجة فورية أخرى ستكون وقف إجازات السياح الروس في تركيا. وقد ألغى وزير الخارجية، سيرجيه لافروف، زيارة كانت مقررة لليوم في تركيا ودعا السياح الروس إلى عدم السفر إليها.
وبالفعل، فإن نتالي، شركة السفر الروسية الكبرى التي تقل سياحا إلى تركيا، أعلنت عن وقف بيع الرزم لهذه السياحة.
في العام 2014 زار تركيا نحو 3 مليون روسي، بما يعادل نحو 16 في المائة من إجمالي السياحة الوافدة إلى تركيا. ويمكن الافتراض أيضا بأن بوتين لن يكتفي بإجراءات عقابية تستهدف المس بالاقتصاد التركي، وفقط.
ملابسات الحادثة موضع خلاف، كما كتب المحلل الإسرائيلي. تركيا، التي في الماضي سبق أن تسللت طائرات روسية إلى أراضيها، تدعي بأنها حذرت عدة مرات ثنائي الطيارين الروسيين بأنهما في نطاق مجالها الجوي. وقد تجاهل الطياران الروسيان التحذيرات ولهذا تقرر إسقاطهما بصاروخ جو جو أطلق من طائرات قتالية إف16 من إنتاج الولايات المتحدة.
أما بوتين، بالمقابل، فيدعي بأن الطائرة لم تخترق السيادة التركية ولم تتسلل إلى نطاقها. ووفقا للرئيس الروسي، فإن الطائرة كانت في مهمة قصف ضد مواقع الثوار الإسلاميين، الذين أصلهم من روسيا ويعملون في جبال لاتقيا، الجيب العلوي الذي أرسل السلاح الروسي إلى روسيا لحمايته.
ولكن، في المنطقة التي تعرضت للهجوم أمس وكذا في الماضي تعيش أقلية تركمانية، ترى نفسها مرتبطة بتركيا – عرقيا، لغويا وثقافيا. هذه الأقلية، التي تعد نحو مائتي ألف نسمة، تعارض نظام الأسد وأقامت مجموعات عسكرية تتمتع بدعم الاستخبارات التركية.
ورأى المحلل الإسرائيلي أن أحد الأسباب المحتملة لقرار تركيا الاستفزاز، التورط مع روسيا وتوريط الناتو، هو أن الهجمات الروسية نفذت ضد تلك المجموعات وليس ضد الإسلاميين من أصل روسي.
وتركيا قلقة من أن تؤدي الهجمات الروسية إلى إضعاف الأقليات التركمانية وتسمح للميليشيات الكردية بتوسيع قطاع سيطرتهم الذي ينتشر من شرق سوريا إلى غربها بالتوازي مع الحدود التركية.
وقال إن السبب الأساس لموافقة تركيا مؤخرا على التدخل الفعال في الصراع السوري كان لإقامة حزام أمني بعرض 45 كيلو متر من حدودها في الأراضي السورية ولمنع إقامة كيان كردي، من شأنه أن يهيج الأقلية الكردية الكبيرة في تركيا ويؤدي بها إلى خطوات مشابهة.
إذ ترى تركيا في صد الأكراد مصلحة قومية عليا، ولهذا الغرض فإنها مستعدة لأن تتخذ خطوات للسير على الحافة حيال روسيا، وفقا لتعبير الكاتب.
محمد سرميني
أحمد محمد نعمان مرشد
أكرم البني
إسماعيل ياشا
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة