داود البصري
تصدير المادة
المشاهدات : 6495
شـــــارك المادة
لم يكن التصريح الأخير الذي أطلقه الجنرال الإيراني ومستشار الولي الفقيه للشؤون العسكرية يحيى رحيم صفوي حول مصيرية حرب الجيوش الإيرانية في الشام مجرد تعليق بسيط على واقع ميداني باتت الآلة العسكرية الإيرانية تعتمده في إدامة حربها العدوانية المباشرة ضد الشعب السوري!، بل إنه ستراتيجية واضحة المعالم والأركان تحدد طبيعة التحرك الإيراني وترسم ظلاله ومنعطفاته على خارطة الشرق القديم.
التورط الإيراني العسكري في الحرب السورية قد تجاوز كل المحظورات وأضحى جزءا رئيسيا وفاعلا من ملف إدارة المعركة الإيرانية في الشرق، وهي معركة حاسمة وكبرى لا تتوقف نتائجها وتداعياتها عند الحدود السورية فقط بل إنها معركة دموية/اقتصادية استنزافية حاسمة تتعلق بمصير ومستقبل النظام التبشيري الإيراني والذي وصل لأقصى مجالاته الحيوية بعد أن طالت خطوط مواصلاته وتوسعت كثيرا وامتدت من كابل وحتى بيروت مرورا بعاصمتي الخلافة بغداد ودمشق!، وهو توسع غير مسبوق في التاريخ الإيراني الحديث منذ عهد الأكاسرة قبل خمسة عشر قرنا من الزمان ويزيد! الإيرانيون اليوم يعيشون واقعا استنزافيا رهيبا لطاقاتهم العسكرية المتراكمة ولصفوة قياداتهم الميدانية من مستشاري الجيش والحرس الثوري الذين يقودون المعارك الميدانية ويقدمون الاستشارات ضد الثوار السوريين مدعومين بغطاء جوي روسي كثيف ركز على قصف الأهداف المدنية بهدف نفسي محوره كسر إرادة الثوار وإشاعة الرعب وبث الصدمة في نفوس المعارضين!! ولكن نتائج ذلك الفعل الجوي الإرهابي الروسي قد ارتدت وبالا على المهاجمين على الأرض، إذ شهدت قوات النظام السوري هزائم استراتيجية غير مسبوقة وخسرت سيطرتها على أراض كانت بحوزتها قبل العدوان الروسي وتمت إبادة فصائل كاملة من جيش النظام! وبالتزامن مع سقوط العشرات من قيادات الحرس الثوري (الاستشارية)!! في معارك الشمال السوري؟، وهي خسائر كانت مفاجئة ومرعبة لأركان النظام الإيراني لكونها تشكل هزيمة غير مسبوقة ولا متوقعة لمؤسسة الحرس الثوري التي تحرص على الظهور بمظهر القوة التي لا تقهر والتي تحاول جاهدة فتح فروع إقليمية تابعة لها في العراق وسوريا دون جدوى ولا مردود حقيقي، فقد أنتجت معارك الحرب السورية حقيقة هشاشة الوضع الميداني لقوات النخبة في الحرس الثوري بعد سقوط كبار جنرالاتها الذين لم يبق منهم أحد من الأسماء الشهيرة سوى قاسم سليماني بعد مصرع أركان قيادته، لذلك كان تصريح الجنرال صفوي عن صعوبة ومصيرية الحرب السورية! وحيث حاول التبرير لحجم الخسائر المهولة بالقول من أن إسقاط نظام بشار يعني التوجه المباشر لاستهداف النظام الإيراني!! وهذا تحليل سقيم مجاف للحقيقة تماما ولا يراعي مصالح ودماء وتضحيات الشعب السوري!، فتكليف الجيش والحرس الثوري الإيراني بالدفاع عن نظام طاغي لفظه شعبه وانتفض للخلاص منه تدخل فظ وهمجي في الشؤون الداخلية للشعب السوري، كما أن توجيه عمليات (فيلق القدس) الحرسي بعيدا عن القدس وباتجاه حلب الشمالية!! ليس مجرد إخلال بالبوصلة والتوازن، بل إنه هدف عدواني مرفوض من جميع السوريين لتصبح مقاومة الاحتلال الإيراني هدفا شرعيا ومركزيا لأحرار الشام الذين في المحصلة لا يعنيهم المشروع الإيراني وتمدداته بقدر ما يعنيهم مستقبل بلدهم! القيادات العسكرية الإيرانية المهزومة تحاول تبرير خيبتها وانتكاستها بالنيل من مواقف دول المنطقة وبالتعدي على خيارات السوريين الوطنية الحرة ومحاولة السطو على أحلامهم ومشاريعهم التحررية.. الحقائق الميدانية المستخلصة من تجربة الحرب العراقية/ الإيرانية والتي يبدو أن قيادات الحرس الثوري ومرجعياتها السياسية قد تناستها تقول بشكل واضح من أن كؤوس سم الهزائم المتوالية ستضطر قيادات الحرس الثوري لتجرعها في حربها الإرهابية المعلنة على الشعب السوري!
بوابة الشرق
الحياة
بشير البكر
عمار ديوب
عبد الرحمن ناصر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة