مجاهد مأمون ديرانية
تصدير المادة
المشاهدات : 3709
شـــــارك المادة
الأمر التاسع الذي نطلبه من جبهة النصرة هو المشاركة في عبء الحرب كاملاً، هجوماً ودفاعاً واقتحاماً ورباطاً، والتوقف عن سرقة الانتصارات وعن التهويل الإعلامي الذي اشتُهرت به داعش والذي تسير النصرة على أثره.
قليلون جداً من قرّاء هذه المقالة يعلمون أن أربعة أخماس الجهاد في سوريا هو رباطٌ على الجبهات، والخُمس الخامس وحدَه هو الاشتباكات والاقتحامات. ولا يعلمون أيضاً أن النزيف الأكبر للفصائل -في الأفراد والذخيرة- هو بسبب الرباط الذي يمتصّ هجمات العدو المتكررة على الجبهات يوماً بعد يوم بهدف اختراقها وإعادة احتلال المناطق المحررة. وأقل القليل من هؤلاء القليل مَن يعلم أن النصرة تعتمد سياسة عامة تطبقها في كل المناطق مع استثناءات قليلة، قليلة جداً، وهي رفض المشاركة في الرباط والاقتصارُ على المعارك والاقتحامات.
لماذا؟ لأن كلفة الرباط العالية ليس لها مردود مفيد، أما الهجوم فإنه مربح جداً، فمقابل بضعة استشهاديين تحصل جبهة النصرة على حصة كبيرة من الغنائم! وقد صار مألوفاً للفصائل كلها أن النصرة تصرّ -قبل الموافقة على الدخول في أي معركة- على اختيار المحور الذي يضمن أكبر قدر من الغنائم، وما قصةُ معركة الحامدية ووادي الضيف عنا ببعيد، فاسألوا المجاهدين الذين شاركوا فيها من حركة أحرار الشام يُطْلعوكم على التفاصيل العجيبة، ويخبروكم عن مناورات وألاعيب لا تجوز في شرع ولا قانون للاستئثار بأكبر قدر من الغنائم. وفي غير الحامدية من القصص ما يسوّد عشرات الصفحات.
إننا نطالب جبهة النصرة بأن تشارك في الرباط على الجبهات ولا تُلقي هذا العبء المُستنزِف الثقيل على الفصائل الأخرى، ونعيد تذكير جبهة النصرة (التي ما جاءت إلا لنصرتنا) بأنّ من أهم مظاهر النصرة الحقيقية الرباط على الجبهات وإخلاء المدن من المقرّات. فما للنصرة قد زرعت مقراتها في كل قرية ومدينة ونشرت حواجزها على مداخل المدن ومخارجها كما صنعت داعش يوم بدأت باحتلال المناطق المحررة قبل سنتين؟ هلاّ نقلت ثقلها الحقيقي من المدن إلى الجبهات وتركت الحكم وانشغلت بالقتال؟
أما سرقة الانتصارات فقد صارت حالة مزمنة يشكو منها الجميع، فإن الفصائل تعلم سلفاً أن المعركة التي تشارك فيها النصرة ستُجيَّر إعلامياً لصالح النصرة وسيُمحى أي ذكر لغيرها. وليت جبهة النصرة اكتفت بالسطو على الانتصارات التي شاركت في صنعها مع غيرها، بل إنها تجاوزتها إلى سرقة انتصارات لم يكن لها فيها سهم ولم تطلق فيها رصاصة، كحادثة معبر نصيب المشهورة، يومَ اقتحم مسلّحو النصرة المعبر (الذي لم يشاركوا في تحريره ولا بطلقة واحدة) اقتحموه بقوة السلاح ليحصلوا على صور استعراضية تُظهر عناصر النصرة وراياتها، حتى ظن كثير من أنصار النصرة أنها هي التي قادت المعركة وحققت النصر!
ولو أن الأمر وقف عند سرقة الانتصارات لهان الخطب، ولكنّا وجدنا أن جبهة النصرة تسرق التحالفات وغرف العلميات التي تنضم إليها، كما صنعت مع جيش الفتح. وهو في الأصل غرفة عمليات وليس اتحاداً بين الفصائل، ولكن الاسم أوحى للعامة بأنه تكتل عسكري موحَّد، واستغلت جبهة النصرة وجودَها فيه فنشّطت المعرّفات والحسابات التويترية والفسبوكية حتى كرّست في أذهان الناس أن جيش الفتح هو جبهة النصرة، فلا يكاد أحدٌ يتذكر اليومَ أن النصرة واحدةٌ من سبع مجموعات تشكل هذا الكيان، وأن عدد مقاتليها فيه يتراوح بين ربع وخُمس عدد مقاتليه.
إذا كانت جبهة النصرة جزءاً من هذا الجسم الكبير فلماذا غطّت سماءَ إدلب بأعلامها السوداء، فكانت تلك رسالةً أرسلتها للعالم بأنها هي جيش الفتح وأنها الطرف المسيطر على المدينة وأنها صانعة الانتصار؟
سألوني عن جبهة النصرة -11-
سألوني عن جبهة النصرة -10- ملحق سألوني عن جبهة النصرة -10- سألوني عن جبهة النصرة -9- سألوني عن جبهة النصرة -8- سألوني عن جبهة النصرة -7- سألوني عن جبهة النصرة -6- سألوني عن جبهة النصرة -5- سألوني عن جبهة النصرة -4- سألوني عن جبهة النصرة -3- سألوني عن جبهة النصرة (1،2)
الزلزال السوري
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة