حذيفة عبد الله عزام
تصدير المادة
المشاهدات : 6615
شـــــارك المادة
ولعل الدافع لكتابتها هو أن فريقاً يأبى إلا أن ينسب الفضل كله لنفسه وﻻ يذكر شيئاً عن جهاد اﻵخرين وتضحياتهم، بل ينكر دورهم تماماً ومن غلاة هذا الفريق من ﻻ يرى الجهاد إﻻ في جماعته وﻻ يعتبر اﻵخرين من المجاهدين وﻻ يعبأ لجرحاهم وﻻ يعتبر قتلاهم من الشهداء، ثم حين تذكر له جهاد اﻵخرين وتذكره به ينكره ويقلب الحقائق ويصور للناس أن المعركة تبدأ حين يلج فصيله أرض المعركة، فإذا ذكرت من باب اﻹنصاف وإحقاق الحق أن المعركة على أشدها منذ ثلاثة أسابيع وأن عشرات الشهداء قد سقطوا بمن فيهم قادة ألوية وأن المستشفيات تعج بالجرحى أجابك بغمط الحق والنكران واﻻزدراء ونبرة التعالي والكبر: هؤﻻء يقاتلون بالتاو اﻷمريكي وﻻ يخوضون حروباً وﻻ معارك!!!
بل أكثر من ذلك فمنذ ثلاثة أسابيع وأنا أراقب معرفاتهم علها تأتي على ذكر المعركة التي حصدت أكثر من ثلاثين دبابة من دبابات العدو أو يذكر شهيدا من الشهداء وبضعة شهداء منهم قادة ألوية أو يذكر الجرحى فما وجدت ذكرا للمعركة وﻻ نعيا لشهيد وﻻ مواساة لجريح وليت اﻷمر وقف عند هذا الحد!!! بل تجاوزه إلى أبعد من ذلك ففي الوقت الذي عذرنا فيه فصيلهم واحترمنا اجتهاده في اختياره لمعركة حماة وتقديمها على حلب في اﻷهمية ومضينا نحرض ونجمع الجهود ونحشد للحفاظ على حلب من السقوط وقد حشد العدو لها من كل حدب وصوب وكنا ندعو الله لهم بين يوفقهم وينصرهم في معركة حماة لم نجد ذكرا في معرفاتهم لمعركة حلب ولم نجد أدنى اهتمام بها وبأخبارها ونتائجها ولو من قبيل المجاملة، وحين تعثرت أمور جيش الفتح في حماة ﻻجتهادات لم نأت على ذكر تلك الخلافات ﻻ من قريب وﻻ من بعيد حفاظا على معنويات المسلمين ورفعا لمعنويات المجاهدين وأملا منا بالله أن يقارب بين وجهات النظر ويوافق بين تلك اﻻجتهادات ويمضي جيش الفتح بإذن الله واثق الخطى نحو النصر والتمكين. كل هذا والقوم مع اﻷسف الشديد لم يلتفتوا من قريب أو بعيد لمعارك إخوانهم في حلب وقد التمسنا جميعاً لهم العذر بأنهم مشغولون في جهادهم في ساحة حماة منهمكون بالعمل هناك فبارك الله فيهم وسدد خطاهم، لكن الذي جرى باﻷمس أن القوم بارك الله فيهم وجزاهم عن الجهاد والمجاهدين خير الجزاء دخلوا ساحة المعركة في الريف الجنوبي ولعلهم أدركوا خطورة الوضع فنفروا وآزروا وكل ذلك يحسب لهم وهنا خرجت اﻷقلام من عقلها وانطلقت المعرفات والحسابات التي ظلت صامتة مدة عشرين يوماً من المعركة وليتها انطلقت بحكمة ورشد وسأنقل لكم بالحرف ما دار في تلك المعرفات وجعلني أغرد بضع تغريدات أشهد الله ماقصدت بها سوى اﻹنصاف وذكر فضل من تعمد طمسهم وغمط حقهم: (أفسحوا الطريق لنعلمكم أصول الاقتحامات!! الليلة فقط بدأت المعركة!! ظل الجيش في تقدم حتى وصل الفصيل الفلاني فتوقف!! كل ما كان في اﻷيام الماضية خسائر وهزائم وانسحابات واﻵن جاء الفصيل الفلاني فتوقف الجيش، جاء ليعلمكم أصول الاقتحامات) غردت بضع تغريدات دون التطرق ﻷحد ودون التعرض ﻷحد ودون اﻻنتقاص من أحد مذكرا بدماء سالت وشهداء سقطوا وتنكيلا في العدو حصل وأن المعركة على أشدها منذ أسابيع وهنا ومع شديد اﻷسف بدأت تلك المعرفات تهاجم بشكل صريح ومباشر فصار مجرد التذكير بأن المعركة لم تبدأ الليلة خروجا عن اﻹنصاف وصار التذكير بالتضحيات التي بذلت في اﻷيام الماضية خروجا عن اﻹنصاف وصار التذكير بفضل اﻵخرين الذي تعمد طمسه وغمطه خروجا عن اﻹنصاف، فاﻹنصاف تمجيد فصيل وطمس الباقي!!
يا من تطالب باﻹنصاف: أنا ﻻ أفهم من مطالبتك باﻹنصاف إﻻ أنك تعني فصيلك وﻻ أحد غيره وهذا المعنى فهمته منك نظريا وعمليا ففي الوقت الذي كان فيه.
فصيلك خارج المعركة لم تأت على ذكرها ولم تذكر أخبارها ولم تولها اهتمامك ولم تنع شهداءها ولم تواس جرحاها وحين دخل فصيلك المعركة انطلقت اﻷقلام، وصدحت المعرفات وغرد المغردون، فأي الفريقين أحق بأن يطالب باﻹنصاف؟!! كان تذكيري بما بذل في اﻷسابيع الماضية عين اﻹنصاف وسكوتك عنه عين اﻹجحاف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حساب الكاتب على تويتر
منير محمد الغضبان
مهدي محمود
زهير سالم
مجاهد مأمون ديرانية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة