عبد المنعم زين الدين
تصدير المادة
المشاهدات : 6652
شـــــارك المادة
تتفق أغلب سيناريوهات ألعاب القتال الإلكترونية المدبلجة، على رسم طريق للاعب الذي ينتحل وظيفة المقاتل المناضل، ويتعاقب عليه ظهور الأعداء المجرمين، الذين يجب عليه التغلب عليهم لمتابعة الطريق، والملاحظ أن قوة الأعداء تزداد مع كل مرحلة يتخطاها المقاتل، إلى أن يصل في النهاية إلى مرحلة القضاء على زعيم العصابة، الذي غالباً ما يتميز بوسائل قتالية أكثر تطوراً، مع ملامح وجه قبيح، ويحتاج المقاتل لقدر من الذكاء وقوة الأعصاب ومعرفة مكامن الحيل عند العدو، حتى يتمكن من القضاء على زعيم العصابة، ويحرز النصر.
الثورة السورية ليست لعبة، ودماؤنا ليست لعبة، لكن في الحقيقة هكذا يتعامل معنا الأعداء وبنفس السيناريو، قدّموا لنا عميلهم بشار الفأر فانتصر الشعب عليه منذ بداية الثورة في المظاهرات السلمية، وهزموا جيشه وأخرجوه من 70% من مناطق سورية، بأسلحة فردية خفيفة، فكان أن قدموا عدواً آخر لمرحلة ثانية تمثل في إيران وحزب اللات الذين خاضوا المعركة عبر ميلشياتهم في مناطق عدة ضد ثوار سورية، وبعد ثبات ونضال وجهد ومصابرة، استطاع الثوار أن ينتصروا على هذا العدو أيضاً، فكان أن ظهر زعيم العصابة بوجهه الحقيقي القبيح، الدب الروسي، ليجرب نفسه في آخر فصول اللعبة علّه ينجح فيما فشل فيه جنوده وأتباعه المتساقطون.
أما التنين الصيني فما دوره في اللعبة إلا كالعدو الوهمي الجبان الذي ينسحب بمجرد القضاء على زعيمه، أو يترك لزعيمه القيام بالمهمة، حيث لا دور له.
وعلينا أن ندرك أن الشعب السوري الثائر البطل -الذي تجاوز كل المراحل السابقة، وتخطاها بنجاح منقطع النظير أمامه الآن التحدي الأخير، وعليه أن يتعامل معه بذكاء وقوة وصبر، وأن لا يسمح لزعيم العصابة بالتغلب عليه كي لا تعود القوة والروح إلى الأعداء الذين سبق وأن كسر شوكتهم.
وهذا يدفعنا لمزيد من رصّ الصفوف والعمل الجماعي المنظم، والتحلي بمزيد من الصبر إزاء ما تبقى من عمر المعركة الحاسمة، التي ستكون لها الكلمة الفصل في تقرير هوية المنتصر والمنهزم.
شبكة سوريا 24
مجاهد مأمون ديرانية
نجوى شبلي
فداء السيد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة