..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ولا تهنوا في ابتغاء القوم

رابطة خطباء الشام

١٦ أكتوبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8570

ولا تهنوا في ابتغاء القوم
bnr-l1.jpg

شـــــارك المادة

مقدمة:

بعد سكون بعض الجبهات واشتعال بعضها، واستنفارِ المجاهدون لإخوانهم ممن ركنوا عن متابعة الجهاد وملاحقة أعداء الله رغم امتلاكهم للسلاح والعتاد، كان لابد من الرجوع إلى آيِ القرآن لنشاهد بعض الظروف المشابهة لواقع الحال..
ونرى أن المجاهد لا يُقْعِدُه عن متابعة الجهاد تبطئة ولا تخذيل، ولا خلل في الصف، ولا وعورة في الطريق، ولا قوة للعدو..
ونرى كيف أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يستمر في الجهاد والقتال حتى ولو بقي وحده..
وكيف أمره بأن يحرض المؤمنين ليكفَّ الله بهم بأس الذين كفروا.

فيا أيها المجاهدون ممن هدأت جبهاتهم، إليكم هذا البيان الرباني الذي يوضح لكم الطريق كما أوضحه من قبل لنبيكم وأصحابه، لتسيروا عليه كما سار، فتصلوا كما وصل.
عناصر الخطبة:
1- التزام الدفاع يُضعِفُ النفس ويوهن العزيمة، وبغزوهم تعلو الهمة وتقوى الشكيمة.
2- وحرض المؤمنين.
3- افتحوا الجبهات فإنها رحماتٌ ولعنات.


1- التزام الدفاع يُضعِفُ النفس ويوهن العزيمة، وبغزوهم تعلو الهمة وتقوى الشكيمة:
(وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [النساء: 104].
لو قرأنا الآيات التي جاءت قبل هذه الآية - اضغط هنا: وهي الآيات من 95 إلى 104  من سورة النساء – [ولو قرأها الخطيب على المنبر لكان أوضح للمعنى وأبين للأثر] لوجدنا أنها تتكلم في شأن الحرب وما يقع فيها، وبيان كيفية الصلاة في أثنائها وما يراعى فيها إذا كان العدو متأهبا للحرب من اليقظة وأخذ الحذر وحمل السلاح، وبين للمؤمنين في هذا السياق شدة عداوة الكفار لهم، وتربصِهم غفلَتَهم وإهمالَهم؛ ليوقعوا بهم، (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً ..) [النساء: 102].
بعد هذا كلِّه نهى الله عن الضعف والوَهَنِ في لقائهم، وأقام الحجة على كون المشركين أجدر وأولى بالخوف من المؤمنين; لأن الألم والمشقة في القتال والاستعداد له يستوي فيه المؤمن والكافر، ولكن المؤمن يمتاز بأن عنده من الرجاء بالله ما ليس عند الكافر، فهو يرجو منه النصرَ الذي وعد به، ويعتقد أن الله قادر على إنجاز وعده، ويرجو ثواب الآخرة على جهاده؛ لأنه في سبيل الله، وقوةُ الرجاء هذه تخفف كل ألم وربما تُذْهِلُ الإنسانَ عنه وتُنْسِيَهُ إياه. (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ...)
إنه أمرٌ بالهجوم أيها المجاهدون الأبرار، الهجوم وليس الدفاع!! لا تضعفوا في طلبهم وملاحقتهم، وذلك أن الذي يلتزم الدفاع في الحرب تَضْعُفُ نَفْسُهُ وتَهِنُ عزيمتُه، أما الذي يوطن نفسه على المهاجمة تعلو همتُه، وتشتدُ عزيمتُه، فالنهيُ عن الوهن نهيٌ عن سببه، وأمرٌ بالأعمال التي تضادُّهُ، فتحول دون عروضه (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [النساء: 104].
عليكم بالعزيمة وعلو الهمة والهجوم وطَلَبِ العدوِّحتى لا يُلِمَّ بكم الوهنُ والضعفُ، 
فإن كنتم تألمون فإنهم يألمون كما تألمون; لأنهم بشر مثلكم، يعرض لهم من الوجع والألم مثل ما يعرض لكم، ولكنكم ترجون من الله ما لا يرجون لأنكم تعلمون من الله ما لا يعلمون، وتخصونه بالعبادة والاستعانة وهم به مشركون، وقد وعدكم الله إحدى الحسنيين النصر، أو الجنة بالشهادة إذا كنتم للحق تنصرون، فأنتم إذن أجدر بالمهاجمة، فلا تهنوا بالتزام خطة المدافعة، وكان الله عليما حكيما وقد ثبت في علمه المحيط، واقتضت حكمته البالغة، ومضت سنته الثابتة، بأن يكون النصر للمؤمنين على الكافرين، وما داموا بهديه عاملين، وعلى سننه سائرين.  [انظر تفسير المنار5/317].
إنها لمسة قوية عميقة التأثير في التشجيع على الجهاد في سبيل الله في وجه الآلام والمتاعب التي تصيب المجاهدين.
وبهذا التصوير يفترق طريقان ويبرز منهجان ويصغر كل ألم، وتهون كل مشقة. ولا يبقى مجال للشعور بالضنى وبالكلال.. فالآخرون كذلك يألمون، ولكنكم ترجون من الله ما لا يرجون!
ولو نظرنا إلى الآيات التي قبلها وهي في نفس السياق، لوجدنا فيها تحذير وتهديد لمن يظلون قاعدين: (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا* إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [النساء: 95-97].
ثم تلتها فقرة أخرى عن ضمان الله سبحانه لمن يهاجر في سبيله، منذ اللحظة التي يخرج فيها من بيته، قاصداً الهجرة إلى الله خالصة سواء من دار الكفر وهي مكة حينئذٍ إلى دار الإسلام وهي المدينة، أو كانت هجرته من مواقع القتل والتعذيب والاعتقال إلى موضع يأمن فيه على دينه وأهله، أو هاجر ليفسح المجال للمجاهدين بأن يقاتلوا عدوه وعدوهم، لقد عالج القرآن فيها كل المخاوف التي تهجس في النفس البشرية وهي تُقْدِمُ على هذه المخاطرة المحفوفة بالخطر، الكثيرة التكاليف في الوقت ذاته.. (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [النساء:100].
وتليها فقرة أخرى تتكلم عن كيفية الصلاة عند الخوف في ميدان القتال وتدل هذه العناية بالصلاة في هذه الآونة الحرجة، على طبيعة نظرة الإسلام إلى الصلاة، وعلى أن المجاهدين أحوج ما يكونوا إلى الاتصال بالله في أحلك الظروف وأقسى المشاهد..
إنه المنهج القرآني الرباني في التعامل مع النفس البشرية في قوتها وضعفها ويعرف كيف يكوِّنُها ويُنْضِجُها.
2-وحرض المؤمنين:
قال تعالى: (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا)[النساء: 84].
في هذه الآية والتي قبلها تبرز لنا ثلاثة ملامح مهمة كانت في الصف المسلم آنذاك، ونحن نجدها اليوم في صفنا، فلنرى كيف عالج الله تلك المشكلات:
الملمح الأول:
يبرز لنا مدى الخلخلة في الصف المسلم وعمق آثار التبطئة والتعويق والتثبيط فيه، وربما كان هذا بين معركة أحد والخندق، فهذه أحرج الأوقات التي مرت بها الجماعة المسلمة في المدينة، بين مكر المنافقين، وكيد اليهود، وتحفز المشركين، وعدم اكتمال التصور الإسلامي ووضوحه وتناسقه بين المسلمين! 
وعندما تقرأ الآيات تتبين لك هذه المعاني – اضغط هنا: الآيات من 70 إلى 85  من سورة النساء – فهناك عيوب كانت قائمة في صف المسلمين ومن أول الآيات والتقويم مستمرٌ لهذه العيوب.
الملمح الثاني:
قوة بأس الذين كفروا يومذاك والمخاوف المبثوثة في الصف المسلم..
فالآيات تبين لنا مدى المخاوف والمتاعب في التعرض لقتال المشركين يومذاك.. حتى ليكون أقصى ما يعلق الله به رجاء المؤمنين: أن يتولى هو سبحانه كف بأس الذين كفروا فيكون المسلمون ستاراً لقدرته في كف بأسهم عن المسلمين.. مع إبراز قوة الله- سبحانه- وأنه أشد بأساً وأشد تنكيلاً..
الملمح الثالث:
كذلك تبرز لنا حاجة النفس البشرية وهي تُدفَع إلى التكاليف التي تشق عليها، إلى شدة الارتباط بالله وشدة الطمأنينة إليه وشدة الاستعانة به وشدة الثقة بقدرته وقوته.. فكل وسائل التقوية غير هذه لا تجدي حين يبلغ الخطر قمته. وهذه كلها حقائق يستخدمها المنهج الرباني والله هو الذي خلق هذه النفوس، وهو الذي يعلم كيف تُرَبَّى وكيف تُقَّوَى وكيف تُسْتَجاشُ وكيف تستجيب..
فمع هذه الملامح الثلاثة وغيرها تأتي قمة التحضيض والاستجاشة للجهاد الذي لا يُقْعِدُ الفردَ عنه تبطئةٌ ولا تخذيلٌ، ولا خللٌ في الصف، ولا وعورةٌ في الطريق، ولا قوةٌ للعدو،
حيث يوجه اللهُ الخطابَ إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم بأن يقاتل ولو كان وحيداً ( فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ )، وفي الوقت ذاته يحرض المؤمنين على القتال.. (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا) [النساء: 84].
3- افتحوا الجبهات فإنها رحماتٌ ولعنات
أيها المجاهدون: لا يقعدكم عن الجهاد قوة للعدو ولا وقف للدعم ولا وصاية من الخارج، ليكن شعاركم أقاتلهم وحدي حتى تنفرد سالفتي، ألا فحركوا جبهاتكم، وأشغلوا عدوكم، وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، ولا تضعفوا في طلبهم وابتغائهم..
إخوانكم في باقي الجبهات يستنصرونكم ويستنفرونكم، وقد تعودوا منكم مسابقتهم في انتصاراتهم،
ألا لا تجعلوا أعداء الله يستفردون بهم فينتهون منهم ليبدأوا بكم، اعلموا أن الله يقول: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ..) [الأنفال:72].
واعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ..) [البخاري: 6951].
ألا لا تسلموا إخوانكم لمجرمين يستأصلوا شأفتهم، هيا انفروا إلى ساحات العزِّ وكونوا أصحاب قرار فعدوكم اليوم يهابكم..
لا تنظروا إلى المناطقيات التي قتلتنا، والمسميات التي أخرت نصرنا،
لقد اجتمع على إخوانكم من بأقطارها، دروز، ولجان شعبية، ومليشيات شيعية، ومجوسُ إيران، ومرتزقةٌ أفغان، والشيوعيون الروس، والصينيون والأمريكان ... ومنافقوا العرب، اجتمع هؤلاء رغم اختلاف مللهم ونحلهم، أفلا تجتمعون أنتم ودينكم واحد؟!

لن يوقف زحف شآمنا للنور علجٌ ولا فُجَّارُ
دمٌ بدمٍ، هدمٌ بهدمٍ، يومٌ بيومٍ، عُقِدَ القرارُ
إنا لصُبُرٌ في الجهاد وإننا يوم الكريهة كلُّنا أحرارُ
سلوا التاريخ عن شامنا  تأتيكم من شذا سطوره الأخبارُ
هنا اليرموكُ، هنا أجنادينُ، هنا أجدادُنا صاروا
هنا أبو بكر، هنا عمر، هنا أبناءُ عائشةَ الأخيارُ
هنا ليوثُ عَوَادٍ قد أتَوا  قد ضاقت بهم الدار
فيا دعيُّ اترك أرضنا، ويا كسرى خلي شامنا وإلا فالنارُ
وإن جَمَعَتْنَا بكم ساحُ الوغى فشربُ دمائكم سنختارُ
وستعلمون حين لقائِنا العزُّ لنا ولغيرنا العارُ
هل يستوي يا قومنا من يقول ياربُ يا قهارُ
وسافلٌ خرًّ مُقَبِّلاً للنعل يقول ربيَ بشارُ؟! 

فيا أهل الشام طوبى لكم.. جمِّعوا قواكم.. شُدُّوا من أزر بعضكم.. افتحوا جبهاتكم.. أروا الله من أنفسكم خيراً

والله لتُنْصَرَنَّ سوريا رغم أنفك يا أسد
والله لتُنْصَرَنَّ سوريا رغم أنفكِ يا إيران
والله لتُنْصَرَنَّ سوريا رغم أنفكِ يا روسيا
والله لتُنْصَرَنَّ سوريا رغم أنوفكم يا خوارج
فيا أيها المجاهدون الأبرار:
أحيوا سُنَّةَ جدكم عمر.. اضربوا الرأس.. فإن الشيطان يسكنها
يا أبناء الشام:

حثالةُ البغي صالت فأين عهدُ الحواسم
نسوا بأنكم أباةٌ تذودون ذود القشاعم
نسوا بأن أجدادكم وطئت بالخيل عرش الأعاجم 

نسوا بأن نساء الشام أنجبن رجالاً كخالد وأبي عبيدة والقعقاع والعباس وحمزة..
وأن راية الفاروق لن تهزمها راية أبي لؤلؤة المجوسي ولا راية الروس ولا غيرهم بحال..
وأن الفروج التي نذرت نفسها للمتعة لا يمكن بحال أن تنجب أبطالاً كأبناء عائشة في النزال..
لن يستويَ الطرفان من أي وجه كان..
إن الله متمُّ نوره ولو كرهوا.. هذا وعد ربنا.. فورب السماء والأرض إنه لحقٌ مثلما أنكم تنطقون إنه لحق لأن الله قال: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [المجادلة: 21].
إنه لحق لأن الله قال: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) [الأنبياء: 105].
فاغزوهم كما يغزونكم..
صولوا عليهم كما يصولون عليكم..
نالوا منهم كما ينالون منكم..
ولستم سواءً .. قتلاكم بإذن الله في الجنة ، وقتلاهم في النار وبئس القرار (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ)
إنه حبُّ الجهاد التي تجذَّرت في القلوب، فأينع أقواماً يسيرون على الأرض كأنهم ليسوا من أهلها، تسابقهم النظرَ كرة أو كرتين ثم لا تملك إلا أن تقف أمام روعتهم عاجزاً متسائلاً مستفهماً، أنجومٌ همُ؟ أشموسٌ همُ؟ أم أنهم بشرٌ أمثالنا؟
وإنها دعوة الإسلام التي أنجبت أبا بكرٍ الصديق
وعمرَ الذي أغصَّ كسرى بالريق
وعثمان الصابرَ على مُرِّ المذيق
وعلياً بحرَ العلمِ العميق
إنها الدعوة التي حمل لواءها خالدُ بن الوليد
وبذل مهجته في سبيلها البراءُ الصنديد
وحمل سيفها مُصْلَتاً أبو عبيدة يضربُ كل كافر عنيد
ويصون عقيدتها الأخيارُ فحدث بربك عن سعد وسعيد
هي الدعوة العالمية التي لا تعرفُ للعقم سبيلا
ولَّادةٌ ملأت الدنا أبطالاً.. أسماؤهم باتت للسالكين دليلا
تنالُ من عنق الكفور ولا تبغي لسوى ذلك تغييراً ولا تبديلا
وافتح من تاريخ أمتنا صفحات سيعييك حصرها لأقوامٍ مضوا فداءَ أمتهم لا يعرفون خَوَراً كلهم أُسدُ غاب، يرفعون رايةً واضحة صلبها التوحيد لا جاهلية فيها ولا التباس.
إنها دعوة الإسلام التي لا تعرف الحلول الوسط ولا أنصاف الحلول ولا تقبل المزاحمة أبداً أبدا،
وتأبى إلا الظهورَ والغلبة..
تحملُ بين جنباتها قرآناً يهدي.. سيفاً يقوِّمُ وينقِّي.. شعارها قول الحقِّ:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) [التوبة: 73].
 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع