أحمد موفق زيدان
تصدير المادة
المشاهدات : 3791
شـــــارك المادة
الاستراتيجية الإعلامية مطلوبة دائماً ويتضاعف طلبها وأهميتها خلال الحروب، فكيف إن كانت الحرب المشنونة من قبل دولة كبرى كروسيا ومعها إيران والمليشيات الطائفية ويتوقع أن تنضم إليها دول أخرى كالصين كما تروج إيران لذلك، كل هذا يستدعي استراتيجية إعلامية ثورية موحدة ومركزة ونشطة يتم السهر عليها ليل نهار، وسيكون من الرائع لو تم إطلاق غرفة عمليات إعلامية مشتركة وموحدة تضم كل الفصائل الثورية والجهادية والناشطين بحيث يفرز كل فصيل أو جماعة أو مؤسسة عضواً منها لتشكيل غرفة عمليات إعلامية مشتركة على الفيس بوك أو الواتس آب، وتقوم هذه الغرفة بدرس كل المعطيات السياسية والعسكرية اليومية وتقديم النصائح على الناشطين على الفيس بوك والتويتر وغيرهما ليخدم بذلك المستوى المحلي السوري، أو المستوى العربي أو الدولي من دفع لأكاذيب الروس والإيرانيين والغزاة المعروفين بها على امتداد تاريخهم أو التأكيد على أن هذا الغزو وهذا العدوان لا يستهدف الشام بقدر ما يستهدف دول الجوار وتحديداً تركيا، بالإضافة إلى تحديد هاشتاغات أسبوعية أو يومية أو شهرية ترد على كل شبهات وأكاذيب الغزاة.. هنا أود طرح بعض الأفكار التي أعتقد أنها مهمة وعاجلة بحيث تخدم الاستراتيجية الإعلامية آملاً من الزملاء مناصري الثورة الشامية التي غدت ثورة الأمة الآن بلا منازع، الإدلاء بدلوهم وطرح أفكارهم لعلنا نصل إلى استراتيجية إعلامية ولو بالخطوط العريضة، بحيث نستطيع أن تخفف عن شعبنا ونعجل بالنصر بإذن الله ونسحق العدوان والغزو الأجنبي.. 1- التأكيد على أن المستهدف من العدوان الروسي هو الجماعات الإسلامية وليس داعش كما يتشدق بذلك الدب الروسي، وحبذا أن يرافق ذلك توضيحات وانفوغرافيك عن وجود داعش وبُعدها عن المناطق المستهدفة من قبل الروس، وهنا لا بد من التذكير المستمر بتصريحات بوتين ولافروف من أنهم قدموا لحماية عصابة بشار الأسد، ولو كان الروس جادون في محاربة داعش لانضموا إلى الحلف الدولي أولاً وثانياً لنشروا قواتهم وأسلحتهم في العراق المحتل إيرانياً والأقرب جغرافياً إلى معاقل داعش، فضلاً على طبيعة الانتشار العسكري الروسي في اللاذقية الذي يوحي بشكل واضح أن الهدف أكبر من الشام، حيث نشرت روسيا صواريخ مضادة للطائرات والكل يعلم أن المعارضة تتلقى ضربات الطيران وليس لديها ما يستدعي نشر منظومات دفاع جوي... 2- التذكير اليومي بأن ضربات العدوان الروسي أو الاحتلال والغزو وهي المصطلحات التي ينبغي أن ترافق كل كتاباتنا وتصريحاتنا وبياناتنا، مع التذكير دائماً أيضاً بالخسائر في صفوف المدنيين واستهداف العدوان للبنى التحتية من مشافي وغيرها، ونشر الصور ومقاطع الفيديو الموثقة لذلك، مع تشجيع الصحافيين الأجانب للمجيئ إلى سورية وتوفير الحماية الأمنية لهم من أجل عكس العدوان الروسي واستهدافه للمناطق المدنية، وتكذيب دعايته في استهداف داعش، وإن كان الغزو والعدوان هو كذلك لا فرق في استهدفه داعش أو غيرها ما دام الاستهداف للأراضي السورية. 3- رصد كل ما يتناقله الإعلام الروسي والغربي بما يتعلق بظلم هذه الحرب، أو بعكس استطلاعات الرأي الروسية المعارضة لها، وهنا لا بد من مقاطعة كل ما يمت للإعلام الروسي بصلة، فهو قد يقوم بزيارة مخيمات اللاجئين في دول المهجر أو في غيرها من أجل تزوير الحقائق كالقول إن اللاجئين يهربون ويفرون من داعش وليس من بطش النظام، تماماً كما روجت وسائل إعلام غربية كاذبة عن هروب اللاجئين للغرب بسبب داعش، مع مقاطعة أيضاً كل استطلاعات واستبيانات الرأي المزيفة في المواقع الروسية أو مثيلاته، و من يؤيدها، لأنها تحقق لهم شعبية وحضورا، وهي تنضح كذباً كما حصل في استبيان لأحد المواقع أخيرا حيث تستطيع أن تدخل آلاف المرات وتصوت فيه، ولذا لا بد من التأكيد مجدداً على بدهية بالنسبة للثوار ولكن لا بد من مواصلة الطرق عليها والتذكير بها عالمياً، وعلى من يرافق أو يترجم لصحافي أجنبي أن يجره إلى ما يخدم الثورة، وسورية، ويطرح عليه مواضيع وتقارير تحقق له سبقاً إعلاميا مع خدمة للثورة، وهذا يتأتى من خلال النصائح وتبادل الرأي في غرفة العمليات المشتركة أو من خلال النصائح الثنائية والثلاثية بين النشطاء والخبراء. 4- تظهير مواقف وفتاوى وبيانات العلماء والمشايخ عن عدوانية روسيا وحلفائها، ودعوة السوريين للنفير العام وقتال الروس كما أعلن عن ذلك علماء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعلماء الشام وعلى رأسهم كريم راجح حفظه الله وكذلك علماء المملكة العربية السعودية، وإجراء لقاءات مع العلماء والمشايخ بشكل متواصل للتأكيد على ضرورة الجهاد وبكل أنواعه ضد الغزاة، وهنا لا بد من تغطية كل جهد إسلامي ومشيخي وسياسي في العالم يؤيد الثورة ويدين الغزاة، والإشارة إلى كلام الكنيسة الأرثوذكسية عن قدسية هذه الحرب العدوانية التي يشنها بوتين على الشعب السوري وفضحها من خلال لقاءات بطارقة ومسيحيين سوريين، ورفضهم لها. 5- لا بد من ربط الجرائم الروسية اليوم في الشام بجرائمهم في أفغانستان والشيشان، فذكريات أفغانستان تقض مضجعهم لأنها ستُعيد الأذهان إلى جريمتهم التي لا تزال غضة في عقول الجيل، كما أنهم يخافون ويخشون من تكرار العقدة الأفغانية، والتذكير بهذه الجريمة يقلق الداخل الروسي أيضاً، ويحول العداء الإسلامي السني إلى روسيا بعد أن كان لأميركا والغرب مع تحريك الرأي العالم الإسلامي وهو سني في داخل روسيا، والسعي إلى عزلها تماماً بمقاطعة كل مؤتمرات كاذبة تعقدها عن الإسلام ومحاربة ما يوصف بالإرهاب وافتتاح مساجد بينما تدمرها في الشام. 6- التنسيق المتواصل مع الجماعات الجهادية والثورية في تغطية المناطق المقصوفة والمستهدفة، بحيث لا يتم الكشف عن المواقع العسكرية، للحؤول دون إعطاء إحداثيات دقيقة للمعتدين فيستغلون في تصويب قصفهم، والاكتفاء بتغطية قصف المناطق المدنية وإبراز ضحاياها، مع تغطية مظاهرات واحتجاجات أهالي المنطقة ضد الروس وعدوانهم على الشعب السوري، وتغطية الفارين والنازحين عن المناطق المستهدفة. 7- تجنب الوقوع في فخ الغزو الروسي من أن المستهدف هو من هذا الفصيل وليس ذاك الفصيل، الذي سيعطي انطباع على أنهم عملاء وخونة ووو، وهو ما حرص عليه الروس أيام الجهاد الأفغاني مما يثير الفتنة والخلاف والشقاق وسط المجاهدين والثوار، فالسكين الروسية الغازية والمعتدية على رقاب الجميع وتأخرهم في ضرب فصيل دون آخر إنما يندرج ضمن هذه اللعبة الخبيثة، والاستجابة لها هو خدمة لها ويحقق أغراضها..
أخيراً لا بد من التأكيد على أن المعركة طويلة وليست قصيرة وبالتالي لا بد أن نستحضر سياسة واستراتيجية النفس الطويل، وحشد الطاقات كل طاقات الشعب السوري ومعه الشعوب العربية والإسلامية لمواجهة هذه المحرقة النازية الروسية، وأن الهدف هو الجميع تماماً كما حصل في أفغانستان، ولذا فلا بد من تجييش وحشد طاقات الجميع للمعركة الفاصلة، وهذا لا يتأتى فقط من خلال الاستراتيجية الإعلامية وإنما من خلال استراتيجية مشيخية توضح حقيقة المعركة للرأي العام العربي والإسلامي من خلال خطب الجمعة والمؤتمرات والمحاضرات وغيرها...
المسلم
عبد الرحمن خضر
عبد الناصر العايد
عادل مالك
عوض القرني
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة