رندة تقي الدين
تصدير المادة
المشاهدات : 2755
شـــــارك المادة
فجأة استيقظت الدول الأوروبية على اللجوء السوري الذي بدأ منذ أن شن بشار الأسد حربه على شعبه ودفعت براميله إلى اللجوء إلى الخارج والتشرد. لبنان تحمل أكثر من مليون لاجئ. وهو عبء كبير لبلد يعاني من انقسام سياسي عميق ومن أوضاع اجتماعية واقتصادية مزرية. والأردن وتركيا تحملا أيضاً عبئاً كبيراً.
لكن كل ذلك بفعل حرب أرادها الأسد وكان بالإمكان تجنبها والتجاوب الحقيقي مع مطالب الشعب بالحرية والإصلاح. بيد أن عائلة الأسد لا تعرف معنى الحرية. فكلما تحدث سوري أو لبناني عن الحرية إما اعتقلته وعذبته أو اغتالته أو قصفته بالبراميل القاتلة. والآن وأوروبا تتنازع حول توزيع ١٥٠ ألف لاجئ سوري في دولها، يتنافس الأوروبيون لزيارة اللاجئين في الدول التي تستضيفهم لإطلاق الوعود بمساعدتهم ودعمهم في وقت يتدفق اللاجئون ويخاطرون بحياتهم متجهين إلى الغرب الذي لا يمكنه استيعابهم بهذه الكثرة. وأصبح اللجوء السوري إلى فرنسا وبريطانيا وألمانيا فجأة الموضوع الأساسي في الإعلام الغربي مع مشهد الولد إيلان الكردي السوري الملقى على الشاطئ التركي. لكن لماذا لم يتحرك هذا الرأي العام نفسه عندما قتلت قوات بشار الأسد في ٢٠١١ الطفل حمزة الخطيب في درعا عندما بدأت الأحداث. فسلطات الأسد اعتقلته وقتلته قبل انتشار صورته على الشبكات الاجتماعية. إن مشهد إيلان الكردي مؤلم ومريع وغير مقبول، لكن ينبغي التساؤل كم إيلان وقع قبله وكم حمزة بعده بسبب بشار الأسد. واللجوء بدأ منذ أربع سنوات عندما اندلعت الأحداث وتفاقمت عندما قتل الطفل حمزة الخطيب. وقال ذلك بوضوح أمس رئيس الحكومة الفرنسي مانويل فالز أن داعش أتى على يد الأسد الذي أراد قتل المعارضة المعتدلة. فمسألة اللجوء اليوم تطرح نفسها في أوروبا بقوة في أوساط الرأي العام وأدت إلى تأييده ضرب «داعش» الذي لن يحل مشكلة اللجوء ما دام بشار الأسد وجماعته على رأس الحكم. جاء السيد كامرون لزيارة خاطفة مشكورة يعلن فيها عن المزيد من الدعم إلى اللاجئين. إن زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ستتبع ولكنها ستكون مختلفة لأنه يريدها مفيدة للبنان وللاجئين فيبحث عن ظروف تمكنه من جعلها مفيدة على الصعيد السياسي اللبناني رغم أن رأيه العام غير مهتم إلا بمسألة اللاجئين لأن الجميع ملّ من لبنان وانقساماته السياسية المستمرة. وهولاند يقول الآن إنه أصبح من الضروري أن يتم ضرب «داعش» في سورية وغالبية الرأي العام تؤيد هذه الضربة ما سيشجعه على القيام بها. ولكن ضرب «داعش» على عكس ما يعتقده بعضهم، سيزيد مأساة اللجوء لأن المدنيين الباقين سيحاولون الهروب من ضربات الائتلاف ضد «داعش» مهما كانت محددة ودقيقة لمراكزها. فدائماً في هذه الحروب يأخذ العدو المدنيين رهينة وحشيتهم. الحل ليس في ضرب داعش بل إنهاء نظام الأسد. ولكن الغرب عاجز. وبعضهم في فرنسا في طليعتهم زعيمة «الجبهة الوطنية» مارين لوبن تقول إنه ينبغي الاختيار والتحدث مع الأسد. وبعض النواب أيضاً من اليمين واليسار يقول الشيء نفسه. ولكنهم يغضون النظر عن أن كل المشكلة ظهرت وتراكمت من وحشية الأسد قبل «داعش». لذا ينبغي الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعلى النظام الإيراني من أجل الحل دون الأسد قبل تفكيك سورية. ووحدها الإدارة الأميركية وربما ألمانيا بإمكانهما القيام بذلك. وحدها باريس الآن ورئيسها هولاند وفالز يؤكدان ضرورة حل من دون الأسد.
الحياة اللندنية
بشير زين العابدين
علي حسين باكير
حسان الحموي
زياد الشامي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة