..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

"الفوضى" الروسية في سوريا تدفع أوروبا نحو الأسد

خالد عمر

١٤ سبتمبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2838

و روسيا 000.jpg

شـــــارك المادة

نجحت روسيا فعلياً في التقليل من أهمية الغضب الأمريكي تجاه تدخلها في الحرب السورية إلى جانب نظام بشار الأسد، بعد دعوات أوروبية تتزايد كل يوم بضرورة التعاون مع الأسد ضمن خيارات الحل، وذلك بعد 4 سنوات على الثورة.

وأهملت موسكو العديد من التقارير والتصريحات الغربية التي تؤكد تدخلها في سوريا، بعد أن أكدت أن ذلك يأتي في إطار تنفيذ عقود قديمة، إذ شددت صحيفة "كومرسانت" الروسية الخميس الماضي أن موسكو تمد الجيش السوري بعتاد يشمل أسلحة صغيرة، وقاذفات قنابل، وناقلات جنود مدرعة من طراز بي تي آر-82أي، وشاحنات كاماز العسكرية.

وترى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا لا شك فيها، لكن نيات موسكو تبقى غامضة في نظر الأمريكيين.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف اليوم: إن "الانتقادات الأمريكية ليست جديدة على الإطلاق، وإن روسيا سبق أن سمعتها".

وأعلنت وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري، قبل أيام، هبوط طائرتين روسيتين في مطار اللاذقية، شمال غربي البلاد، تحملان 80 طناً من المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، كما تعتقد واشنطن بوجود 200 من عناصر البحرية الروسية بسوريا.

وعلى مدى الأيام السابقة، تحدثت تقارير عدة عن إرسال روسيا جنوداً وأسلحة وذخيرة إلى نظام الأسد، وهو الأمر الذي لم تنفه روسيا. يأتي هذا في ظل الدعم الإيراني المعلن للأسد، إذ قالت تقارير غربية إن طهران أرسلت قبل أيام أيضاً ألف شخص من أفراد القوات الخاصة والحرس الثوري إلى دمشق.

هذه التطورات قابلها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بتصريحات خجولة، الجمعة الماضية، قال فيها إن تصعيد روسيا لتدخلها العسكري في سوريا يظهر أن الأسد "قلق" لدرجة دفعته إلى اللجوء لمستشارين روس طلباً للمساعدة، في حين قابلتها دول غربية بتصريحات تشدد على ضرورة التفاوض مع الأسد، وذلك تزامناً مع التخوف الأوروبي من حشود اللاجئين السوريين التي تواصل مسيرها نحو بلادها.

ويشعر دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي بالقلق من أن يجهض الدعم العسكري الروسي للأسد أي دافع للبحث عن حل سياسي ينهي الحرب، في ظل تأكيد موسكو مواصلة دعم نظام الأسد وتزويده بالأسلحة والمعدات.

خيارات الحل:

وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، يوم السبت، إنه يتعين على ألمانيا ودول غرب أوروبا الأخرى العمل مع روسيا، فضلاً عن أمريكا، لحل الأزمة في سوريا.

وفي مقال لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قال وزير الخارجية الألماني، فرانك شتاينماير، إن الاتفاق النووي المبرم بين القوى الدولية الست وإيران أتاح فرصة للتعامل مع مشاكل سوريا، لكنه عبر عن القلق من ضياع الفرصة لتحقيق تقدم.

وكتب الوزير الألماني "سيكون من الحمق مواصلة الرهان على حل عسكري. حان وقت البحث عن سبيل لجمع الأطراف على مائدة التفاوض. يجب أن يشمل هذا عقد محادثات تحضيرية مع دول لها دور إقليمي مؤثر كالسعودية وتركيا..وكذلك إيران".

النمسا أيضاً دعت لطرح شبيه الجمعة الماضية، إذ أكد وزير خارجيتها، سيباستيان كورتس، ضرورة أن تتحد السعودية وإيران، وكذلك الولايات المتحدة وروسيا بشأن حل الصراع في سوريا، وخوض الحرب ضد تنظيم "الدولة".

كما أعرب فيليب هاموند، وزير الخارجية البريطاني، عن قبول بلاده المبدئي ببقاء بشار الأسد في السلطة ضمن المرحلة الانتقالية إذا كان في إطار خطة متفق عليها.

في حين قال وزير الخارجية الإسباني، السبت، إنه يجري مباحثات من أجل إطلاق مفاوضات مع الأسد. وأفاد خوسيه مانويل غارسيا مارغالو: "من الضروري إقناع البلدان الهامة في المنطقة، كإيران وتركيا وروسيا، من أجل الجلوس إلى طاولة التفاوض مع الأسد".

عربياً، دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأربعاء الماضي، إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا يحافظ على مؤسسات الدولة، ويحول دون انهيارها، والبدء في إعادة إعمار البلاد، كخطوة في طريق إعادة الاستقرار.

ضغوط على أوباما:

ويأتي هذا في الوقت الذي قالت فيه صحيفة لوس أنجلس تايمز الأمريكية إن إدارة أوباما تواجه ضغوطاً متزايدة من زعماء التحالف الدولي لتوسيع العمل العسكري في سوريا، بعد ازدياد التدخل الروسي بإرسال المزيد من الأسلحة والقوات، وسيطرة تنظيم "الدولة" على المزيد من الأراضي السورية، إضافة إلى موجات اللاجئين السوريين الفارين من الصراع الدموي نحو مدن أوروبية جديدة.

ووفقاً للصحيفة، فإن هذا الضغط يدفع باتجاه تغيير نهج الولايات المتحدة، ويأتي بعد عام واحد من تصريح الرئيس أوباما، في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، بأن الولايات المتحدة لم يكن لديها حتى الآن استراتيجية واضحة بشكل كامل للتعامل مع الحرب السورية.

كما أفاد مسؤولون في الولايات المتحدة وحلفائها بأنهم لا يعرفون حتى الآن ما هي نيات روسيا في سوريا، ولكن يخشون من أن مشاركتها قد تعزز القدرات العسكرية للأسد وتطيل أمد الحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من 300 ألف شخص على مدى السنوات الأربع الماضية.

في المقابل، أعلنت دول من بينها بلغاريا وأوكرانيا رفضها السماح بعبور الطائرات الروسية مجالها الجوي، في حين أعلنت اليونان أنها تدرس طلباً روسياً بعبور طائرتين في الفترة ما بين 1 و24 سبتمبر/أيلول.

اللاجئون:

هذه التطورات جميعها جاءت بالتزامن مع التفاعل الدولي مع قضية اللاجئين، وبدورها تساءلت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن كانت أزمة اللاجئين ستؤدي إلى تفكك الاتحاد الأوروبي، عقب الاختلافات الواسعة بين قادته حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة التي لم يسبق أن شهدت لها أوروبا مثيلاً.

وتناولت الصحيفة مواقف الدول الأوروبية حيال الأزمة، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي ظهر مشوشاً إلى حد كبير، في ظل اختلافات دول الاتحاد حول استقبالهم أو طردهم وعدم السماح بدخولهم.
 

 

الخليج أونلاين

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع