..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

كلمة بمناسبة دخول العشر من ذي الحجة

عباس شريفة

١٣ سبتمبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3286

كلمة بمناسبة دخول العشر من ذي الحجة
ابو تيم شريفة 000.jpg

شـــــارك المادة

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ. قَالُوا: وََلا الْجِهَادُ، قَالَ: وََلا الْجِهَادُ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ. [ صحيح البخاري، (969) ].

دأب الكثير من عوام المسلمين على الصيام في العشر الأوائل من ذي الحجة ظاناً أن العمل الصالح المقصود به هنا هو الصيام.
بل جاء حديث في الصحيح عن السيدة عائشة تقول فيه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم في العشر قط.
والحقيقة ليس في الحديث ما يخصص نوع هذا العمل الصالح، وإنما هو كلام عام عن فضل العمل الصالح الذي يفوق حتى الجهاد في سبيل الله فصيغة الحديث عن عموم العمل الصالح، فما هي ماهية العمل الصالح الذي يقصده الحديث؟
من خلال الاستقراء لأقوال أهل العلم في تجلية معنى الحديث نجد أن المقصود هو واجب الوقت الذي يفضل على غيره بحسب فقه الأولويات.
- ففي الزمن الذي تشيع فيه الغفلة يكون الذكر أفضل الأعمال.
- وفي الزمن الذي يهجم فيه الفقر والعوز تكون الصدقة أفضل العمل الصالح.
- وفي الزمن الذي يعلو فيه سعار الشهوات يكون الصيام من خير الأعمال.
- وفي الزمن الذي يفشو فيه الجهل يكون التعليم من أفضل الأعمال.
- وفي الزمن الذي يعدو فيه الأعداء يكون رد الصائل من أوجب الواجبات.
- وفي الزمن الذي تشذ فيه الأخلاق وتنحرف المفاهيم تكون الدعوة إلى الله خير الأعمال.
إذاً العمل الصالح هنا بصيغة العموم يخصصه واجب الوقت وسد الثغرات وما ينفع فيه الإنسان
فلا يقال لغني في زمن الجوع قم الليل وكفى، ولا يقال لعالم في زمن الجهل جاهد وكفى، ولا يقال للمقاتل في زمن الحرب حج البيت وكفى، ولا يقال لطبيب يعالج المرضى خذ الأوراد وكفى، هذا ما بدا لي.

والحمد لله رب العالمين

 

 

صفحة الكاتب على فيسبوك

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع