..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

مدلولات الاغتيالات الثورية في سوريا

معاذ الدرويش

٩ سبتمبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7006

مدلولات الاغتيالات الثورية في سوريا
1500x500.jpg

شـــــارك المادة

حين تتحدث الولايات المتحدة الأمريكية عن أن لا حل إلا الحل السياسي في سوريا، أعتقد أن أمريكا صادقة بذلك.. لكن صادقة مع نفسها و ليس مع أحد آخر. إلا أن أمريكا ليست متعجلة على تحويل ذلك الشعار-الذي طرحته مراراً و تكراراً– إلى واقع حقيقي على الأرض لسببين:

السبب الأول تدمير أكبر مساحة ممكنة من البنية التحتية لسوريا.
أن يكون الحل السياسي متوازن حتى تتحقق من خلاله كل ما تمليه عليها مصالحها و مصالح شركائها.
أمريكا تدرك أن الحل السياسي لا يمكن ان يكون مستقراً و مرضياً للشعب السوري إلا بإزالة النظام الطائفي المجرم و جميع رموزه.

الحل على هذا الأساس يعني رجحان كفة الثورة و انفرادها بالمستقبل السياسي لسوريا .

و لمعالجة هذا الخلل لا بد من إخضاع سوريا إلى حل سياسي متوازن ، و لضمان حل سياسي متوازن لا بد من اجتثاث كل الشخصيات الثورية صاحبة النفوذ و القوة سواء العسكرية أو السياسية أو حتى الإجتماعية.

والأولوية لا شك للشخصيات العسكرية الفاعلة على الأرض، خاصة وأنه لا يوجد شخصيات سياسية نافذة على ساحة الثورة السورية حتى تاريخه بشكل مؤثر، و كذلك الأمر لمعظم الشخصيات الإجتماعية و التي بشكل عام إما أنها لا زالت في حضن النظام الطائفي المجرم أو أنها همشت نفسها لدرجة النسيان.

ومن هنا نجد أن اغتيال القيادات الثورية جاري بقوة، وسوف تزداد وتيرته خلال الأيام القادمة، وقد أعلنت ذلك رسمياً الولايات المتحدة بنيتها المباشرة باغتيال قيادات تنظيم الدولة، وتحت هذا الشعار لن يسلم أحد يمكن أن تطاله اليد العميلة لكل الشخصيات الفاعلة والمؤثرة والبارزة في القوى الثورية والجهادية الفاعلة على الأرض.

طبعاً هذا الأمر لا يجعلنا أن نستسلم للمارد الأمريكي وأجنداته، وعلى جميع الأخوة رفع وتيرة الاحتياطات الأمنية، والسرية والتمويه في كل أعمالهم وتحركاتهم وإقامتهم، وعدم إعطاء الثقة لغير أهلها مهما كان.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى عدم الاعتماد على القيادة والإدارة الشخصية في سير العمل، واعتماد إسلوب العمل المؤسساتي بعيداً عن الأشخاص.

حتى إذا لا سامح الله ما ذهب القائد لا يتأثر الفصيل التابع له، وخير مثال على ذلك حركة أحرار الشام، رغم اغتيال معظم القيادات الفاعلة في الحركة و في يوم واحد إلا أن الحركة لم تتأثر ذلك التأثر، واستمرت بفاعليتها على الأرض كما كانت، وكل ذلك يعود إلى إسلوب العمل المؤسساتي التي اعتمدته منهجاً لتنظيم كافة أمورها منذ بداية تأسيسها.

وبالمقابل نجد أن لواء التوحيد تأثر تأثراً بليغاً بعد اغتيال قائده الشهيد البطل عبدالقادر الصالح رحمه الله.

فلعبة التوازن العسكري نجحت به الولايات المتحدة نجاحاً كبيراً على الأرض والذي يعتمد على إضعاف كل القوى المتصارعة على الأرض، وهي ستسعى جاهدة لتحقيق توازن سياسي يضمن قوى سياسية متهالكة تتقاسم النفوذ السياسي على وطن من ركام.

 

 

 

كلنا شركاء

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع