عوض السليمان
تصدير المادة
المشاهدات : 7017
شـــــارك المادة
تناقلت تقارير إخبارية أن غرفة عمليات "الموك" قد قطعت مساعداتها عن فصائل الجبهة الجنوبية لأن الأخيرة تبيع سلاحها لتنظيم الدولة.
هذه التقارير التي روجت لها دوائر الاستخبارات البريطانية والأمريكية لا تهدف إلا للقضاء على الجيش الحر، خاصة بعد حشر كثير من الدول العربية والإقليمية في الحرب على تنظيم الدولة وجبهة النصرة، ولم يتبق أمام دول أصدقاء سورية إلا الجيش الحر لتجد حجة في الحرب عليه، فيعيد الأسد سيطرته على محافظة حوران كلها.
قبل ثلاث سنوات حذرت من هذا بالضبط، فقد كانت واشنطن وفرنسا تسعيان دىد مجلس الأمن لاستصدار قرار يتهم جبهة النصرة بالإرهاب، فأشرنا إلى أن الدور قادم على الجيش الحر، وصنعنا شعاراً "جبهة النصرة اليوم والجيش الحر غداً".
أعلم أن بعض الفصائل باعت كمية من المازوت للمواطنين، وأعرف أنها باعت أسلحة خفيفة لبعض البدو ولغيرهم، ولكنني أجزم بعد اتصالات عديدة وبحث دؤوب أن الجيش الحر لم يبع السلاح لتنظيم الدولة، بل سعى على الدوام لمحاربته وبالوسائل كافة، ونعلم جميعاً أن جيش اليرموك قد حارب التنظيم بالفعل في مدينة اللجاة وقد خسر نتيجة لذلك مقاتلين أشداء.
الجبهة الجنوبية أعلنت أكثر من مرة أنها تعتبر تنظيم الدولة الإسلامية فصيلاً إرهابياً وعدواً للشعب السوري، حاله كحال الأسد، وقد نشرت مجلة العصر مقابلة مع السيد بشار الزعبي قائد جيش اليرموك أكد فيها هذا المعنى بوضوح.
فكيف يتأتى إذاً "للموك" أن تتهم الجيش الحر ببيع السلاح، إلا أن تكون قد قررت حرق ورقة قادته والتخلص منهم نهائياً، وليس هناك أفضل من طريقة اتهامهم بالتعامل مع الإرهابيين.
يكفي واشنطن أن تعلن لبعض الدول العربية والعالمية أن هذا الفصيل أو ذلك القائد يتعامل مع تنظيم الدولة حتى يهب "القطيع" لتنفيذ أوامر البيت الأبيض دون أدنى تحقق أو تثبت.
بنظرة متأنية على الأحداث السياسية، يبدو جلياً أن واشنطن تفكر فعلياً في التخلص من كل أركان الثورة السورية وتثبيت حليفها بشار في الحكم، فعلى الصعيد الدولي تتحدث وسائل الإعلام عن اتفاق أمريكي روسي يعطي صنعاء للسعودية مقابل تنازل الأخيرة عن إسقاط بشار الأسد، كما تجري تحركات مريبة لفرض جنيف 3، والذي سيجبر المعارضة الهشة على قبول حكومة وحدة وطنية تضم نظام الأسد.
كما إن الاتحاد الأوروبي يعاني من تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، في ظل أزمة اقتصادية شرسة.
على الصعيد العربي، تستمر مصر السيسي والإمارات بالتخطيط واستدراج الأردن وعُمان والسودان والجزائر لتشكيل حلف إقليمي "يرفض التدخل الغربي في سورية" ويعتبر الأزمة مشكلة داخلية، وأن الحفاظ على الأسد خير من سيطرة الإرهاب على سورية، وفي نفس الوقت نلحظ تراجع الصوت السعودي وانخفاض الرفض القطري أيضاً.
وعلى الصعيد المحلي، فإن واشنطن لا تريد أن يقوم جيش الفتح بتحرير درعا، وهي تطلب من "الحر" أن يقاتل "الفتح" والتنظيم أولاً، كما إن الغرب فشل حتى اليوم في تشكيل الصحوات وضرب أهل حوران ببعضهم، وتريد غرفة "الموك" عبر الصحوات وعبر زج الجيش الحر في قتال "الفتح"، تحجيم التوجه الإسلامي للثورة، وعدم إسقاط بشار الأسد في هذه المرحلة على الأقل.
خلاصة القول: إن غرفة "الموك" أوقفت مساعداتها بالفعل عن الجبهة الجنوبية، ولكن ليس من أجل بيع السلاح لتنظيم الدولة، فهذا أمر ننكره بالمطلق، ولكن المشكلة في مصالح الغرب في المنطقة، وأهمية بشار الأسد في تحقيق تلك المصالح.
من وقاحة "الموك" أن تعلن أن الثوار لا يريدون خوض معركة خربة غزالة، ويريدون أن تستمر المعركة في درعا المدينة فقط. والعكس هو الصحيح، فقد سعى الثوار على الدوام لقصف حاجز الخربة الذي يغذي الأسد بالرجال والعتاد، إلا أن واشنطن خاصة رفضت ذلك باستمرار وطالبت الفصائل بالاقتصار على المدينة.
من الواضح أن الغرب يسعى لاستبدال قيادات الجيش الحر، أو كما يقولون في درعا "الجيل الذي فجر الثورة"، وتريد دول أصدقاء سورية جيشاً شديد الاعتدال، وبلا ميول إسلامية، ولا يتحرك إلا بأمرها، وما ذلك إلا بسبب خطأ قاتل ارتكبه قادة الحر في درعا عندما قبلوا مساعدة هذه الغرفة، ونفذوا أوامرها.
العصر
عماد الدين أديب
محمد زاهد جول
محمد فاروق الإمام
مروان قبلان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة