..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

من يقود؟ السياسي أم العسكري

أسامة الخراط

٢٥ أغسطس ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7581

من يقود؟ السياسي أم العسكري
الخراط00.jpg

شـــــارك المادة

سؤال يُطرح دائماً في كل محاولة لجمع الثوار بكل خلفياتهم، ودائماً ما يصلون لنفس السؤال.

كم نسبة العسكريين من التشكيل الجديد ومن يجب أن يقود هذا التشكيل هل هو رجل سياسي أم عسكري؟.

وغالباً ما يصل الرأي أنه يجب أن يقود الأمر عسكري بحجج كثيرة نخاف من كذا ونتحسب من كذا ونحن حررنا وقدمنا وغير ذلك من التخوفات.

وللوصول للرأي الصحيح في هذا الأمر الشائك لابد من وضع قواعد واضحة:

أولاً: يجب أن نعرف من هو السياسي ومن هو العسكري حتى نستطيع الحكم من هو المؤهل للقيادة العامة.

وقد اعتمد مشروع (نصر قريب) تعريف السياسة بأنها: رعاية مصالح الأمة بمكر ودهاء بالعدو يحقق أقصى الممكن من المصالح.

بالتالي السياسي الذي اختاره أغلب الناس ووثقوا به حتى يحقق هدفه يجب أن يستخدم كل الأدوات الممكنة لتحقيق الخطة التي يريدها.

ومن هذه الأدوات:

1- العمل العسكري والاستخباراتي.
2- العمل الإعلامي والدعائي.
3- التحالفات والاتفاقيات المحلية والدولية والتي بجب أن تسخر لانتصار الثورة.
4- مخاطبة الحاضنة الشعبية للثورة وتهيئتها لدعم القرارات ومخاطبة الحاضنة الشعبية المعادية لمحاولة تطمينها وسحب أكبر قدر ممكن منها لمناصرة الثورة.
5- استشارة الطيف الأكبر من المجتمع ومؤسساته حتى يكونوا داعمين للسياسي.
6- البحث الدائم عن مصادر التمويل والتسليح والتي تخدم تحقيق خططه.
7- وضع الخطط اللازمة لاستغلال كل الإمكانيات المتاحة البشرية والاقتصادية.
8- إدارة الصراعات والتنافسات في داخل الجسد الثوري بكل ذكاء وحكمة.

فلو كلفت الثورة مجلساً سياسياً واختير بشكل شرعي يجب أن يقوم هو بالتحكم بكل الأدوات ومنها الجهد العسكري وبالتالي يجب أن يطيع العسكري الأوامر وهو يشعر بكامل الثقة والمشاركة وعندما يقول له السياسي اضرب اليوم وتوقف غداً فهدا لأن الخطة السياسية تتطلب هذا التصرف أو ذاك.

ولا يمكن بحال من الأحوال أن تنتصر الثورة بالعمل العسكري لوحده فهذا أمر ثبت فشله خلال السنوات الثلاث الماضية.

فالمزيد من السلاح والعمليات العسكرية هي من ستحسم المعركة، صحيح هي عامل مهم ولكنها ليست العامل الوحيد.

وبالتالي لا بد لنجاح أي تشكيل جديد في الثورة مراعاة التالي:

أولاً: أن يكون الهيكل صحيحاً ويكون للسياسي المكان والصلاحية التي تجعله يقود العمل بشكل صحيح.

ثانياً: أن يكون هناك تسليم للأكفأ بكل منصب وهناك معايير واضحة علمية تحدد من هو السياسي ومن هو العسكري وتجاهل هذه المعايير يعني استمرار في الفشل الحالي (مشروع نصر قريب حدد هذه المعايير وما هو الحد الأدنى منها)

ثالثاً: أي شخص يريد أن يمسك منصباً يجب عليه تقديم خطة استراتيجية لستة شهور على الأقل، ماذا سيفعل وما هي أهدافه وماذا يحتاج لتحقيقها ومن أين سيؤمن هذه الاحتياجات، وبعد مضي المدة يجب أن يُحاسب فلو نجح أهلاً وسهلاً به يستمر ولو فشل يرجع خطوة للوراء ويسلم من هو أهل للمهمة

أخوتي الكرام نحن اليوم في وضع يشبه تماماً وضع رجل عنده ولد مريض جداً وعلى حافة الموت ويريد أن يبحث عن طبيب يقوم بإنقاذه فهل يمكن أن يعطيه لصديقه يداويه أو يعطيه لمن هو معه في حزبه أو جماعته ليفحصه، أم يركض مسرعاً لأفضل طبيب متوفر ويملك المهارات اللازمة لإنقاذه ولن يسأله من هو وما هي خلفيته وماذا فعل.. فالمهم اليوم إنقاذ الولد الذي يموت.

ثورتنا يا أخوتي وصلت لمرحلة حرجة ويجب أن نتخلى عن المنصب وعن الامتيازات وعن التحزبات ونسلم الثورة لمن ينقذها وإلا سنخسر جميعاً وأولهم من رفض تسليم المنصب لمن هو أهل له.. لأننا في مركب واحدة.

داعش قادمة وبشار يستعيد عافيته ويجب أن نتحرك فوراً وبدون أي تردد وليس عندي شك أننا قادرون على النجاح لو توفر في عملنا شرطان: الإخلاص والسداد.

 

 

 

صفحة الكاتب على فيسبوك

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع