إن القراءة الدقيقة لنتيجة المفاوضات بين إيران وأحرار الشام بشأن الزبداني، والإنجازات العسكرية المثيرة للدهشة التي حققها مجاهدونا في داريا والغوطة بإمكانيات متواضعة وموارد قليلة، ثم الحملة الجنونية التي بدأ النظام بشنّها اليوم على الغوطة وعلى مناطق كثيرة في جميع أنحاء سوريا...

القراءة الدقيقة لهذه الحوادث مجتمعةً تُنبئ بأن النظام وإيران في أقصى درجات التوتر، وأنهما قد يندفعان في أعمال هوجائية جنونية لحسم المعركة في الزبداني ووادي بردى خلال أيام. نعم، وادي بردى الآن هو الهدف التالي، ولا يفصل بينه وبين الحملة العسكرية الكبيرة التي يُنتظَر أن يشنّها النظام عليه إلا صمودُ الزبداني، وأيّ تصور لفصل مصير الزبداني عن مصير مضايا وسرغايا ووادي بردى هو وَهْمٌ من الأوهام.

إن صمود الزبداني حتى اليوم، وانهيار المفاوضات بسبب رفض عرض الاستسلام المُهين الذي قدمته إيران، واختراقات الثوار في داريا وحرستا، كل ذلك دفعَ النظام إلى حالة من العنف والهياج التي يُتوقَّع انعكاسُها على المناطق المحررة والمحاصَرة خلال الأيام القادمة، فإن هذا النظام الحقير الجبان لم يستطع الانتصار على الأقوياء المسلّحين فصبّ غضبه وانتقامه على العزل الضعفاء.

أتمنى أن تُعلَن حالة الطوارئ في المناطق المحررة والمحاصَرة كلها، أن يُحظَر التجول فيها ويلتزم أهلها بالبقاء في الملاجئ قدر الإمكان، وأن تُمنَع التجمعات الكبيرة منعاً باتاً، في المدارس والجوامع والأسواق والشوارع والساحات العامة، وأن يحافظ الأهالي والمقاتلون على أعلى درجات الاستنفار، حتى يكشف الله هذه الغمّة وينحسر الخطر بأمر الله.

حفظ الله أهلنا في سوريا كلها من أدناها إلى أقصاها، وأهلك عدونا في يوم قريب يفرح فيه المؤمنون بنصر الله.

الزلزال السوري