..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ

ﻋﻤﺮ ﻛﻮﺵ

٢٩ يوليو ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2708

ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ
كوش 00.jpg

شـــــارك المادة

ﻃﺮﺣﺖ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ، ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺪﻭﺭ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ، ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺗﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺧﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻣﻊ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺷﻌﺒﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ.
ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ:
ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ، ﻭﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺘﻬﻢ، ﻓﺎﻟﻤﺆﻳﺪﻭﻥ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﻩ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍ ﻭﻧﺼﺮﺍ ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺠﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺘﺪﻓﻖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﺘﺼﺐ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ.
ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺳﺎﺳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﻣﺆﻳﺪﻭﻩ ﺃﻥ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﻳﻌﺰﺯ ﺩﻋﻤﻬﺎ ﻟﺪﻭﻝ ﻭﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ " ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﻤﻤﺎﻧﻌﺔ " ﻭ " ﺍﻟﻤﻤﺎﻧﻌﻴﻦ ﺍﻷﺷﺎﻭﺱ " ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻭﻣﺎ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺻﻔﻘﺔ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺇﻻ ﻣﻘﺎﻳﻀﺔ ﻟﻠﻤﺨﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﺑﺄﻳﺎﺩ ﻭﺃﺫﺭﻉ ﺗﺪﺧﻠﻴﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﺩﻣﺸﻖ ﻭﺻﻮﻻً ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ.
ﻭﻟﻌﻞ ﺇﻋﻼﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻮﺍﺩ ﻇﺮﻳﻒ ﻋﻦ ﺗﺮﺟﻴﺢ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﺒﻼﺩﻩ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ " ﻻ ﺗﻨﻮﻱ " ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻭ " ﻻ ﺗﺴﻌﻰ ﺃﺑﺪﺍ " ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺳﻼﺡ ﻧﻮﻭﻱ ﻫﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻃﻤﺄﻧﺔ ﻭﺇﻧﻌﺎﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻤﻤﺎﻧﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻠﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﻴﻦ ﻋﻦ " ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﺔ " ﻳﺤﻤﻼﻥ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻀﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻓﻮﺭ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻟﻴﺲ ﺿﺪ " ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻷﻛﺒﺮ " ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻮﻝ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻴﻒ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺳﻴﺘﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﻟﻰ " ﺍﻷﺥ ﺍﻷﻛﺒﺮ "، ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻐﻴﺮ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻮﻥ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺟﺲ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻳﺮﻭﻧﻪ ﻧﺠﺎﺣﺎ ﺇﻳﺮﺍﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎ ﺩﻭﻟﻴﺎ ﺑﺪﻭﺭ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺘﻤﺎﺩﻯ ﻓﻲ ﺗﺪﺧﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ، ﺑﻞ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎﻫﻢ، ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﺳﺎﺳﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺴﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻣﻊ ﻣﻼﻟﻲ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.
ﻓﻘﺪ ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻹﻳﺮﺍﻥ، ﻭﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺘﺪﺧﻠﻲ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻟﻢ ﺗﻤﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﻲ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﺗﻮﺳﻌﻴﺎ، ﻭﻣﻨﺘﺠﺎ ﺭﺋﻴﺴﻴﺎ ﻟﻺﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﻨﺰﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ.
ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻏﻠﻴﻮﻥ ﺃﻥ " ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺗﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻣﻊ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺰﺯ ﻣﻮﻗﻒ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻘﺒﻠﺔ "، ﻭﺑﺎﺗﺖ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺷﺮﻳﻜﺎ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺰﻭﻟﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻃﺮﻓﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ، ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻐﺬﻳﻬﺎ ﻭﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ.
ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻏﻠﻴﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺿﻤﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﻭﺍﺗﻘﻰ ﺷﺮﻭﺭ ﻃﻬﺮﺍﻥ، ﻭﺭﻣﻰ ﻗﻨﺒﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ. ﻭﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ - ﺑﺤﺼﺎﺭﻩ ﻟﻬﺎ - ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻪ، ﻭﺗﺮﻙ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻤﻨﻜﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻣﻰ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﺪﺗﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻻﺋﺘﻼﻑ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻟﺆﻱ ﺻﺎﻓﻲ ﻓﻴﻨﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻼﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ ﺑﺴﻮﺭﻳﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻄﻲ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ " ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ، ﻟﻜﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻦ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻞ ﺳﺘﺤﺘﺎﺝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻭﺳﺘﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺓ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ، ﻭﺳﻦ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﺒﺎﺩﻝ ﺗﺠﺎﺭﻱ ﺣﺮ ﻭﺑﺎﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ."
ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺻﺎﻓﻲ ﺃﻥ ﻗﺪﺭﺓ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺳﻮﺍﻫﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻛﺒﺮ ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ، ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ، ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﻟﻠﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻟﺪﻯ ﺩﻭﻝ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ، ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺰﻗﺔ.
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﺳﺘﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻼﺋﺘﻼﻑ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﺒﺤﺮﺓ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﺗﺖ ﻣﻬﻴﺄﺓ " ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1918 ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ، ﺣﻴﺚ ﺳﺘﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ، ﻭﺳﺘﺘﺴﺎﺭﻉ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻧﺤﻮ ﺷﻔﻴﺮ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ."
ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ " ﺍﻟﺘﺪﺧﻠﻴﺔ ":
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺳﺎﺳﺔ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺃﻋﻄﻰ ﺗﺪﺧﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺒﺮﺭ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻲ 2003 ﻭﺻﻮﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬﻩ، ﺣﻴﺚ ﺭﺍﺣﻮﺍ ﻳﺘﻔﺎﺧﺮﻭﻥ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﻳﺴﻴﻄﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻊ ﻋﻮﺍﺻﻢ ﻋﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﻘﺎﺭﻋﻮﻥ " ﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ " ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺿﺦ ﻟﺘﺪﺧﻼﺗﻬﻢ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﺃﻭ " ﺗﺄﺟﻴﻞ " ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ، ﻭﺑﺎﺗﻮﺍ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﻻﻋﺒﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ، ﺑﻞ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺷﺮﻳﻜﺎ ﻣﺤﺘﻤﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺿﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺩﺍﻋﺶ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﺓ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺳﻮﺍﻫﻤﺎ.
ﻭﻳﺄﺗﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻼﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ " ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ " ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻛﻲ ﻳﺮﺳﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﻤﻤﺎﻧﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺪﺧﻠﻴﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺿﺪ ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﻭﺑﻤﺎ ﻳﻄﻤﺌﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ " ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺑﺎﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ، ﻷﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺩﻋﻢ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ "، ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺎﺭﻋﺖ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻬﻨﺌﺔ ﻣﻼﻟﻲ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺑﺎﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ، ﻣﻌﺘﺒﺮﺓ ﺃﻥ " ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻘﻖ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻟﻬﺎ ﺳﻴﻨﻌﻜﺲ ﺇﻳﺠﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ."
ﻳﺒﻘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻓﻲ " ﺍﻟﺘﺪﺧﻠﻴﺔ " ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﺪﻯ ﻣﻼﻟﻲ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺩﻋﻢ ﺑﺸﺎﺭ ﺍﻷﺳﺪ، ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻣﻪ، ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ، ﻭﺃﺭﺳﻴﺖ ﺩﻋﺎﺋﻤﻪ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻷﺳﺪ ﺍﻷﺏ، ﻭﺑﺎﺕ ﻓﺎﻗﻌﺎ ﻭﻣﻜﺸﻮﻓﺎً ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻷﺳﺪ ﺍﻻﺑﻦ.
" ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﺇﺧﻔﺎﻗﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺼﻌﺪ - ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ - ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻘﺪﻡ ﺗﻨﺎﺯﻻﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻣﺪ ﺍﻷﺫﺭﻉ ﺍﻟﺘﺪﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺮ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺒﻮﻏﺔ ﺑﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ "
ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻳﺸﻲ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺑﺎﺕ ﻣﺤﻮﺭﺍ ﻣﺮﻛﺰﻳﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺣﻜﺎﻡ ﺇﻳﺮﺍﻥ، ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻓﻘﻂ ﻋﺎﻣﻞ ﺗﻼﻗﻲ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻭﻣﻨﺎﻓﻊ ﻟﻄﻐﻢ ﺣﺎﻛﻤﺔ ﻭﻣﺴﺘﺒﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﻗﻬﺮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﺑﻞ ﻷﻧﻪ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﺬﻫﺒﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ، ﺗﺠﺴﺪﻩ ﻧﺰﻋﺔ ﺷﻴﻌﻴﺔ ﻣﻤﺰﻭﺟﺔ ﺑﻨﺰﻋﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻓﺎﺭﺳﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﺫﺭﻉ ﺗﺪﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻭﺗﺴﻠﻚ ﻧﻬﺠﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﻭﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ.
ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ:
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﺇﺧﻔﺎﻗﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺼﻌﺪ - ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ - ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻘﺪﻡ ﺗﻨﺎﺯﻻﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻣﺪ ﺍﻷﺫﺭﻉ ﺍﻟﺘﺪﺧﻠﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺮ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺒﻮﻏﺔ ﺑﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﺍﻵﺭﻱ ﺍﻟﻤﻤﺰﻭﺟﺔ ﺑﻮﻫﻢ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻲ ﻭﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺇﺫﻛﺎﺀ ﻧﺰﻋﺎﺕ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻳﺒﻴﻌﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﻭﻣﺸﺎﻛﻞ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﻗﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ، ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻌﺼﺮ.
ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻨﺔ ﺗﺒﺪﻭ ﺧﺎﺳﺮﺓ ﻟﺪﻯ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺳﺘﺪﻓﻊ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺪ، ﻭﺣﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﺳﺎﺳﺔ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺟﻨﻮﺣﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﺑﻞ ﺍﻋﺘﺎﺷﻮﺍ ﻣﻨﺬ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺇﺷﻌﺎﻟﻬﺎ ﻭﺗﺴﻌﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺤﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ، ﻭﺗﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﻨﻌﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺰﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ.
ﻭﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﻣﻼﻟﻲ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ -ﻗﺮﻳﻦ ﻧﻈﺎﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ - ﻳﺬﻫﻞ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺘﻮﺭﻁ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺑﻬﻢ ﻛﻲ ﻳﺤﺎﻓﻈﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻴﺞ ﺷﺒﻜﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺠﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﺭﻓﻌﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺎﻓﻄﺔ " ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﻤﻤﺎﻧﻌﺔ."
ﻭﻫﻲ ﻳﺎﻓﻄﺔ ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺯﻳﻔﻬﺎ ﻭﺗﻬﺎﻓﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﺣﻠﻔﺎﺀﻩ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﺛﺎﺋﺮ ﻟﻦ ﺗﻬﺪﺃ ﺣﻤﻤﻪ ﻭﺣﻤﻮﻻﺗﻪ ﺇﻻ ﺑﺈﺳﻘﺎﻃﻪ، ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺣﻜﻤﻪ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﺍﻟﺤﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺼﺮﻓﻮﻥ ﻭﻛﺄﻧﻬﻢ ﻗﺎﺩﺓ ﺩﻭﻝ ﻋﻈﻤﻰ، ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻈﻤﺘﻬﻢ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﻭﻗﻤﻊ ﻭﺧﺮﺍﺏ ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﻌﺰﻝ.

 

 

ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع