منذر الأسعد
تصدير المادة
المشاهدات : 3047
شـــــارك المادة
يتعذر على العقل أن يستوعب -من الناحية النظرية والأخلاقية على الأقل- اللقاء الغريب المريب، بين الكاتب والصحافي الشهير محمد حسنين هيكل وما يسمى: نائب رئيس جمهورية العراق: نور المالكي! إنه لقاء شاذ يستدعي إلى الذاكرة مثلاً شعبياً مصرياً شائعاً يقول: "إيه لَمّْ الشامي عالمغربي"..
مبعث الدهشة ليس الاختلاف بين صنعة كل منهما (أحدهما صاحب قلم والآخر سياسي) لأن الأصل في دول الطغاة، أن يكون القلم –غير النزيه- أجيراً لدى رجل السلطة.. وذاك ما عاشه هيكل منذ عهد الملك فاروق إلى زمن السيسي.. لكن الغرابة تأتي من أنهما في بلدين متباعدين جغرافياً، ومن تباينهما الفكري، فليس سراً أن حسنين هيكل يصر على بيع نفسه في الداخل والخارج على أنه قومي عربي وعلماني صلب.
والمالكي قيادي في حزب ديني – بل طائفي- يقوم على التبعية لإيران من قبل الخميني وثورته المشبوهة. حزب شعوبي يزدري العرب ويبغض الإسلام ومقدساته ورجالاته وتاريخه الوضيء..
كراهية السعودية أم الإسلام؟ لدى هيكل عقدة ضخمة إزاء السعودية لا يستطيع إخفاءها بالرغم من قدرته الهائلة على التلاعب بالألفاظ وتمويه المواقف وتمييع المفاهيم، لكنها كراهية مزدوجة الدوافع بدءاً من شعوره المرير بأن فرعونه عبد الناصر انكسر وكسر الأمة بشعاراته الهوجائية وسياساته الصبيانية -هناك من يقول ما هو أقسى في تفسير الهزائم الناصرية-.. وكان عبد الناصر قد شغل العرب عن عدوهم الصهيوني بتمزيقهم بين رجعيين وتقدميين، فإذا بالتقدميين لم يقدموا للأمة غير الهزائم التي يجزم بعض العارفين بأنها مؤامرة شاركوا فيها كعملاء.. وإذا بالذين نبزهم المنهزمون بالرجعية يتقدمون ويصبحون ذوي مكانة إقليمياً ودولياً..
الدافع الآخر لبغض الرياض عند هيكل، هو أنها دولة قامت على الدين وخدمة الحرمين الشريفين، لكنها لا تتبع نظاماً ثيوقراطياً –أي: لا يحكمها رجال الدين على الطريقة الكنسية الغربية في العصور الوسطى بحكم أنه ليس في الإسلام كهنوت ولا إكليروس!-..لكن الرجل لا يسير على ازدرائه للدين على أساس فكري إلحادي على طول الخط، وإنما يختلف موقفه 180 درجة عندما يتعلق الأمر بمِلَلٍ أخرى، فهو مبهور بالخميني الذي أقام إمبراطورية يسيطر فيها الشيطان الأكبر على سائر مفاصل الدولة وجميع مصادر صنع القرار!! قد يقول بعض الناس: ربما لهيكل موقف مبدئي مناوئ للنظم الملكية، وهذا يدل على جهل مطبق بتاريخه.. فهو كان يتغزل بالملك فاروق عندما كان ملك مصر والسودان-مرفقة صورة إحدى غزلياته بفاروق سنة 1944م-، وهو يتباهى بعلاقات صداقة يدعيها مع ملوك عرب راحلين وحاليين!!
رمز الفساد والطائفية: المالكي يتهم السعودية بتصدير الإرهاب، ويدعو إلى فرض وصاية دولية عليها! هذا الطائفي الفظيع ما كان له أن يتولى منصب مدير شؤون موظفين في دائرة حكومية صغيرة، لولا اجتماع سفاهة السياسة الأمريكية وعمالة المالكي لإيران.. وكانت التبعية لخامنئي شرطاً رئيسياً –بل شرطاً وحيداً- عند بول بريمر في الذين أراد تسليطهم على العراق لتدميره وتمزيق أوصاله.
وقد "امتاز" الطاغية/الأداة نور المالكي عن الذين سبقوه والذي لحق به مؤخراً، بأنه سجل السجل الأشد قتامة وقذارة، من حيث الطغيان والطائفية الوقحة -حتى إنها استفزت طائفياً مثله هم مقتدى الصدر!-.. وفوق ذلك نهب المالكي وبطانته مليارات الدولارات من المال العام، وترك العراق بعد حكم عشر سنوات عجاف بلا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحي!! ويكفيه عاراً فضيحة شراء طائرات حربية لعصاباته الطائفية المسماة زوراً: الجيش العراقي، ثم تبين أنها مصنوعة منذ 30 سنة، حتى إن تشيكيا أعادت فتح مصنعها المغلق!! المالكي الذي يجلس بين يدي سيده خامنئي من دون عَلَم العراق، والذي يتباهى بأنه يأتمر بأوامر المرجع الشيعي السيستاني، لا يمكنه إلا أن يكره دولة ناجحة كالسعودية..
فكيف وهو يطعن في خير البشر بعد الأنبياء: الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين الطاهرات المطهرات!!
المسلم
عبد الوهاب بدرخان
بشير البكر
صبحي حديدي
خورشيد دلي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة