..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

العقيدة العسكرية في سورية: اقتلوهم قبل أن يقتلوكم؟!

أحمد موفق زيدان

١١ يوليو ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3085

العقيدة العسكرية في سورية: اقتلوهم قبل أن يقتلوكم؟!
زيدان039.jpg

شـــــارك المادة

قطعت جهينة قول كل خطيب، فقد اختصر العقيد الطيار علي عبود الأسير لدى جبهة النصرة في لقاء له على القناة الجزيرة الفضائية علينا وعلى الخبراء العسكريين جهوداً كبيرة ومضنية في فهم وتحديد عقيدة الجيش الطائفي السوري حين قال إن عقيدتنا العسكرية هي: "اقتلوهم قبل أن يقتلوكم" وتابع العقيد الطيار الذي لم يُبد ندماً على إلقائه براميل متفجرة قال بنفسه إن 90% منها كان يستهدف المدنيين، بأنه لو أُمر بإلقاء هذه البراميل المتفجرة على قريته العلوية لرفض الأوامر.

وهذا مبدأ ضمني آخر على ما يبدو في العقيدة العسكرية التي بنى فيها حافظ أسد جيشه الطائفي ألاّ ينفذ الجندي أو الضابط أوامر بحق أهله العلويين، ما دام الآخرون بالنسبة لهم أعداء بحسب العقيدة العسكرية، وبالتأكيد فإن رفض هكذا أوامر لن يعتبر تمردا، بخلاف رفض أي ضابط أو جندي من الطوائف الأخرى لهكذا أوامر سيعد تمرداً وحده القتل رمياً بالرصاص فوراً وهو ما حصل وتكرر مع آلاف الضباط الذين رفضوا وتمردوا أو فكروا مجرد تفكير بالانشقاق..

يتقاطع هذا مع ما كشفه أخيراً الملحق العسكري الروسي الفريق “فلاديمير فيودوروف” لقناة روسيا اليوم عن وجود مجلس علوي منذ أيام حكم الطاغية المؤسس حافظ أسد، وهو المجلس الخفي لحكم سورية طوال تلك الفترة، بالإضافة إلى كتاب صدر أخيرا في الغرب عن طبيعة حكم النظام السوري والذي كشف فيه المؤلف عن عالم لا علاقة له بنظام الدولة ولا بنظام المؤسسات التي يتحدث عنها الغرب ويخشى من سقوطها برحيل الأسد..

بالتأكيد فإن الغرب والشرق يعي تماماً أن عصابة مافيوية تقوم بهدم بلدها وقتل من يُفترض أن يكون شعبها على مدى سنوات مستجلبة كل حثالات الأرض لمساعدتها في هذه الجريمة لا يمكن أن يُطلق عليها نظام دولة ولا مؤسسات..

لقد اتضحت الصورة منذ الأيام الأولى لانشقاق نائب رئيس الجمهورية عبد الحليم خدام عقب اغتيال رفيق الحريري حيث تنشق شخصية بهذا المستوى دون أن تُحدث ركزاً داخل العصابة الحاكمة، ولا ينشق معها أحد، فقد انضم خدام للعصابة فرداً واحداً قبل عقود، ليخرج منها كذلك بعد عقود، تكرر هذا مع انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب أيام حكم الولد القاصر أثناء الثورة وسارت الأمور وكأن شيئاً لم يحدث، بينما هذا الانشقاق لو حصل في أي دولة جنوب أفريقية أو أسيوية لانتهى النظام وانهار كل شيء، لكن في ظل حكم العصابة الطائفية السورية الأمر مختلف حيث ينشق نصف ضباط الجيش وأفراده وتسير الأمور وكأن شيئاً لم يحدث، مما يعني أن العقيدة العسكرية والأمنية الذي تربت عليها النواة الصلبة للعصابة هي ما  كشفه العقيد الطيار أولاً، وثانياً أن ثمة مافيوات وجهات سرية خفية هي من يمسك بتلابيب المشهد السياسي والأمني والاستخباري، لا علاقة للوجوه الظاهرة بما يجري حقيقة وفعلاً.

على هذا أستغرب من كل من يدعو للحفاظ على مؤسسات الدولة ويتباكى عليها، وهو في هذه الحالة أحد اثنين إما جاهل تماماً بطبيعة النظام الطائفية والأمنية والسرية والخفية وعلاقاتها المتشعبة الرهيبة على مستوى الداخل وعلى مستوى الاقليم والعالم، أو عالم بذلك كله ولكنه يريد إبقاء هذه المؤسسات القاتلة المجرمة من أجل سرقة أحلام الشعب السوري في التمرد والانعتاق من عبودية آل الأسد، وفي كلتا الحالتين فإن المطلوب من الباحثين والخبراء والمعنيين جميعاً فضح وبشكل يومي وبكل الوسائل المتاحة طبيعة هذا النظام المجرم والطبقات الجيولوجية السياسية والطائفية التي يختزنها في باطنه وباطن سورية، فمعرفة العدو ومعرفة الخصم نصف كسب المعركة.

 

 

المسلم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع