ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﻴﻤﺪ
تصدير المادة
المشاهدات : 7218
شـــــارك المادة
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺧﺎﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺘﺪﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻘﺎﻓﻠﺔ.
ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻧﺠﺎﺓ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺮ ﻃﺎﻏﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻘﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ: ﻻ ﻭﺍﻟﻼﺕ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍً - ﺃﻱ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ - ﺣﺘﻰ ﻧﻨﺤﺮ ﺍﻟﺠﺰﻭﺭ ﻭﻧﺸﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﻮﺭ ﻭﻧﻘﻴﻢ ﺍﻟﻘﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺯﻑ ﺑﺒﺪﺭ، ﻓﻴﺘﺴﺎﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﻤﺨﺮﺟﻨﺎ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻟﻢ ﻳﺼﺐ ﺍﻟﻌﻴﺮ ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺪ ﺃﻋﻀﻀﻨﺎﻩ ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻳﻬﺎﺑﻮﻧﻨﺎ ﺃﺑﺪﺍً.
ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺍﻟﺠﻴﺸﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﻣﺎﺀ ﺑﺪﺭ ﻭﺣﻤﻲ ﺍﻟﻮﻃﻴﺲ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺪﺩ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻳﻨﺰﻝ ﻟﻴﺜﺒﺖ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺼﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﺪﺭ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻓﺘﺤﺎً ﻣﺒﺎﺭﻛﺎً ﻭﻓﺮﻗﺎﻧﺎً، ﺃﻋﺰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺧﺬﺕ ﺳﻴﻮﻑ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺄﺧﺬﻫﺎ، ﻓﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺭﺟﻼً ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ "ﺃﺑﻮﺟﻬﻞ" ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺼﺮ: ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﺪﺭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ؛ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺘﺎﺩ . ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ؛ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻭﺍﻟﺴﻼﺡ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ((ﺇِﻥ ﻳَﻨﺼُﺮْﻛُﻢُ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻓَﻼَ ﻏَﺎﻟِﺐَ ﻟَﻜُﻢْ ﻭَﺇِﻥ ﻳَﺨْﺬُﻟْﻜُﻢْ ﻓَﻤَﻦ ﺫَﺍ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻳَﻨﺼُﺮُﻛُﻢ ﻣِّﻦ ﺑَﻌْﺪِﻩِ ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻓَﻠْﻴَﺘَﻮَﻛِّﻞِ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥ)) ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.160: ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﺼﺮ ﺍﻟﺠﻨﺪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻳﻬﺰﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺼﻴﺔ، ﻓﺄﻳﻦ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ؟ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀ: ﻭﻓﻲ ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀ ﻓﻠﻢ ﺗﻤﻨﻌﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ ،ﻭﻓﻴﻬﻢ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ: ((ﻻ ﺗَﺠِﺪُ ﻗَﻮْﻣًﺎ ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡِ ﺍﻟْﺂﺧِﺮِ ﻳُﻮَﺍﺩُّﻭﻥَ ﻣَﻦْ ﺣَﺎﺩَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟَﻪُ ﻭَﻟَﻮْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﺁﺑَﺎﺀَﻫُﻢْ ﺃَﻭْ ﺃَﺑْﻨَﺎﺀَﻫُﻢْ ﺃَﻭْ ﺇِﺧْﻮَﺍﻧَﻬُﻢْ ﺃَﻭْ ﻋَﺸِﻴﺮَﺗَﻬُﻢْ)) ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ: .22 ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﺤﻖ ﺭﺟﻞ ﻣﺸﺮﻙ ﺑﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻴﻘﺎﺗﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-: "ﺗُﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪِ ﻭَﺭﺳﻮﻟﻪِ ﻗﺎﻝَ ﻻ، ﻗﺎﻝَ : ﻓَﺎﺭْﺟِﻊْ ﻓَﻠَﻦْ ﺃَﺳْﺘَﻌِﻴﻦَ ﺑِﻤُﺸْﺮِﻙ " ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ.
ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣــﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﺩﻣــﺎﺀ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﺗﺴﻔﻚ ﺑﻜﺮﺓ ﻭﻋﺸﻴﺎً، ﻭﻫـﻢ ﻻ ﻳﺤﺮﻛﻮﻥ ﺳﺎﻛﻨﺎً؟ ﻭﺃﻳﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺮﺅ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻭﻫﻢ ﻳﻘﻠﺪﻭﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﺟﻴﻮﺷﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ، ﻭﻟﻤﻦ ﻭﻻﺅﻫﻢ؟ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﺠﻨﺪﻩ: ﻭﻟﻘﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺰﻭﺓ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺼﻒ ﻭﺍﻻﻟﺘﻔﺎﻑ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭﻳﻨﻈﻢ ﺻﻔﻮﻑ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﻭﻳﺸﺎﻭﺭﻫﻢ ﻭﻳﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ. ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺒﺎﺏ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﻋﻨﺪ ﺃﻭﻝ ﻣﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﺪﺭ - ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﻤﻨﺰﻝ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻧﻬﺾ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻘُﻠﺐ " ﺍﻵﺑﺎﺭ " ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﺮﻙ، ﺛﻢ ﻏﻮّﺭ ﻛﻞ ﻗﻠﻴﺐ ﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﺒﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ، ﺛﻢ ﺍﺣﻔﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻮﺿﺎً ﻓﻨﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻧﺸﺮﺏ ﻭﻻ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ. ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺃﺷﺮﺕ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ، ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻤﺸﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺒﺎﺏ.
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻭﺭﺓ ﺟﻨﺪﻫﻢ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ. ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺪﻭ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻢ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: "ﺍﻟﻠَّﻬُﻢَّ ﺃَﻧْﺠِﺰْ ﻟِﻲ ﻣَﺎ ﻭَﻋَﺪْﺗَﻨِﻲ .. ﺍﻟﻠَّﻬُﻢَّ ﺁﺕِ ﻣَﺎ ﻭَﻋَﺪْﺗَﻨِﻲ .. ﺍﻟﻠَّﻬُﻢَّ ﺇِﻥْ ﺗُﻬْﻠِﻚْ ﻫَﺬِﻩِ ﺍﻟْﻌِﺼَﺎﺑَﺔَ ﻣِﻦْ ﺃَﻫْﻞِ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﺗُﻌْﺒَﺪْ ﻓِﻲ ﺍﻷﺭْﺽِ "! ﻣﺴﻠﻢ.
ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻳﻨﺎﺷﺪ ﺭﺑﻪ ﻭﻳﺘﻀﺮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ ﺭﺩﺍﺅﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﻓﻤﺎ ﺃﺣﻮﺟﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻀﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺝ ﻣﺤﻨﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ! ﻭﻗﻔﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻷﺳﺮﻯ: ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻓﺘﺪﺍﺀ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﺑﺪﻝ ﻗﺘﻠﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﻓﺎﺩﻯ ﺑﻌﺾ ﺃﺳﺮﻯ ﺑﺪﺭ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺻﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﻓﺪﺍﺀ ﻓﺠﻌﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺪﺍﺀﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ. [ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺷﻌﻴﺐ ﺃﺭﻧﺎﺅﻭﻁ].
ﻭﻛﺎﻥ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻣﻤﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﻯ.
ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ، ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ، ﻭﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﻛﻔﺎﺀﺍﺗﻬﻢ ﻟﻴﺘﻌﻠﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
ﻓﻤﺎ ﺃﺣﻮﺝ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺟﻴﻮﺷﻬﻢ ﻟﻠﺘﺨﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺄﺧـﻼﻕ ﺳﻠﻔﻬـﻢ، ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﻟﻦ ﻳﺘﺠﺮﺃ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﺃﻥ ﻳﺴﻔﻚ ﺩﻣﺎﺀ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻭﻻ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻚ ﺣﺮﻣﺎﺕ ﻣﺴﺎﺟﺪﻫﻢ.
صيد الفوائد
علي عزت ديراني
محمد عمر
وسيم شامدين
مدونة صبا قلبي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة