رابطة خطباء الشام
تصدير المادة
المشاهدات : 7745
شـــــارك المادة
أَكْــرِمْ بقـــومٍ أَكْرَمُـــــوا القُرآنـــا * * * وَهَبُــــوا لَــــهُ الأرواحَ والأَبْـدَانــــا قومٌ قد اختـــارَ الإلـــهُ قلوبَهُــــمْ * * * لِتَصِيرَ مِنْ غَرْسِ الهُـدى بُسْتَانـا زُرِعَتْ حُروفُ النورِ بينَ شِفَاهِهِمْ * * * فَتَضَوَّعَتْ مِسْكـاً يَفِيـــضُ بَيَانَـــا رَفَعُوا كِتابَ اللهِ فــــوقَ رُؤوسِهِـمْ * * * لِيَكُونَ نُوراً في الظـلامِ... فَكَانـا سُبحانَ مَنْ وَهَبَ الأُجورَ لأهْلِهَـا * * * وَهَدى القُلُـوبَ وَعَلَّـــمَ الإنسانـا يَا رَبِّ أَكْرِمْ مَـنْ يَعيـشُ حَيَاتَــــهُ * * * لِكِتَابِــــكَ الوَضَّـــــاءِ لا يَتَـوَانـــى واجْعِـــلْ كِتَابَــكَ بَيْنَنَــــا نُـوراً لنـ * * * أَصْلِحْ بِهِ مَـا سَـــاءَ مِـنْ دُنْيَانــــا
عناصر الخطبة:
1- رمضان الهدى والنور. 2- رمضان والقرآن شفيعان للإنسان. 3- صاحب القرآن مقدَّمٌ في الدنيا وفي القبر ويوم القيامة: 4- كيف نتعامل مع القرآن الكريم.
5- سلفنا الصالح والقرآن . 6- حال الناس عند سماع القرآن الكريم . 7- حالنا والقرآن.
1- رمضان الهدى والنور:
قال الله تعالى في محكم التنزيل:
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185)
وقال: (حم *وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ* إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان 1-4)
وقال :(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ *سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ *) (سورة القدر)
يربط الله تعالى في هذه الآيات الكريمة بين أمرين عظيمين... بين (القرآن الكريم وشهر رمضان) .
بل وإن الكتب السماوية التي أنزلها الله لعباده نبراس هدى ودليل نجاة كان نزولها في رمضان, قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عمران أبو العوام عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة يعني ابن الأسقع: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان) (رواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الجامع/ 1497) .
وما ذلك إلا لحكمة بالغة وإرشاد لذوي الألباب والنهى لأهمية هذا الشهر العظيم الذي اختصه الله لتنزيل شرعه وبيان حكمه ..
2- رمضان والقرآن شفيعان للإنسان بين يدي ربه.
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ رَبِّ إِنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ رَبِّ إِنِّي مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ فَيشَفعَانِ) (رواه أحمد وغيره وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب/1429)
ففي القيامة يوم يفر منك ابنك وأبوك، وأمك وأخوك، وصاحبتك وعشيرتك، يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، يوم تلتفت فلا تجد معك إلا صاحبك الوفي (القرآن) يقف معك ويجادل عنك ويشفع لك،
عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ». قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ: السَّحَرَةُ،.) (مسلم/804)
القرآن الكريم هو كتاب الله المبين وحبله المتين، من قال به صدق ومن عمل به أجر . القرآن الكريم منهج أمة ودستور حياة ،لما عملت به الأمة انتقلت من رعي للغنم إلى سيدة للأمم. بتطبيق أحامه والتزام شرعه تحل الرحمات، ويرضى رب الأرض والسموات . ورمضان يضبط رغبات العبد وشهواته، ويتدرج بالعبد حتى يبلّغه درجة التقوى (ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) (البقرة:183)، تلك الدرجة التي تأخذ بيد صاحبها إلى الجنات، وتكفر عنه السيئات . فمن طار بهذين الجناحين (القرآن ورمضان) فقد وُفِق وسُدِّد، وكانا له شفيعان بين يدي الله يوم العرض عليه .
3- صاحب القرآن مقدَّمٌ في الدنيا وفي القبر ويوم القيامة:
ففي الدنيا: قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ) (مسلم/817)
وقال (يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ....) (مسلم/673)
وفي القبر: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول: «أيهم أكثر أخذا للقرآن»، فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: «أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة) (البخاري/1343)
ويوم القيامة: قال صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها) (صححه الألباني في صحيح الجامع/8122)
4- كيف نتعامل مع القرآن الكريم.
أ- تلاوة القرآن وحفظه: واسمع الأجر الوفير والخير الكثير في ذلك..
فعن ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ) . (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ . وَقَالَ : حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، وصححه الألباني في صحيح الجامع/6469).
- وعن عقبة ابن عامر -رضي الله عنه- قال:خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في الصفة، فقال: (أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟»، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: «أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ) (رواه مسلم803)
فطوبى لكم يا من بدأتم الختمات وكررتموها، وأبشروا بما بشّر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجر وفير .
ب- تدبره والتفكر فيه:
فإن تدبر آيات القرآن من أجل العبادات وأعظمها، ولعظم شأنها جعلها ربنا ميزاناً لتدبر أولي الألباب، وشنع بأشد العبارات فعل من لا يتدبر هذه الآيات العظيمة التي لو أنزلت على جبال لدكدكته، ولو أنها أنزلت على صخر لتفتت كما بين ربنا في هذه الآيات :
*- (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (ص: 29)
* - (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد: 24)
*-(لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر:21)
قال العوفي : عن ابن عباس في هذه الآية ، يقول : (لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه ، لتصدع وخشع من ثقله ، ومن خشية الله . فأمر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع) . (تفسير ابن كثير لسورة الحشر) .
وهذا أسوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتدبر القرآن.
- عن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اقْرَأْ فَقُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى بَلَغْتُ (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) [النساء: 41] قَالَ: حَسْبُكَ الْآنَ قَالَ: فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ) (صحيح مسلم) .
فحريٌ بنا أن نتدبر الآيات وأن نقف على هذه المعاني العظيمة التي تعقلها الأفئدة المؤمنة، وتحوزها العقول النيرة .
ت- الاستشفاء به والتحصن به:
*عن أبي أمامه -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :(.. اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة) رواه مسلم
5- سلفنا الصالح والقرآن الكريم.
كيف كان يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر القرآن؟؟
يجيبنا ابن عمه ابن عباس (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، لِأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ) (البخاري /6).
أما عن تأثر سلفنا الصالح بالقرآن :
- فلا ننسى أن فاروق الأمة رضي الله عنه كان سبب إسلامه آيات سمعها من أخته : ذكر صاحب الروض الأنف القصة المشهورة في إسلامه وفيها: أنه قد خرج متوشحًا سيفه يريد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلقيه رجل فأخبره بإسلام أخته وزوجها فأتاهما وسألهما عما سمع من كلامهما قبل دخوله، ثم ضَرْبه أخته، وقراءته لما كان معهم وكانت سورة (طه) ودخول الإِسلام قلبيهما قرأ قوله تعالى: (طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى) (كتاب الروض الأنف) . - وهذا الفضيل: يقول ابن عساكر في سبب توبته: كان الفضيل شاطراً – أي قاطع طريق - بين «أبيورد ومرو»؛ وكان سبب توبته أنه عشق جاريةً، فبينما هو يرتقي الجدران إليها سمع قارئاً يتلو ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ (الحديد16)، فقال: يا رب قد آن؛ فرجع فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة سابلة، فقال بعضهم لبعض: نرحل الليلة، وقال قوم: بل نبقى هنا حتى نصبح؛ فإنَّ «فضيلاً» على الطريق يقطع علينا، ولما كان الله سبحانه قد أراد هدايته (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ الله يَهْدِي مَن يَشَاءُ) فقد تاب الفضيل وأمّنهم، وجاور الحرم حتى مات رحمه الله تعالى.
فيا الله آية واحدة تحدث في النفس البشرية كلَّ هذا؟؟!! نعم إنها نفوس كتب الله لها الهداية.. وقد كان السلف الصالح -رضوان الله عليهم- يكثرون من تلاوة القرآن في رمضان في الصلاة وغيرها * فقد كان الزهري -رحمه الله- إذا دخل رمضان يقول: (إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام) لطائف المعارف . * وكان مالك بن أنس إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالس العلم وأقبل على قراءة القرآن من المصحف. * وكان قتادة -رحمه الله- يختم القرآن في كل سبع ليالٍ دائماً وفي رمضان في كل ثلاث وفي العشر الأخير منه في كل ليلة. * وكان إبراهيم النخعي -رحمه الله- يختم القرآن في رمضان في كل ثلاث ليالٍ وفي العشر الأواخر في كل ليلتين. وكان الأسود -رحمه الله- يقرأ القرآن كله في ليلتين في جميع الشهر.
6- حال الناس عند سماع القرآن الكريم:
قال تعالى في آياته المشهودة:
(وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ* إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (ق/ 36- 37) .
قال ابن القيّم- رحمه الله-: النّاس ثلاثة – واعرض نفسك عليها-:
الأول: رجل قلبه ميّت، فذلك الّذي لا قلب له، فهذا ليست الآية ذكرى في حقّه. الثّاني: رجل له قلب حيّ مستعد، لكنّه غير مستمع للآيات المتلوّة، الّتي يخبر بها الله عن الآيات المشهودة، إمّا لعدم ورودها، أو لوصولها إليه وقلبه مشغول عنها بغيرها، فهو غائب القلب ليس حاضرا، فهذا أيضا لا تحصل له الذّكرى، مع استعداده ووجود قلبه. والثّالث: رجل حيّ القلب مستعدّ، تليت عليه الآيات، فأصغى بسمعه، وألقى السّمع وأحضر قلبه، ولم يشغله بغير فهم ما يسمعه، فهو شاهد القلب، ملقي السّمع، فهذا القسم هو الّذي ينتفع بالآيات المتلوّة والمشهودة.
7- حالنا مع القرآن.
وها نحن عباد الله.. تُقرأ علينا الآيات صباح مساء، بل ونقرأها، فكم انتفعنا بها؟! وكم غيّرت فينا؟!
نقرأ : (للذكر مثل حظ الإنثيين).[النساء:176]...... فهل نعطي البنين ونحرم البنات؟! .
ونقرأ: (انفروا خفافا وثقالا).(التوبة 41).......فهل نفرنا في سبيل الله؟!
ونقرأ: (وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).(التوبة 42).... فهل جاهدنا بهما؟!
ونقرأ: (وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا).(الحجرات 12) .....فهل انتهينا عن الغيبة والتجسس وبغيض الأخلاق؟!
إنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها .. فعليكم بالقرآن العظيم والتزام أوامره .. واستثمار هذا الشهر على الوجه الأكمل ففيه الخير والبركة، ولنعلم أنهما (القرآن ورمضان) من نعم الله علينا التي تستوجب شكرها..
اللهم اجعلنا ممن يقرأ حروفه ويقيم حدوده..... اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا ...
عبد الله العنزي
شادي راضي
الأمين الحاج محمد أحمد
محمد العبدة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير