رياض القيسي
تصدير المادة
المشاهدات : 8255
شـــــارك المادة
ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء - (20 / 554)
ابن عساكر: الإمام العلّامة الحافظ الكبير المجود، محدّث الشام، ثقة الدين، أبو القاسم الدمشقي الشافعي، صاحب " تاريخ دمشق ". ولد في المحرم في أول الشهر سنة تسع وتسعين وأربع مئة. عدد شيوخه الذي في " معجمه " ألف وثلاث مئة شيخ بالسماع، وستة وأربعون شيخاً أنشدوه، وعن مئتين وتسعين شيخاً بالإجازة، الكل في " معجمه "، وبضع وثمانون امرأة لهن " معجم " صغير سمعناه. صنف الكثير، وكان فهماً حافظاً متقناً ذكياً بصيراً بهذا الشأن، لا يلحق شأوه، ولا يشق غباره، ولا كان له نظير في زمانه. حدثنا التاج محمد بن عبد الرحمن المسعودي، سمعت الحافظ أبا العلاء الهمداني يقول لبعض تلامذته - وقد استأذنه أن يرحل - فقال: "إن عرفت أستاذاً أعلم مني أو في الفضل مثلي، فحينئذ آذن إليك أن تسافر إليه، اللهم إلا أن تسافر إلى الحافظ ابن عساكر، فإنه حافظ كما يجب"، فقلت: "من هذا الحافظ"؟ فقال: "حافظ الشام أبو القاسم، يسكن دمشق.. وأثنى عليه". وقال لي أبو العلاء يوماً: "أي شيء فتح له، وكيف ترى الناس له"؟ قلت: "هو بعيد من هذا كله، لم يشتغل منذ أربعين سنة إلا بالجمع والتصنيف والتسميع حتى في نزهه وخلواته"، فقال: "الحمد الله، هذا ثمرة العلم، ألا إنّا قد حصل لنا هذه الدار والكتب والمسجد، هذا يدل على قلة حظوظ أهل العلم في بلادكم". ثم قال لي: "ما كان يسمي أبو القاسم ببغداد إلا شعلة نار من توقده وذكائه وحسن إدراكه". قال أبو المواهب: "وأنا أقول: لم أر مثله ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه من لزوم طريقة واحدة مدة أربعين سنة من لزوم الجماعة في الخمس في الصف الأول إلا من عذر، والاعتكاف في رمضان وعشر ذي الحجة وعدم التطلع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدور، قد أسقط ذلك عن نفسه، وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة، وأباها بعد أن عرضت عليه، وقلة التفاته إلى الأمراء، وأخذ نفسه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم". قال لي: "لما عزمت على التحديث والله المطّلع أنه ما حملني على ذلك حب الرئاسة والتقدم، بل قلت: متى أروي كل ما قد سمعته، وأي فائدة في كوني أخلفه بعدي صحائف؟ فاستخرت الله، واستأذنت أعيان شيوخي ورؤساء البلد، وطفت عليهم، فكل قال: ومن أحق بهذا منك؟ فشرعت في ذلك سنة ثلاث وثلاثين". وقال السمعاني: :أبو القاسم كثير العلم، غزير الفضل، حافظ متقن، دين خير، حسن السمت، جمع بين معرفة المتون والأسانيد، صحيح القراءة، متثبت محتاط.." إلى أن قال: "جمع ما لم يجمعه غيره، وأربى على أقرانه، دخل نيسابور قبلي بشهر، سمعت منه، وسمع مني، وسمعت منه (معجمه)، وحصل لي بدمشق نسخة به، وكان قد شرع في (التاريخ الكبير لدمشق)، ثم كانت كتبه تصل إلي، وأنفذ جوابها". توفي في رجب سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ليلة الاثنين حادي عشر الشهر، وصلى عليه القطب النيسابوري، وحضره السلطان صلاح الدين، ودفن عند أبيه بمقبرة باب الصغير.
المصدر: منتديات الدرر الشامية
أبو فهر الصغير
موسى بن سليمان السويداء
أيمن أحمد ذو الغنى
محمد مطيع الحافظ
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة